كيف يؤكل الجراد
الجراد
الجراد من الحشرات الطائرة التي تنتمي إلى عائلة الجنادب، وله أرجلٌ خلفيةٌ طويلة تساعده على القفز. يتغذّى الجراد على النباتات والمزروعات لذلك هو آفة تعمل على تدمير المحاصيل الزراعية في حال هاجمها بأعدادٍ كبيرة، فهو يسير في أسرابٍ بأعدادٍ كبيرةٍ وبتنظيمٍ هائل، فعلى الرغم من الجهاز العصبي البسيط الموجود فيه إلّا أنه يسير في خطوطٍ منتظمة ولا تخرج أيّ جرادة عن مسارها، ويطير سرب الجراد في النهار بينما في الليل يحطّ على النباتات والمزروعات للنوم، ومن أجل تناول الغذاء.
تُحبّ الكثير من الشعوب تناول الجراد كنوعٍ من الأطعمة الغنية بالبروتين وقليلة الدهون، كما أنّه يحتوي على الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والمنغنيز والصوديوم والحديد، وأفضل الأوقات لصيده بعد الغروب؛ حيث إنّه يكون في حالة من السبات ويمكن اصطياده بسهولة.
رأي الشرع في أكل الجراد
أباح الإسلام أكل الجراد، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ: الْجَرَادُ وَالْحِيتَانُ وَالْكَبْدُ وَالطِّحَالُ)).
وقد ورد ذكر الجراد في القرآن الكريم في موضعين: الأول قال تعالى ((َأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ﴾)الأعراف، وهنا يظهر الجراد كنوع من العذاب والابتلاء لأنه لا يمكن ايقاف الأعداد الكبيرة من الجراد، كما ورد أيضاً في سورة القمر قال تعالى﴿(خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ)﴾ وهنا يصوّر الله عز وجل مدى قدرة الجراد على السير بسرعةٍ كبيرة حيث يكون هذا حال الناس عند الحشر.
طريقة أكل الجراد
تتفنن الشعوب التي تتناول الجراد في كيفية أكله بعد اصطياده؛ حيث إنّهم بعد صيده يضعونه في إناء كبير به ماء مغلي وقليل من الملح موضوع على النار، وعندما ينضج الجراد جيداً يقوم البعض بتناوله مباشرة، والبعض يجفّفونه تحت أشعة الشمس ثم يضعونه في أكياس صغيرة للتسلية في أي وقتٍ من النهار، كما يقوم البدو بإطعام ماشيتهم في سنوات القحط من هذا الجراد المجفف فيغنيهم عن الغذاء.
يُمكن تناول الجراد مشوياً على النار وعلى الجمر، وهناك من يتناوله نيئاً من دون طبخ، ويتلذّذ البعض بتناول أنثى الجرادة أكثر من الذكر؛ حيث يكون لون الأنثى زهريّاً، وتكون البيوض داخلها ممّا يُعطيها مذاقاً ألذ، ولكن الذكر حجمه أصغر من الأنثى ولونه أصفر. من أكثر الدول التي تُحبّ تناول الجراد شرق آسيا؛ حيث يعتبر طبقاً غالي الثمن لديهم.