كيف تكون قنوعاً
إظهار الامتنان
أول خطوة في طريق الوصول إلى الرضا والقناعة والراحة النفسية تكمن في تقييم الوضع الشخصي من أجل إظهار الامتنان، فإذا كان الفرد ممتنّاً لكل ما يملك، فإنه سيفهم بأن الأشياء ليست بذلك السوء كما كان يعتقد، لذا يجب عليه تدوين كل ما يُشعِره بالسعادة، وقد يشمل ذلك حب الأصدقاء، أو حب العائلة، أو الوظيفة التي يعمل فيها، أو الفرص الثمينة الأخرى التي حصل عليها، أو حتى الأشياء البسيطة التي يملكها في المنزل.
التفاؤل
حتى تصبح الشخصية قنوعة فإنه يجب التركيز على رؤية الجانب المُشرق في كل الأشياء دون المبالغة في ذلك، وعدم ترك المجال للأفكار السلبية بأن تسيطر على كل التوقعات، ومن الجدير بالذكر أنه إذا كان الشخص متشائماً بطبيعته فإنه قد يحتاج وقتاً طويلاً لتغيير أفكاره السوداوية، ولتحقيق ذلك فإن عليه أن يبدأ بالاعتراف بوجود تلك الأفكار، ومحاولة تقييم الوضع الحاصل، والنظر إلى كل جوانبه، وتحديد الدروس والعبر المستخلصة من هذه التجارب، والتي قد يُستفاد منها مستقبلاً.
التجرد من المادية
أظهرت دراسات واسعة أن وجود المزيد من الأموال أو المُقتنيات المادية أكثر من اللازم لا يزيد الشعور بالرضا والقناعة بل على العكس من ذلك، فالفرد يحتاج إلى القليل من الأشياء حتى يكون قانعاً، كالشعور بالأمان، والغذاء الكافي، والعمل الجيد، والتواصل مع الآخرين، كما أنه لا يحتاج إلى الكثير من الأشياء الحديثة، أو الألعاب، كما ويتوجب على الفرد أن يتجنب النظر الدائم لأفضل ما يمتلكه الغير ومقارنته بما يملك.
تحديد الأهداف
يعد سعي الفرد لتحقيق هدف معين من أحد الطرق المتَّبعة لتحقيق السعادة والقناعة، فأولئك الذين يسعون لتحقيق تطَّلعاتهم وأهدافهم يكونون أكثر سعادةً مقارنة مع أولئك الذين ليس لديهم أهداف يسعون لتحقيقها، حيث إن وجود هذه الأهداف يؤدي إلى تعزيز الثقة بالنفس، ويُضاف إلى ذلك أن طبيعة الهدف ليست مهمة بقدر أهمية العمل المتواصل من أجل تحقيقه، لذا يتوجب على الفرد تنظيم أنشطته اليومية بحيث تتناسب مع أهدافه، وذلك بالتزامن مع تعزيز العلاقات الاجتماعية الهادفة التي تساعده على تحقيقها، وإذا لم يكن الفرد على علم بطبيعة أهدافه ، فبإمكانه أن يحددها من خلال كل الانجازات التي يفخر بها، أو من خلال كل ما يُحمِسُّه.
التوازن
يتطلب السعي لتحقيق السعادة الداخلية وجود حياة متوازنة، فالبقاء في حالة متوازنة عقلياً وبدنياً يؤدي إلى الشعور بالسعادة والسلام الداخلي، لذا يتوجب على الفرد ان يُدرك بأنه إنسان وليس بطلاً خارقاً، وأن يبذل أفضل ما لديه لحل مشاكله بالتدريج وليس دفعة واحدة، وأن يتخلص من المثالية المجردة، وإلا ستتولد لديه أفكار سلبية عن الحياة، وعن النفس، وعن الناس.