كيف كانت ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم
مكان وزمان ولادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وُلد النبي -عليه الصلاة والسلام- في مكة المُكرمة، بِشعب بني هاشم، وكان ذلك في يوم الاثنين على الصحيح، كما ورد في حديثه -صلى الله عليه وسلم-: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ)،،
وكان مولده في النّهار عند طُلوع الفجر، بدليل ولادة النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم الاثنين، وما جاء من قول أُمّه أنها رأت النجوم عند ولادته؛ فيُحتمل أن المخاض جاءها ليلاً، وولدته عند الفجر، وفي هذا الوقت تكون النجوم ظاهرة، وكان مولده في شهر ربيعٍ الأول على قول الجُمهور.
أمّا يوم مولده فالمشهور قول الجُمهور أنّ النبيّ وُلد في اليوم الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول، وذكره ابن إسحاق وابن عبّاس وغيرهم، وكان مولده في عام الفيل، لقول قيس بن مخرمة: (وُلِدْتُ أنا والنَّبيُّ عامَ الفيلِ)، ونقل بعض العُلماء الإجماع على ذلك.
علاماتٌ ظهرت عند ولادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
ومن العلامات التي ظهرت يوم ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- خروج نورٍ من أُمّه أضاء قُصور الشام، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ، وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه، وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسى، ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ)،
- وتخصيص الشام بالنّور إشارةٌ إلى استقرار الإسلام فيها وثُبوته، وهي آخر معاقله، ونُزول عيسى -عليه السلام- فيها في آخر الزمان.
- ولادته رافعاً بصره إلى السماء، ومن العلامات الأخرى التي أخرجها ابن حبان في صحيحه عن وصف مولد النبيّ: (ثمَّ وضَعْتُه فما وقَع كما يقَعُ الصِّبيانُ وقَع واضعًا يدَه بالأرضِ رافعًا رأسَه إلى السَّماءِ).
- وقد وردت بعض العلامات المشهورة في يوم مولده، ولكن ينبغي التنويه إلى أنّها لم ترد بأحاديثَ صحيحة، وضعّفها العديد من العلماء؛ كارتجاج إيوان كسرى، وسُقوط أربع عشرة شرفةً منه، وانطفاء نار المجوس، وغوص بُحيرة ساوة، وانهدام المعابد حولها.
- وعلّق الشيخ الغزاليّ على ذلك فقال إن مولد النبيّ كان إيذاناً بزوال الظُلم، ولكنّ هذه العلامات واهية، ومولد رسول الله وسيرته الشريفة بغنى عن ذلك، وذكر بعض العلماء أنّ النبيّ وُلد مختوناً؛ وقد علّق الإمام ابن القيّم -رحمه الله- على ما ورد في ذلك من الأحاديث وحَكم عليها جميعها بالضعف، وقال إنّ هذه الصفة والعلامة نقصٌ وليست منقبةً لصاحبها.
وصف والدة النبي لولادته
تصف السيدة آمنة بنت وهب، والدة النبي -صلى الله عليه وسلم- حملها به، فورد عنها أن حمله لم يكن بمشقة، ولم تشعر بشدة عند ولادته، ولما خرج وقع على الأرض مستنداً على يديه، ومع خروجه ظهر نور منه -صلى الله عليه وسلم-،
وقد روت الأخبار حضور عدد من النساء على ولادته -عليه الصلاة والسلام- منهن: الشفاء بنت عمرو، والدة الصحابي عبد الرحمن بن عوف، وأم أيمن بركة الحبشية، والدة الصحابي أسامة بن زيد، وفاطمة بنت عبد الله والدة الصحابي عثمان بن أبي العاص -رضوان الله عليهم جميعاً-.
فرحة جد وأعمام النبي بولادته
لمّا ولدت آمنة بنت وهب محمّداً -عليه الصلاة والسلام-؛ أرسلت إلى جد النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد المطلب، ففرح فرحاً شديداً، وأخذه ودخل به الكعبة، وقيل إنه قال في ذلك أشعاراً، وذبح عنه كبشاً كبيراً، وسماه محمّداً.
وقد فرح أعمامه أيضاً بميلاده -صلى الله عليه وسلم-، حتى أن أبا لهب أعتق الجارية التي بشّرته بولادته، وهي ثويبة المرضعة الأولى للنبي، وقد صحّت الأخبار في رؤيا العباس بن عبد المطلب بتخفيف العذاب عن أبي لهب؛ لإعتاقه ثويبة.