كيف خلق الكون
كيف خلق الكون
بيّن الله -عز وجلّ- في كتابه الكريم كيف بدأ خلق الكون، وفيما يأتي ذكر الآيات الكريمة التي تحدّثت عن مراحل ذلك بالترتيب:
- قال -تعالى-: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).
وهذه الآية الكريمة تتحدّث عن تمدّد الكون منذ خلقه إلى أن يشاء الله -سبحانه-.
- قال -تعالى-: (أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ).
بيّنت الآية الكريمة مرحلة ابتداء الخلق بما يُسمّى بالرّتق ثم انفجاره؛ أي الفتق، وقال بعض المفسّرين إنّ المقصود بذلك أنّ السماوات والأرض كانتاً شيئاً واحداً، ففصل الله السماء ورفعها عن الأرض، وقال كعب: كان الرتق بسبب توسّط شيءٍ بينهما بَاعَدَهُما عن بعضهما، ويرى أكثر المفسّرين أن السماوات والأرض كانتا معاً بالاستواء والصلابة، ففتق الله الأرض بالشجر والنبات، والسماء بالمطر.
- قال -تعالى-: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).
وتبيّن الآية الكريمة مرحلة تحوّل الجرم الأول إلى الدخان، ثم بعد ذلك خُلِق هذا الكون بما فيه من الكواكب والأجرام من الدّخان الكوني.
وقد ذكر الله -عز وجل- في كتابه الكريم أنّ خلق السماوات والأرض تمّ في ستة أيام، قال -تعالى-: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).
آيات تدلّ على قدرة الله في خلق الكون
القرآن الكريم مليء بالآيات الكريمة الدالة على عظيم صنع الله -تعالى- في الكون، ومن هذه الآيات ما يأتي:
- قدرة الله في خلق المطر وإحياء الأرض بالنبات والشجر
قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ).
- قدرة الله في خلق الدواب والحيوانات
قال -تعالى-: (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَّخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
- قدرة الله في خلق الشمس والقمر والليل والنهار
قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
الحكمة من خلق الكون
خلق الله -تعالى- الكون فأبدع خلقه، ولم يَعِيَ في ذلك أبداً، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا)، وإذا تأمل الإنسان في صنع الله -عز وجل- ومخلوقاته زادت محبّته له، وخشيته منه، وعبد الله حقّ العبادة، فهو -سبحانه- وحده المستحقّ للعبادة، ولا يدلّ عظيم خلقه إلا على كمال صفاته وقدرته وربوبيّته.
ولم يخلق الله -عز وجل- هذا الكون عبثاً، بل سخّر -سبحانه- هذا الكون للإنسان حتى يعمّر الأرض، وليتدبّر في دقّة وإتقان ما خلق الله؛ فيقوده ذلك للإيمان به -تعالى- وعبادته، قال -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّماء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).