تكوّن الشق السوري الأفريقي
تشكّل الشقّ السّوريّ الأفريقي، أو كما يُعرف باسم الوادي المتصدع الكبير، بفعل مجموعة من القوى الباطنيّة العنيفة التي عملت على شقّ القشرة السطحيّة للأرض، وتسببت هذه القوى الهائلة في غوص كتل ضخمة من القشرة الأرضيّة بين خطوط الصّدع المتوازية، والتي دفعت بدورها الصّخور المنصهرة إلى الأعلى على شكل انفجارات بركانيّة، وتشير الأدلة إلى استمرار عملية التصدّع نتيجة العديد من البراكين النّشطة وشبه النّشطة التي تمتد على طول الصّدع، ومن الأدلة على النشاط البركاني للمناطق على طول الصّدع وجود العديد من الينابيع الساخنة في تلك المنطقة، ويعتبر الوادي المتصدع الكبير أحد أكثر المناطق نشاطاً في شرق أفريقيا، وهو يقسم كينيا إلى جزأين.
الشق السوري الأفريقي
يتمد الوادي المتصدع العظيم على مساحة 4,830 كيلومتراً من شمال سوريا إلى وسط موزمبيق، ويمر الامتداد الشمالي له جنوباً خلال سوريا، ولبنان، ووادي الأردن، والبحر الميت، وخليج العقبة، ويستمر في حوض البحر الأحمر، وفي التفرعّات الجنوبية داخل خليج عدن، حيث يستمر كجزء من ظهر المحيط الهندي ، أما القسم الرئيسي من الوادي في أفريقيا، فيمتد من جنوب غرب البحر الأحمر، عبر أثيوبيا، وإلى الجنوب عبر كينيا، وتنزانيا، ومالاوي، إلى وادي نهر زمبيزي السفلي في موزمبيق.
هناك العديد من البحيرات الصغيرة في إثيوبيا، والعديد من البحيرات الضيقة الطويلة، كبحيرة توركانا ، ونياسا التي تمتد على مساره، ولا تقع بحيرة فيكتوريا في الوادي المتصدع العظيم، ولكنها تقع بين فروعه الرئيسية والغربية، ويتراوح ارتفاع الشق السوري الأفريقي بين حوالي 395م تحت مستوى سطح البحر، وقرابة 1830م فوق مستوى سطح البحر في جنوب كينيا، وقد أزال التآكل بعض أجزاء هذا الشق، وهناك منحدرات حادة يبلغ ارتفاعها آلاف الكيلومترات في بعض الأماكن لا سيما في كينيا.
البيئة الناتجة عن الشق السوري الأفريقي
يعدّ الشق السوري الأفريقي عبارة عن سلاسل من التصّدعات الجيولوجية، والناتجة بسبب الانفجارات البركانيّة الضخمة التي حدثت قبل قرون، وأنشأت ما يُسمى الآن بالمرتفعات الإثيوبية، بالإضافة إلى سلسلة من الجروف شديدة الانحدار، والقمم الجبليّة، والوديان الوعرة، والبحيرات العميقة جداً على طول امتداده، وتقع العديد من أعلى الجبال في أفريقيا على واجهة الوادي المتصدّع؛ ومنها: جبل كليمنجارو، وجبل كينيا، وجبل مارغريتا.
