كيف تمتص غضب الآخرين
كيف تمتص غضب الآخرين
الاستماع والتفهم
يُعبّر بعض الأشخاص عن مشاعرهم السلبية بالغضب، نتيجة عدّة الأسباب ؛ كتعرّضهم للأذى، أو التجاهل، أو عدم التقدير والاحترام، ويُساهم الاستماع إليهم وتفهّمهم في خفض حدّة غضبهم لأنّ ذلك يُشعرهم بأنّ أحدهم يهتم لاحتياجاتهم، ويُنصح عند التعامل مع شخص غاضب تجنّب اللوم والمُجادلة، ومحاولة التجاوب معه بشكلٍ لطيف.
الهدوء والعقلانية
يتطلّب التعامل مع الشخص الغاضب الذي يُلقي بالاتهامات على الآخرين ويسعى للمشاجرة كبحاً للنفس لتجنّب الدخول في صراعٍ معه، إذ ينبغي التصرّف بعقلانية مع الموقف من خلال التزام الصمت أو التحدّث بهدوء، ويكون ذلك بعدم التأثّر ببعض الأفعال أو المشاعر المزعجة التي تصدر عن الشخص الغاضب، وعدم الأخذ بانتقاداته بشكلٍ شخصيّ؛ لأنّ معظم العواطف الانفعاليّة التي تصدر عن الشخص الغاضب تكون اندفاعيّة.
تجنب الهجوم الشخصي
يزداد موقف الشخص الغاضب سوءاً إذا تعرّض لهجومٍ شخصيّ من الآخرين؛ كالإهانة أو الانتقاد، لذا يجب تجنّب أيّ رد فعل يظهر كهجومٍ مباشر، حيث يُمكن التعبير عن الانزعاج من ردود الفعل الغاضبة بمراعاة مشاعر الشخص الغاضب أو السلوكيات التي يُظهرها في ذلك الوقت، وتأجيل الحديث عن الأمور المهمّة إلى وقتٍ لاحق.
تقديم المساعدة
يُخفّف إظهار الرغبة في مساعدة الشخص الغاضب من نوبة العصبيّة لديه؛ لأن ذلك يُشعره بأنَّ الشخص المقابل يهتمّ لأمره، إلّا أنّ عرض المساعدة يجب أن يكون بشكلٍ غير مباشرٍ؛ أيّ بإيصال رسائل ضمنيّة أثناء الحديث تُظهر الاستعداد لتقديم المساعدة.
التعبير عن المشاعر
يُعدّ التعبير عن المشاعر السلبيّة التي يتسبّب بها الشخص الغاضب لمن حوله مهمّاً جداً، مع ضرورة التأكيد على اختيار الوقت الصحيح، وذلك بعد انتهاء موجة الغضب، كما يجب الحرص على عدم انتقاد الشخص الغاضب أثناء التعبير عن المشاعر، حيث يُساهم ذلك في السماح للشخص الغاضب بإعادة التفكير بطريقة تعبيره عن نفسه لتجنّب الأذى الذي يُحدثه للآخرين.
الانسحاب
قد يتفاقم الموقف وتزداد حدّته خلال الحوار مع شخصٍ غاضب؛ لذلك يجب اختيار الوقت الصحيح للانسحاب بهدوء، ويكون ذلك عندما يحيد الحوار عن المنطق ويُصبح الحديث صعباً، أو إذا وصل الحوار إلى نقطةٍ لا يمكن تقديم أيّ حلول إيجابيّة بعدها، كما يجب الانسحاب في بعض المواقف حفاظاً على السلامة الشخصيّة حين يُظهر الشخص الغاضب حاجةً للهجوم الجسدي، لذا ينبغي التراجع في اللحظة التي يشعر بها الشخص الآخر بالتهديد.
عبارات يمكن قولها عند غضب الآخرين
يُساهم إظهار التعاطف عند غضب الآخرين في تخفيف حدّة عصبيتهم وتوترهم واستعادتهم لهدوئهم، ويُمكن ذلك بانتقاء عبارات تصف شعور الشخص الغاضب، فكلّما كانت الكلمات أقرب لمشاعره كانت استجابته لها أكبر لإدراكه أنّ الشخص المقابل يفهم ما يشعر به تماماً، وفيما يأتي بعض العبارات التي يُمكن قولها عند غضب الآخرين:
- "يبدو أنك تشعر. . ."
- "لا أستطيع أن أتخيّل كيف جعلك ذلك تشعر."
- "ربمّا أستطيع أن أُدركَ كيف تشعر."
- "يا إلهي، أنت مستاء حقّاً!"
- "أستطيع الشعور بالإحباط الذي شعرت به".
- "هذا يبدو جنونيّاً!"
- "لديك الحق في أن تغضب، ما هو أكثر شيء يُزعجك؟"
- "كيف يمكنني دعمك بشكل أفضل؟"
الاستعانة بالمختصين لمعالجة نوبات الغضب وآثارها
أحياناً يُصبح غضب الآخرين مزمناً، فيتسبّب ذلك في حالةٍ دائمة من المزاج السيّئ لهم والرغبة في تحطيم الأشياء، وقد تتصاعد نوبات غضبهم أكثر لتُصبح مصدراً يُهدّد أمان الأشخاص من حولهم سواءً بالعنف اللفظي أو الجسدي، وحينها يجب اللجوء إلى طبيبٍ مختص أو مستشار نفسيّ لمعالجة نوبات الغضب، أو الاتصال بخط المساعدة الوطني للصحة النفسية.