كيف نعالج البلغم عند الرضع
كيف نعالج البلغم عند الرضع منزليًا
يُعتبر امتلاء الصدر بالبغلم أو احتقان الصدر (بالإنجليزيّة: Chest congestion) من المشاكل الصحيّة الشائعة جدًّا لدى الأطفال الرضّع، وفي الحالات البسيطة يتمَ علاج البلغم عند الرضع عادةً منزليًا، من خلال تجربة مجموعة من التدابير المنزليّة الفعّالة جدًّا في التحكم والتخفيف من الأعراض وجعل الطفل يشعر بالراحة، وقد تتطلب بعض الحالات فحًا طبيًا لمعرفة السبب وعلاج المشكلة الكامنة وراءه. وفي ما يأتي بيان لأهم التدابير المنزليّة التي تساهم في علاج البلغم عند الرضّع:
المحلول الملحي وشفاط الأنف
يوصَى باستخدام محاليل الأنف الملحية للرضيع الذي يُعاني من البلغم، إذ تخفّف من كثافة وسماكة المخاط الأنفيّ، وفي الحقيقة إنّ استخدام المحلول الملحيّ مع شفاط الأنف اليدوي (بالإنجليزيّة: Bulb syringe) يساعد بشكل كبير على تنظيف الممرّ الأنفي من المخاط، وبالتالي تسهيل عمليّة التنفس بالشكل الصحيح، ويمكن تحضير المحاليل الأنفية منزليًا بإضافة نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب واحد من الماء الدافئ أو ما يعادل 240 مل ثم تحريك المزيج بشكل جيّد، ويُنوّه إلى أنّ الماء المستخدم في التحضير يكون إمّا مغليًا مسبقًا أو من المعبأ في زجاجات جاهزة، وتتمثّل الطريقة الصحيحة لاستخدام المحلول الملحي مع شفاط الأنف اليدوي للأطفال الرضّع بالخطوات الآتية:
- وضع الطفل على ظهره.
- وضع البخاخ الأنفي أو النقاط الأنفية؛ إذ يمكن استخدام البخاخ ورشّ مرّة أو مرّتين في كلّ فتحة أنف، أو يمكن استخدام النقاط بوضع ثلاث إلى أربع نقاط في كل فتحة أنف باستخدام القطّارة، وفي الواقع قد يحفّز المحلول الملحي الطفل على العطاس.
- يُحمل الطفل ويُثبَّت رأسه للخلف مع الانتظار لدقيقة تقريبًا في حال استُخدمت القطرات الأنفية، أو لبضع ثوانٍ عند استخدام البخاخ، وذلك ليتمكن المحلول الملحي من تخفيف كثافة المخاط.
- إدخال محقنة الشفاط في إحدى فتحتي الأنف مع ضرورة الانتباه إلى عدم تجاوز أكثر من ربع مسافة الممرّ الأنفي، ثم الضغط على الجزء الكروي المنتفخ من الشفاط ليشفط المخاط من التجويف الأنفي، ثمّ تعاد هذه الخطوة مع الفتحة الثانية من الأنف بعد فاصل زمني قصير.
- تعقيم الشفاط اليدوي بعد الانتهاء من استخدامه بالماء الساخن والصابون، ثم تركه ليجفّ قبل استخدامه مرّة أخرى، ويُنصح باستخدام الكحول أو الخلّ لتعقيم الشفاط في حال كان الطفل يُعاني من عدوى شديدة.
ويمكن الاستعانة بالطبيب في حال عدم التأكد من إمكانيّة إجراء خطوات تنظيف الأنف بشكل جيّد، ويُمنع استخدام أي نوع آخر من قطرات الأنف التي تحتوي على دواء علاجي دون استشارة طبيب الأطفال، وفي الحقيقة يُنصح بإجراء عمليّة تنظيف الأنف بالمحلول الملحيّ فقط في حالة انسداد الأنف بالمخاط، إذ إنّ كثرة استخدامه تؤدي لتقرّح الجلد المحيط بالأنف، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استخدام المحلول الملحي والشفاط لتنظيف الأنف قبل الرضاعة، وذلك لتفادي تقيؤ الطفل للحليب نتيجة هذا الإجراء، إضافةً إلى أنّ تنظيف الأنف يسهّل تنفس الطفل أثناء الرضاعة.
ترطيب الجوّ
يُعدّ استخدام أجهزة ترطيب الجوّ (بالإنجليزيّة: Humidifier) طريقة مثاليّة لترطيب الممرّ الأنفي لدى الطفل الرضيع، كما يساهم في تخفيف كثافة المخاط الموجود في الأنف والحلق، وهذا بدوره يساعد الطفل على إخراج المخاط من خلال السعال، وبالتالي استعادته التنفس بشكل سليم، ويُنصح باستخدام جهاز الترطيب بالرذاذ الدافئ في حال معاناة الطفل من السعال الجاف ، بينما يُستخدم جهاز الترطيب بالرذاذ البارد في حالات السعال الرطب، ويُشار إلى وجود بدائل منزليّة بسيطة لأجهزة الترطيب إن لم تتوفّر في المنزل، إذ يمكن زيادة رطوبة الغرفة من خلال ما يأتي:
- غلي الماء في قدر لعدّة ساعات.
- ملئ الحمام بالبخار الدافئ من خلال تشغيل الدش الساخن، ثم الدخول مع الطفل إلى الحمام والبقاء فيه لمدّة 10 إلى 15 دقيقة، والتأكد من وضع الطفل في مكان بعيد عن مصدر البخار المباشر، مع مراقبته طوال الوقت في هذه الأثناء.
الرضاعة الطبيعيّة
قد يؤدي احتقان الصدر لدى الأطفال الرضّع إلى انخفاض قدرة الرضيع على التغذية مقارنةً بالسابق، وعليه تُنصح الأم بزيادة عدد جلسات الرضاعة الطبيعيّة (بالإنجليزية: Breastfeeding) للطفل لا سيّما لمن يقلّ عمره عن ستة أشهر، إذ يوفر حليب الثدي الترطيب اللازم للطفل، ويؤمن حاجاته الغذائيّة، ويساهم في تليين المخاط، ويساعده على محاربة مسبّبات العدوى، وقد يعمل حليب الأم بشكل أفضل من الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبيّة، لكن يجدر الانتباه إلى الأمور التي تؤدي لِشَرَق الطفل أثناء رضاعته لتجنبها، حيث يزيد الشَرَق من احتقان الصدر لدى الأطفال الرضّع.
التربيت اللطيف
يساعد التربيت اللطيف على ظهر الطفل الرضيع على التخفيف من احتقان الصدر، وذلك من خلال تليين المخاط وتسهيل خروجه عن طريق السعال، ويتم التربيت على ظهر الطفل باستخدام اليد المضمومة وهو في وضعيّة الاستلقاء على ركبتي مقدّم الرعاية، أو في وضعيّة الجلوس في حضن مقدّم الرعاية مع ضرورة تقديم جسمه للأمام بزاوية مقدارها 30 درجة تقريبًا.
تزويد الطفل بالسوائل
تُسهم السوائل في تليين المخاط الموجود في الصدر، لذلك قد يحتاج الطفل لا سيّما الذي تجاوز ستة أشهر إلى رشفات صغيرة من الماء أو غيرها من السوائل من حين إلى آخر، ويمكن أيضًا تقديم الأطعمة السائلة مثل حساء الخضار أو الهريس الخفيف للطفل الذي بدأ بتناول الأغذية الصلبة.
نصائح أخرى
فيما يأتي نصائح أخرى لعلاج البلغم عند الرضّع في المنزل:
- استخدام مرهم تدليك الصدر (بالإنجليزيّة: Chest rub) الذي يحتوي على تركيبة مخصّصة لإزالة البلغم عند الرضع، حيث يساعد كلٌّ من مرهم تدليك الصدر والعلاج العطري (بالإنجليزية: Aromatherapy) وأثر عملية التدليك نفسها على تليين البلغم وبالتالي سهولة التخلص منه.
- استخدام جهاز المرذاذ (بالإنجليزيّة: Vaporizer) في غرفة الطفل بهدف الحصول على البخار الذي يليّن البلغم ويسهل خروجه، وتجدر الإشارة إلى أهمية مراقبة الطفل أثناء عمل المرذاذ مع ضرورة التأكد من أنّ أطراف الطفل لا تتعرّض للبخار الناتج بشكل مباشر.
- التخلّص من مسبّبات الحساسيّة أو ملوّثات الهواء المتوقع وجودها في المنزل، وذلك من خلال تجنب التدخين وإشعال الشموع، وتنظيف المنزل باستخدام المكنسة الكهربائيّة لإزلة شعر الحيوانات الأليفة.
- منح الطفل حمام مهدّئ باستخدام الماء الدافئ الذي يليّن المخاط ويسهّل خروجه، مع ضرورة التأكد من أنّ درجة حرارة الماء مناسبة لجسم الطفل ولن تسبّب له الحروق.
- القيام بعملية تدليك لطيفة لبعض مناطق الوجه، أهمّها جسر الأنف، والجبين، والصدغين، وعظام الوجنتين.
- استخدام الوسادة لرفع رأس الطفل الذي تجاوز عمر السنة ونصف.
- رفع رأس سرير الطفل بطريقة مناسبة، وذلك بهدف ضمان تصريف المخاط من أنف الطفل بدلًا من نزوله في الحلق ومن ثم التسبّب بالسعال والاختناق.
- تنظيف الطبقة اللزجة أو اليابسة الناتجة عن تصلّب المخاط حول الأنف، وذلك عن طريق مسح المنطقة برفق بقطعة قطن مبلّلة بالماء الدافئ.
كيف نعالج البلغم عند الرضع دوائيًا
كما ذُكر سابقًا فإنّه يتم علاج البلغم والتخلّص من احتقان الصدر لدى الأطفال عن طريق معالجة السبب الحقيقي وراء هذه المشكلة، وفي الحقيقة، إنّ أغلب الأمراض التي تؤدي لاحتقان الصدر ناتجة عن عدوى فيروسية، لذلك فإنّ استخدام المضادات الحيوية لن يكون فعّالًا ويُمنع إعطاؤها للطفل إلا في حال تطوّر عدوى بكتيرية إضافة للعدوى الفيروسية، ولا يُوصى باستخدام الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبيّة مثل مثبّطات السعال (بالإنجليزية: Cough suppressants)، أو مقشّعات البلغم (بالإنجليزية: Cough expectorants) للأطفال الذين لم يبلغوا الرابعة من العمر، إذ إنّ هذه الأدوية قد تسبّب الأذى لهم وتزيد المشاكل الصحية سوءًا، وفي حال معاناة الطفل من احتقان شديد أو في حال وجود أعراض أخرى تدعو للقلق فتجب حينها مراجعة الطبيب.
دواعي مراجعة الطبيب
تجب مراجعة طبيب الأطفال عند ظهور أي من الأعراض الآتية على الرضيع:
- ارتفاع درجة حرارة جسم الرضيع إلى أعلى من 38.9 درجة مئوية.
- معاناة الطفل من السعال الشديد لدرجة التقيؤ.
- تغيّر لون الجلد المحيط بالفم إلى الأزرق.
- شحوب لون وجه الطفل، أو تغيّر لون بشرته للأزرق.
- انخفاض عدد الحفاضات التي يُبلّلها الطفل الرضيع مقارنة بالمعتاد.
- فقدان الطفل للشهية لمدة تزيد عن يوم.
- تورّم الوجه أو الرقبة أو العينين.
- مواجهة صعوبة في التنفس مع حدوث تجويف أو تقعّر في الصدر.
- رفض الطفل للرضاعة أو شرب السوائل .
- خروج الدم مع المخاط.
- كسل وخمول ونعاس مستمرّ.