كيف نشكر الله على نعمة الولد؟
كيف نشكر الله على نعمة الولد؟
الشكر بالقول والفعل
سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، من نعم الله -تعالى- على الإنسان وهي عظيمة وجليلة لا تحصى، نعمة الرزق بالذرية، وشكر الله -تعالى- على هذه النعم اعتراف من العبد وإقرار بفضل الله عليه، وسبل الشكر كثيرةٌ منها: الشكر بالقول والدعاء، وكذلك الشكر بالأفعال بما أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- من التقرب إلى الله -تعالى- بالذبح وإطعام الناس وغيرها.
الحمد والثناء والدعاء
ذكر الإمام البخاري في كتاب صحيح الأدب المفرد، باب من حمد الله عند الولادة إذا كان سويًا ولم يبال ذكرًا أو أنثى: (كانت عائشةُ رضي اللهُ عنها إذا وُلِدَ فيهم مولودٌ ( يعني من أهلِها ) لا تسألْ : غلامًا ولا جاريةً ، تقول : خُلِقَ سويًّا ؟ فإذا قيل : نعم ، قالت : الحمدُ لله ربِّ العالمينَ).
ومنه قول سيدنا إبراهيم -عليه السلام-: (الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي وَهَبَ لي عَلَى الكِبَرِ إِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبّي لَسَميعُ الدُّعاءِ* رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ)، شكر سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ربه أن وهبه الولد بعد سنين، ثم لم ينس أن يدعو لنفسه ولولده أن يجعلهم الله متمسكين بدينه مقيمين الصلاة وهو من شكر النعمة ، فشكر النعمة لا تكون بالقول فقط.
من الآيات التي تدل على أن الشكر لا يكون بالقول فقط، قول الله -تعالى-: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية قول أب عبد الرحمن الحبلي: "وهذه الآية تدل على أن الشكر يكون بالقول والفعل والنية، فالصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تعمله لله شكر، وأفضل الشكر الحمد".
أمثلة على أعمال الشكر لله على المولود
هناك الكثير من الأمور المشروعة التي حثنا على فعلها النبي- صلى الله عليه وسلم-، منها ما فيه شكر واعتراف وإقرار بنعمة الله علينا المتمثلة بهذا المولود، ومنها ما فيه الفائدة للمولود وفي فعلها تطبيق للسنة، من هذه الأفعال:
- العقيقة: وهي من السنن المستحبة لشكر الله على نعمة الولد: ففي صحيح البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (في الغلامِ عقيقةٌ)، يدل الحديث على مشروعية العقيقة عن كل مولود والندب إليها، ومعنى الحديث أن مع كل مولود ذبيحة تذبح عنه عند ميلاده، شكرًا لله -تعالى-، وفي تمام الرواية، (فاهْرِيقوا عنه دَمًا)، أي أسيلوا: ومعناها اذبحوا، وهي عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة، ويشترط في العقيقة أن تكون خاليةً من العيوب.
- التصدق بوزن الشعر ورقًا: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّه يستحبّ حلق رأس المولود في اليوم السّابع، ويتصدّق بوزن الشّعر ورقًا، والورِقُ هو الفضة، ثمّ اختلفوا في حلق شعر المولود الأنثى، فذهب المالكيّة والشّافعيّة إلى أنّه لا فرق في ذلك بين الذّكر والأنثى، لما روي، أنّ فاطمة بنت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وزنت شعر الحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم، وتصدّقت بزنة ذلك فضّةً؛ لأنّ هذا الحلق فيه مصلحة من حيث التّصدّق على الفقراء والمساكين، ومن حيث تحسين شّعر المولود بعد الولادة.