كيف تكون نظرات المحب
نظرات المحب
رُبما يعجز المرء عن ترجمة ما يدور في عقول الآخرين وفهمها، أو إدراك حقيقة مشاعرهم تجاهه، إلا أنه قد يُحس بها ويلمسها من خلال تصرفاتهم وسلوكاتهم المميّزة، ويشعر بها في نظراتهم العميقة، التي قد تكون علامات تُخفي ورائها الكثير من الكلمات، حيث يُحاول الحبيب من خلالها التعبير عن مشاعره برقةً وعفويّة، كخطوةٍ تسبق مواجهة الشريك والاعتراف له بشكلٍ أكثر جرأة وصراحةً، إضافةً لأن تركيز العين على شخصٍ معيّن يدل على الاهتمام به، في حين أنّ التواصل البصريّ هو أحد الطرق التي يلجأ لها الناس للتعبير عن مشاعرهم، والتي قد توحي بالإعجاب ، أو الاعتراف بجاذبيّة الشريك، وتُشير إلى رغبة صادقة ببناء علاقة جيّدة معه، فهي من الأساس تنبع من مشاعر رومانسيّة عميقة ودافئة تتملك المرء، وتجعله يرغب بالنظر لهذا الشخص بتمعّن، ولا يستطيع أن يشيح النظر عنه، وكما ذكر سابقاً هي أحد طرق الجسد للتعبير والإفصاح عمّا يشعر به.
لغة العيون في الحب
تُعد لغة العيون إحدى لغات التواصل الجسدّي كما ذُكر، وتتم عن طريق البصر وليس اللسان، وهي تُشير لمشاعر صادقة تنبع من أعماق المرء؛ فتركيز العينين مؤشراً واضحاً لاهتمام الشخص بالشريك، ويظهر هذا التواصل بوضوح من خلال تشتيت نظر المرء وعدم الانتباه بشكلٍ جيّد للأشخاص والأشياء من حوله، وصبّ اهتمامه على الشخص الذي يُكنَ له تلك المشاعر والتركيز عليه بدون وعي، إضافةً للتحديق به بتمعنٍّ عندما يتحدثان معاً وتترافق بسلسة من السلوكات الجسديّة الأخرى التي قد تكون بشكلٍ غير مقصود، وهنالك بعض الدراسات التي تم إجرائها على فئتين من الأشخاص تم تقسيمهما لفئة من المحبين يتواصلون من خلال العين، وأخرى بالنظر إلى يد الشريك مدةً من الزمن وملاحظة نتيجة التواصل البصري المتبادل بينهم، حيث كانت نتائج تأثير تواصل الأزواج بالعينين لحملهم مشاعر أكبر من الحب والمودّة تنتابهم عند تبادل النظر بالعينيّن، إضافةً لتأثير العاطفة عليهم، وأيضاً عند اختبار نتيجة تبادل النظر بين جنسين مُختلفين أحدهما ذكر والآخر أنثى مدة دقيقيتين كانت النتيجة زيادة مشاعر الحب والمودة اتجاه بعضهما أيضاً، وهذا ما يؤكد ويدعم أن للعيون لغةً خاصة في التعبير عن الحب وجذب الطرف الآخر وتوطيد العلاقة معه.
لغة الجسد للتعبير عن الحب
تُعرف لغة الجسد على أنها تواصل غير لفظي يتفاعل من خلاله المرء مع الأشخاص من حوله، ويُعبر من خلاله في مختلف المواقف عمّا يدور في داخله، ويُمكن أن يستخدمها المرء للتعبير عن الحب ، والاهتمام بشريكه والعديد من المشاعر الأخرى العميقة اتجاهه، وذلك من خلال المظاهر الآتية:
- تعمد الاقتراب من الشريك عند الجلوس بجانبه، وهو مؤشر على رغبة الجسد بتقريب المسافة بين قلبيهما.
- الابتسامة بعفويّة بشكلٍ متكرر للحبيب، حيث يندمج المرء في حديثة ويفقد السيطرة على مشاعر البهجة والسعادة التي يحس بها مع هذا الشخص؛ فيبتسم طيلة الحديث، أو يضحك على النكات والدعابات بشكلٍ عفويّ.
- رغبة الشريك بالوقوف مع من يحبه بشكلٍ دائم عند وجود الآخرين، أو أثناء مشاركة الأصدقاء الجلسات المختلفة، أو تفضيل السير بجانبه بدلاً من أي شخص آخر.
- العديد من الحركات الأخرى غير الإراديّة التي تختلف بين الذكر والأنثى، مثل حركة القدمين، ومكان وضع اليدين كالجيوب أو رفع الكتفين، وغيرها.
- اختلاف نغمة صوت المرء أمام من يحبه، أو تغيير طريقته في الكلام عند تواجده.
- احمرار الوجه والتلعثم عند الحديث، ومراقبة الحبيب من بعيد وإشاحة النظر عنه فور التقاء العيون ومبادلته النظر، وعادةً ما ترافق هذه الحركات الشخص الخجول .
علامات أخرى تدل على الحب
هنالك الكثير من العلامات الأخرى التي تدل على حب المرء لشريكه، ومنها ما يأتي:
- مراقبة الشريك عن كثب؛ لمعرفة الأشياء التي تشدّه وتجذبه، والتحقق من ردود أفعاله، والنكات التي تُضحكه، وقد يكون ذلك لمعرفة النقاط المشتركة بينهما، والتي يُمكن استغلالها لتوطيد العلاقة والتقرب منه.
- الاستماع للشريك باهتمام، وأحياناً قد يلجأ المرء لمقارنة كلام حبيبه ومدى توافقه مع شخصيّته ، خاصةً عند ذكره أشخاص آخرين يبدون جذّابين في نظره.
- محاولة التقرّب للشريك ومصادقته، وتعمّد التفاعل معه والتواجد بالأماكن التي قد يلتقيان بها مع الأصدقاء، أو طلب اللقاء به بشكلٍ خاص بمكانٍ آخر بعيداً عن الآخرين.
- التصرف بلطافة ومدّ يد المساعدة عند الحاجة، كتقديم المعطف عندما يشعر الشريك بالبرد وغيرها من مظاهر الاهتمام.
- استخدام طرق أخرى، وهي علامات تدل على إعجاب وحب شخص قد يتصف بالخجل، ومنها:
- طلب المساعدة في أمور قد يكون المرء على علم بها، في سبيل التقرب للحبيب.
- محاولة شد انتباه الحبيب له عندما يكون بالجوار، كتعمّد التحدث بصوتٍ مرتفع مع أصدقائه، أو الضحك بشكلٍ مبالغ بع بصوت مرتفع في سبيل جذبه لمكانه بشكلٍ غير مباشر.
- اللجوء للتطبيقات والمواقع الالكترونيّة خلف شاشة الحاسوب أو الهاتف؛ للحديث مع الشريك بشكلٍ أكثر جرأة بدل مواجهته والوقوف معه وجهاً لوجه.
النظرة
تُعد نظرات العيون أحد الأساليب العفويّة الصامتة التي قد يلجأ لها المرء في سبيل التعبير عن حبه، ورغم أنّ العينين ليستا كاللسان الذي يسهل من خلاله الاعتراف بمشاعر المرء وتوضيحها بشفافيّة للطرف الآخر، واختيار أعبق الكلمات وأجمل عبارات الغزل، إلا أنهما تحملان في مضمونهما الكثير من المشاعر والكلمات الصادقة أيضاً، وتُشير الدراسات إلى أنّ للعيون لغةً صريحة وخاصة تركّز على وجه الحبيب وتُترجم له المشاعر بخجلٍ وعفويّة دون اللجوء للكلمات، وقد يكون من الصعب أحياناً على الشريك فهمها أو التأكد منها، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أنّها طريقة الجسد في التحدث عن مشاعره.