كيف تكون تقياً
كيف تكون تقياً؟
يمكن تحقيق التقوى بعدد من الوسائل، وسيتم توضيح ذلك في المقال التالي بالتفصيل:
مراقبة الله في السر والعلن
إنّ من أعظم وسائل تحقيق التقوى؛ استشعار المسلم لمراقبة الله -تعالى- له في كل أموره وفي السر والعلن، فيجتنب المحرمات ويفعل كل ما يرضي الله -تعالى-، وقد بيّن الله دوام مراقبته لعباده في أكثر من موطن في القرآن الكريم، منها: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ* وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ).
ترك الذنوب
إنّ ترك الذنوب وهجر المعاصي والتوبة إلى الله، تحقق في قلب المسلم التقوى، بل إنّ ما دفعه للتوبة والرجوع إلى الله هي التقوى، وقد قال بعض العلماء في تعريفهم للتقوى إنّها ترك الذنوب، واجتناب المنكرات، قال -تعالى-: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
كثرة العبادة
لقد بيّن الله -تعالى- أنّ العبادة طريق للتقوى، وذلك في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وإنّ من أكثر العبادات التي تحقق مفهوم التقوى في قلب المسلم؛ عبادة الصيام وعبادة الحج.
ذكر الله
إنّ ذكر الله -تعالى- حياة للقلب، وقد قال -سبحانه-: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وإنّ من فضل الذكر أن يجعل المسلم أتقى وأقرب لله الذي يذكره، وإنّ دوام ذكر الله يجعل بين المسلم وبين المعاصي مسافة.
تدبر القرآن الكريم
فإنّ بتدبر المسلم لكتاب الله يحصل التشوق للجنة والخوف من النار، ويعظم في القلب توحيد الله، وإنّ من أهم فوائد تدبر القرآن أنّه يطهر قلب المسلم من كل داء، ويجعله أقرب لله -تعالى- وأتقى له، فقد قال- تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
محاسبة النفس
فمن يُحاسب نفسه ويرى أنها على خطأ يبادر في رد الظلم والاستغفار والإقلاع عن الذنب، بينما من لا يُحاسب نفسه لا يرى أنه مخطئ ويتمادى في ذنوبه، ويرى أنه على حق، وذلك يزيده في غيه، ويبعده عن درب التقوى.
معرفة فضل التقوى
إن للتقوى ثمرات يجنيها المُتقي في الدنيا والآخرة، ومن هذه الثمار ما يأتي:
- معيّة الله للمتقين؛ قال الله -عز وجل-: (وَاتَّقُواْ الله وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ)، وقال أيضاً: (إنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ).
- تيسير السُبُل في طلب العلم والانتفاع به؛ وذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَاتَّقُواْ الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
- تحصيل الأجر والثواب العظيم؛ وتكون دار المتقين هي القرار يوم القيامة وذلك بقوله -تعالى-: (وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ).
- المتقون تقرّب لهم الجنة؛ قال الله -عز وجل-: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِين)، وقال -سبحانه-: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ).
- محبة الله للمتقين؛ قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ المُتَّقينَ).
- علو منزلة المُتَّقين فوق النَّاس يوم القيامة، لِقوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
- التقوى عنوانٌ لكرامة العبد في الدُّنيا والآخرة، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).