كيف توفى سيدنا يوسف
وفاة النبي يوسف عليه السلام
فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة بوفاة سيدنا يوسف -عليه الصلاة والسلام-:
طلب يوسف عليه السلام الوفاة
ورد دعاء سيّدنا يوسف -عليه السّلام- في نهاية سورة يوسف في القرآن الكريم بعدما جمعه الله بأهله وآتاه الملك والنبوّة، أن يتمّ الله -تعالى- عليه هذه النّعم في الآخرة، وأن يتوفاه مسلماً ويلحقه بالصّالحين، قال -تعالى-: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ).
ففي الآية لم يتمنّى يوسف -عليه السلام- الموت لمجرّد الموت، وإنّما سأل الله -تعالى- أن يتوفّاه وهو مسلم، ثمّ يلحقه بالصّالحين، والمراد بالصّالحين هم آبائه: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب -عليهم السّلام- .
زمان ومكان وفاة يوسف عليه السلام
أوصى يوسف -عليه السّلام- أبنائه قبل وفاته في مجاهدة قومهم بالدّعوة إلى عبادة الله -تعالى- وحده لا شريك له، وقال الثّعلبي نقلاً عن أهل التّاريخ: "تُوفي يوسف وعمره مئة وعشرين عاماً، وكانت وفاته بعد أبيه يعقوب بثلاث وعشرين عاماً"، وقام أهل مصر بدفنه في الجهة الغربيّة من النّهر فأخصبت، وأجدبت الجهة الأخرى، فنقلوه إلى الجهة الشّرقيّة فأخصبت وأجدبت الأخرى، فقاموا بنقله إلى المنتصف فأخصبت الجهتان، ثمّ نقل إلى بيت المقدس، وما زال قبره موجوداً في بيت المقدس .
ولم يذكر القرآن شيئاً ممّا يتعلّق بزمن وفاة يوسف -عليه السّلام- ومكان دفنه وعمره حين تُوفي؛ وإنّما جاء ذلك بالرّوايات، ونقلت بعض الرّوايات التاريخيّة أنّ وفاة يوسف -عليه السّلام- كانت قبل ولادة موسى -عليه السّلام- بأربعٍ وستين عاماً، وبناءً عليه فإنّ فرعون الموجود زمن يوسف -عليه السّلام- هو ذاته فرعون الذي كان زمن موسى -عليه السّلام-.
التعريف بالنبي يوسف عليه السلام
اسمه يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السّلام-، قال فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ)، وهو أحد أبناء يعقوب الإثنا عشر ، كان شديد الجمال، جميل الخُلُق، واسع العقل، فكان أحب إخوته لأبيه كونه أصغرهم، ولأنّه صار يتيماً بوفاة أمّه.
ثمّ ازداد هذا الحب حين رأى في منامه الرّؤيا التي رواها على أبيه، وذكرها القرآن في قول الله -تعالى-: (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ)، فلمّا قصّ يوسف على أبيه هذه الرّؤيا علم يعقوب بنبوّة ابنه، وأنّه سيكون نبياً من بعد والده، وامتنع يعقوب -عليه السّلام- عن قول ذلك لبقيّة أبنائه خوفاً من أن تشيع البغضاء والحسد فيما بينهم.
ويوسف اسم أعجمي، وهو أحد الأسباط الذين ذكرهم الله في سورة البقرة، وقد اهتمّ القرآن الكريم بقصة يوسف -عليه السّلام- فأوردها في سورة سُميّت باسمه، وروى سعد بن أبي وقاص -رضيَ الله عنه- فقال: (نزلَ القرآنُ علَى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِه وسلَّمَ- قالَ: فتَلا عليهِم زمانًا فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ لو قصصتَ علينا، فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ … نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ لو حدَّثتَنا فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا})، ورُويَ أنّ اليهود سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قصّة يوسف فنزلت السّورة، وقد كان نزولها في العهد المكّي بعد عام الحزن.