أضرار عدم الأكل
أضرار عدم الأكل
يمكن أن يسبب عدم الحصول على الطعام والماء تأثيرات ضارة في الجسم، حيث يمكن أن تبدأ العديد من أجهزة الجسم في التدهور، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجسم يستطيع الاستمرار لأيام وأسابيع دون طعام وماء، ومن الأضرار التي يمكن أن يُسببها عدم الأكل:
الإصابة بالمشاكل الصحية
يمكن أن يؤدي نقص تناول الطعام بشكل مستمر إلى عدد من المشاكل الصحيّة العقليّة، والجسديّة، والعاطفيّة.
انخفاض مستوى العناصر الغذائية
إذ إنّ عدم تناول الطعام لفتراتٍ طويلةٍ قد يسبب الإصابة بانخفاض مستويات الصوديوم ، والبوتاسيوم في الدم، وقد يحدث في بعض الأحيان انخفاض مستويات الكالسيوم، والمغنيسيوم، وقد تكون هناك حاجة إلى استهلاك مكمّلات الفوسفات خاصّة عند إعادة تغذية المصابين بنقص التغذية.
تغيرات في الهيكل العظمي
يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام عند المصابين بفقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia Nervosa)، وهو أحد اضرابات الطعام المترافقة مع عدم الأكل، وذلك نتيجة لنقص مستويات الكالسيوم وفيتامين د بشكل خاص، ويمكن أن تنخفض مستويات الإستروجين في الجسم، ممّا يزيد خطر الإصابة بهشاشة الهظام، وقد يحدث تأخر في النمو والقدرة على التكاثر.
تغير درجة حرارة الجسم
يوجد ارتباط بين عدم تحمّل البرد والإصابة بفقدان الشهية العصبي، ويمكن أن يحدث انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم، كما قد يزيد خطر الإصابة ببحالةٍ تُسمّى ظاهرة رينود (بالإنجليزية: Reynard's Phenomenon) في حال عدم الأكل.
الإصابة بفقر الدم
يمكن أن يزيد خطر الإصابة بفقر الدم بالإضافة إلى الضعف والتعب، كما يقلّ تعداد خلايا الدم البيضاء، الأمر الذي قد يؤدي إلى نقص المناعة.
الإصابة بالمشاكل النفسية العصبية
يمكن أن يتباطأ الإدراك، ويضعف التركيز، ويصبح التفكير مقيداً، ومن ناحية أخرى يمكن أن تؤدي حالات الاكتئاب والقلق إلى زيادة خطر الإصابة بالنُهام العصبي، وفقدان الشهية العصبي.
نقص الوزن
يعد الخطر الأساسي لقلة الأكل هو نقص الوزن، ويتم تحديد ذلك عادةً بحساب مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: BMI)، الذي يستخدم طول الشخص ووزنه لإعطاء مؤشر تقريبي لتحديد إذا كان الوزن ضمن النطاق الصحي أم لا، ويحدّد نقص الوزن بمؤشر كتلة الجسم الأقل من 18.5 كيلوغرام/متر، ومن المخاطر الصحية المرتبطة بنقص الوزن نذكر ما يأتي:
- زيادة خطر الإصابة بالعقم .
- مشاكل في النمو.
- سوء التغذية.
- زيادة خطر حدوث مضاعفات جراحية.
- التعب المزمن.
لمعرفة طريقة حساب مؤشر كتلة الجسم يمكنك الرجوع إلى مقال طريقة حساب مؤشر كتلة الجسم .
أضرار أخرى
نذكر فيما يأتي بعض الآثار الجانبيّة التي قد تحدث نتيجة الجوع وعدم تناول الطعام:
- ضعف شديد في العضلات؛ ويحدث في المراحل المتقدمة من فقدان الشهية العصبي.
- اختلال وظائف الكلى والكبد والبنكرياس؛ وذلك في حالات فقدان الشهية العصبي المتقدّم.
- جفاف الجلد، وتغيّر لونه، كما قد يزيد نمو الشعر الزائد على الوجه، والذراعين، وأسفل الظهر في حالة المعاناة من فقدان الشهية العصبي.
- الضعف.
- الدوخة.
- انخفاض ضغط الدم.
- تباطؤ معدّل ضربات القلب.
- الجفاف.
- خلل في وظائف الغدة الدرقية.
- آلام البطن.
- ضغوط ما بعد الصدمة أو الاكتئاب.
- النوبات القلبية.
- فشل أجهزة الجسم.
وقد أشارت دراسةٌ صغيرة ضمت 6 رجالٍ أصحّاء، ونشرت في مجلّة The American Journal of Clinical Nutrition إلى أنَّ الحالة الجسدية والعقلية عند الرجال بعد 10 أيام من حالة المجاعة كانت سيئة جدّاً، وبدا أنًّ هناك ضعفاً متزايداً وعدم اهتمام تجاه العمل العقلي والجسدي، بالإضافة إلى تأثر الذاكرة بشكل متكرر، كما لم يكن الرجال في حالة تأهّب عقلي، وكانوا بطيئين في الاستجابة للأسئلة، وقد ظهر عليهم التعب، والشحوب، والإرهاق، بالإضافة إلى ظهور مؤشرات على تقلصات عضلية والتي قد تكون نتيجة تقييد استهلاك الملح، ونضوب مخازن الجسم من الأملاح.
ويجدر التنبيه إلى أنّ من الضروريّ استهلاك أطعمة متوازنةٍ من المجموعات الغذائية المختلفة للمحافظة على الصحّة، ومن المهمّ الحصول على كميّاتٍ كافيةٍ من السعرات الحراريّة والعناصر الغذائيّة عن طريق الطعام، إذ إنّ استهلاك ما يقلّ عن 800 سعرة حرارية يومياً قد لا يمنح الجسم الطاقة التي يحتاجها لأداء المهام اليومية، خاصّة في حال تناول أطعمة متشابهة يومياً، لذا يُنصح باستشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية للتأكد من الحصول على العناصر الغذائية الكافية في حال اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.
ماذا يحدث للجسم عند عدم تناول الأكل
يبدأ الشعور بالجوع بعد هضم الوجبة المُتناولة، ويمتدّ إلى حين تناول الطعام مرة أخرى، وخلال هذه الفترة تحدث تعديلاتٌ أيضيّةٌ رئيسيّة للتعامل مع الجوع، من أبرزها تحويل نوع الوقود المُستخدم؛ حيث يمتلك الجسمُ احتياطياتٍ قليلةً نسبيّاً من الكربوهيدرات، فمثلاً؛ يمتلك الرجل الذي يبلغ وزنه 70 كيلوغراماً؛ 900 سعرة حرارية تقريباً من الكربوهيدرات المخزّنة على شكل غلايكوجين في العضلات، والهيكل العظمي، والكبد، بينما يمتلك 141,000 سعرة حرارية على شكل دهون ثلاثية في الأنسجة الدهنية.
ويُحدّد الجسم أولوياته لصرف الطاقة خلال فترة الجوع كما يأتي:
- الأولوية الأولى: توفير الجلوكوز الكافي للدماغ والأنسجة الأخرى كخلايا الدم الحمراء التي تعتمد بشكل مطلق على الجلوكوز كوقود، ولذلك فيجب الحفاظ على جلوكوز الدم بمستوى أعلى من 2.2 مليمول/لتر حتى في ظروف الجوع.
- الأولولة الثانية: الحفاظ على البروتين تجدر الإشارة إلى أنّه لا يمكن تحويل الأحماض الدهنية إلى جلوكوز، لذا فإنّ المصدر الوحيد المُحتمل للجلوكوز هو الأحماض الأمينية المشتقّة من تكسير البروتينات ، ولكنَّ البروتينات لا تُخزّن في الجسم، كما أنَّ أيّ تكسير للبروتين يستلزم فقدان إحدى وظائفه في الجسم، وبالتالي فإنّ الأولوية الثانية خلال الجوع هي الحفاظ على البروتين عن طريق التحويل من استخدام الجلوكوز كوقود إلى استخدام الأحماض الدهنيّة والأجسام الكيتونيّة.
وبناءً على ذلك فإنّ صرف الطاقة في الجسم خلال فترة الجوع يحدث كالآتي:
- خلال الأيام الثلاثة الأولى من الجوع: تتم تلبية حوالي ثلث احتياجات الدماغ من الطاقة بواسطة الأجسام الكيتونية، كما يستخدم القلب الأجسام الكيتونية كوقود.
- بعد عدّة أسابيع من الجوع: تصبح الأجسام الكيتونية الوقود الرئيسي للدماغ، كما أنَّ حاجة الدماغ للجلوكوز تُصبح 40 غراماً يومياً مقارنة بحوالي 120 غراماً في اليوم الأول من الجوع، وتتدهور العضلات بشكل أقل مما كانت عليه في الأيام الأولى من الجوع للبقاء على قيد الحياة، حيث يصل انهيار العضلات إلى 20 غراماً يومياً مقارنة بـ75 غرام خلال الأيام الأولى من الجوع.
- بعد نفاد مخزون الجسم من الدهون: عادةً ما يحدّد وقت البقاء على قيد الحياة بشكل أساسي من خلال مخزون الدهون الثلاثية، فبعد استنفاد هذا المخزون يبقى البروتين المصدر الوحيد للوقود، وفي هذه الحالة يتسارع تدهور البروتين، وينتج عن ذلك الموت نتيجة فقدان وظائف القلب ، أو الكبد، أو الكلى.
أسباب عدم الأكل
يمكن أن يكون عدم استهلاك السعرات الحرارية الكافية مصدر قلقٍ على صحّة الجسم، سواءً كان ذلك متعمّداً، أو نتيجة انخفاض الشهيّة، أو لأسباب أخرى، ومن هذه الأسباب:
- الالتزام بالأنظمة الغذائية المقيّدة: فقد يتناول بعض الأشخاص كميّةً غير كافيةٍ من الطعام نتيجة الالتزام بالأنظمة الغذائية المقيّدة، أو اتباع الأنظمة الغذائيّة الشعبيّة والشائعة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يساء تطبيق بعض هذه الحميات، كما يمكن أن تتضمن نصائح غذائية غير مناسبة، مما قد يسبب نقص تناول الطعام وعدم الأكل.
- الإصابة باضطرابات الطعام: يمكن أن تسبب اضطراب الأكل عدم تناول الطعام، وقد يحدث ذلك نتيجة عدم إدراك الشخص أنَّه لا يتناول الكمية الكافية من الطعام، فالأشخاص الذين يمتلكون معدل أيضٍ مرتفعاً، أو الذين يمارسون مستويات عالية من النشاط البدني؛ قد لا يتناولون ما يكفي حاجتهم من الطعام لمواكبة متطلبات أجسامهم.
- الضغط العصبى: يمكن أن يسبّب الإجهاد؛ خاصّة بعد التعرّض لحدث مؤلم كوفاة قريب؛ عدم تناول الطعام، كما قد لا يتناول الشخص الكمية الكافية من الطعام نتيجة الإصابة بالاكتئاب أو غيره من الحالات النفسية.
- عدم القدرة على تحصيل الطعام: يجدر الذكر أنَّ أقل من 800 مليون شخص حول العالم لا يملكون ما يكفي من الطعام للحفاظ على نمط حياة صحي نتيجة لوضعهم المالي، ويتضح ذلك بشكل خاص في البلدان النامية، حيث يعاني 12.9% من سكان العالم من نقص التغذية .
نصائح للبدء بالأكل بعد الجوع
تجدر الاشارة إلى أنَّ الأشخاص الذين كانوا يعانون من الجوع فترة طويلة لا يمكنهم البدء باستهلاك كميّاتٍ طبيعيّةٍ من الطعام مباشرةً؛ حيث يحتاج الجسم إلى البدء بإدخال الطعام ببطء شديد لتجنب حدوث ردود فعل سلبيّة تُعرَف باسم؛ متلازمة إعادة التغذية (بالإنجليزية: Refeeding syndrome)، والتي يمكن أن ينجم عنها: أمراض القلب ، والمشاكل العصبية، وتورّم أنسجة الجسم، فمن الضروري استئناف تناول الطعام بعد فترات الجوع الطويلة تحت إشراف الطبيب، وفيما يأتي ذكر لبعض النصائح التي قد تساعد على البدء بتناول الطعام بعد المعاناة من الجوع فترةً طويلة، وذلك تحت إشراف الطبيب:
- تجهيز المريض تحت إشراف الطبيب للبدء بالعودة لاستهلاك نظام غذائيّ بوجباتٍ منتظمة ومغذية.
- تحديد كميّة وجبات الطعام، ونوعيّتها، وأوقات تناولها بالتعاون من أخصائي التغذية.
- اختيار وجباتٍ رئيسيّة ووجباتٍ خفيفة مناسبة لحاجات الشخص الطبيعية، ويمكن إضافة خياراتٍ عالية السعرات لتحقيق زيادة الوزن والعودة إلى الوضع الطبيعي تحت إشراف الخبراء والمتخصصين.
- وضع خطةٍ غذائيّةٍ تسعى لوصول الشخص إلى كميّاتٍ كافيةٍ، ومغذية، ومتوازنة، وصحيّة من الطعام، ويجب أن تزيد كمية الطعام المتناولة بالتدريج حتى الوصول إلى حاجات الشخص اليوميّة.
- توزيع الوجبات الرئيسية والخفيفة طوال أوقات اليوم.
- البدء بأهداف صغيرة، والبناء عليها بالتدريج، فعلى سبيل المثال؛ يمكن البدء بتقديم رُبع حجم الوجبة الطبيعية في كل وجبة، وزيادة هذه الكميّة تدريجيّاً، ومع العلم أنّ المريض قد يحتاج مدةً تصل إلى أسبوعين ليكون قادراً على تناول وجباتٍ كاملة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ عادات الأكل الطبيعية التي يجب أن يصل إليها المريض تتضمّن ما يأتي:
- تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية.
- تناول مجموعةٍ متنوعةٍ من الأطعمة ضمن المجموعة الغذائية نفسها.
- تناول كميّةٍ كافيةٍ من الطعام للنموّ والتطوّر الطبيعيّين.
- القدرة على تناول الطعام عند الشعور بالجوع ، والتوقف عن عند الشعور بالشبع.
- امتلاك المرونة فيما يخصّ نوعيّات الطعام المتناولة وأوقات تناولها.