كيف تكون إنساناً مثقفاً

الثقافة

الثقافة (بالإنجليزيّة: Culture) هي المعتقدات والعادات الملازمة لجماعة من الأفراد، وتشكل معاً طريقة الحياة الخاصة بهم، وتُعرَّف الثقافة بأنّها الأفكار والسلوكيات الاجتماعيّة الخاصة بمجتمع ما أو شعب معين، كما تشكل الاتجاه الفكريّ الإنسانيّ الخاص بالأفراد. من التعريفات الأخرى للثقافة هي السلوكيّات الخاصة بمجموعة من الأفراد، وتساهم في التعريف بطبيعة ثقافتهم؛ من خلال المظاهر الخاصّة بها التي تشمل الآداب، والفنون، والعلوم .

كيف يكون الإنسان مثقفاً

يسعى الإنسان دائماً إلى اكتساب العديد من المهارات، والمعارف في المجالات الفكريّة المختلفة، وتشكل جميعها معاً الثقافة الخاصة بكلّ إنسان؛ إذ كلّما تعلم الإنسان أشياء جديدة ساهم ذلك في نموّ وتطوّر ثقافته، وفيما يأتي مجموعة من أهم الأمور التي تساهم في جعل الإنسان مثقفاً:

• تعلم لغة جديدة: هي من الوسائل المهمّة ليكون الإنسان مثقفاً، كما تُساهم في التعرف على الثقافات المختلفة؛ وتوجد العديد من الخدمات والتطبيقات الإلكترونيّة التي تساعد على تعلم الكثير من اللغات المتنوعة.
• مشاهدة الأفلام الأجنبيّة: هي من الوسائل المفيدة ليكون الإنسان مثقفاً؛ إذ تعرض دُور السينما وأجهزة التلفاز الكثير من الأفلام التي تحتوي على العديد من التفاصيل حول الثقافات المتنوّعة، ممّا يوفر للإنسان إمكانية التعرف على هذه الثقافات دون الحاجة للذهاب إلى أيّ مكان، كما من الممكن اختيار الأفلام المسلّية والممتعة التي تساهم في تعزيز الشعور بالواقعيّة، سواءً عبر التلفاز أو السينما.
• قراءة مقالات حول السفر : هي من الطُرق المشجّعة لتطوير ثقافة الإنسان، وتعتمد على قراءة مقالات وتدوينات الأفراد الآخرين الذين يساهمون في نقلّ تجربتهم حول السفر إلى مكان ما؛ عن طريق كتابتها في مدوناتهم الشخصيّة عبر الإنترنت، وتعدُّ القصص المختلفة التي تُكتب في هذه المدونات من الوسائل المفيدة لاكتشاف مجموعة كبيرة من الوجهات، والمواقع، والمعالم السياحيّة الموجودة في العديد من دول العالم.
• التواصل مع أفراد من دول مختلفة: هي من أفضل الطُرق للتعرّف على العديد من الثقافات؛ إذ يُعدُّ التواصل مع شخص ما وسيلة للتعرّف على ثقافته، وثقافة الدولة التي يعيش فيها، ومن الممكن الاعتماد على استخدام الغُرف المخصّصة للدردشة على شبكة الإنترنت؛ من أجل التواصل مع أشخاص آخرين، ولكن من المهم الحرص على أخذ الحذر والحيطة عند التعرف على أشخاص جُدد، وعدم الثقة بهم بشكل سريع أثناء المناقشة.
• قراءة الأدب الأجنبيّ: هي من الوسائل المفيدة التي تساعد الإنسان على أنّ يكون مثقفاً، فتساهم قراءة الكُتب المتنوعة سواءً القديمة أو الجديدة في جعل الإنسان يكتسب العديد من المعلومات حول الدول وثقافاتها وتاريخها؛ لذلك تعدُّ الكُتب وسيلة رائعة لاكتشاف العديد من الأشياء المتنوعة، وتخيّل طبيعة الحياة الخاصة بالشخصيات الموجودة في الكُتب المختلفة.
• التعرف على الثقافة المحليّة: هي سعي الإنسان للتعرّف على الثقافة الخاصة بالمجتمع المحليّ الذي يعيش فيه؛ إذ لا يعتمد البحث عن الثقافة على الذهاب إلى دول أو أماكن أخرى، بل من الممكن أنّ يكون الإنسان مثقفاً داخل مجتمعه؛ من خلال زيارة المهرجانات، والمتاحف، ومشاهدة المسرحيّات المتنوّعة، وغيرها الكثير من الوسائل التي تساهم في تنمية الثقافة عند الإنسان.
• تناول وجبات طعام جديدة: هي من أهم الثقافات العالميّة؛ إذ يختلف الطعام بين دول العالم، ومن الممكن تحضير العديد من الأطباق العالميّة المتنوّعة داخل المطبخ في المنزل، دون الحاجة إلى زيارة دول العالم؛ بسبب النفقات الماليّة الخاصة بهذه الرحلة، وتوجد العديد من وصفات الطعام رخيصة الثمن، وبسيطة التحضير على شبكة الإنترنت ، ويعتبر اكتشافها وسيلة سهلة وبسيطة؛ تجعل الإنسان أكثر ثقافة بين عائلته وأصدقائه.

خصائص الثقافة

تتميز الثقافة الإنسانيّة بمجموعة من الخصائص منها:

• سلوك مكتسب: هي من الخصائص الرئيسيّة للثقافة ؛ إذ لا يتعلم الإنسان كافة السلوكيات في حياته، بلّ يتعلم معظمها لتصبح جزءاً من عاداته وثقافته، مثل الوقوف في الصف، أو تناول الطعام، وغيرها من العادات الأخرى التي تشكل كلّها سلوكيات إنسانيّة يجب على الإنسان تعلّمها.
• إنتاجيّة الثقافة: هي دور الثقافة في إنتاج المشاعر الإنسانيّة؛ إذ يتصرف كلّ إنسان وفقاً للسلوك الثقافيّ المؤثر فيه، مثل التعاطف مع شخص ما أو الشعور بالكراهيّة تجاهه.
• مجموعة من القيم والمواقف: هي ظهور اتفاق بين أكثر من فرد ضمن مجتمع ما حول الأفكار والقيم والمواقف، وتنتشر فكرة خاطئة بين العديد من الأفراد ترتبط بتفرّدهم أو تميّزهم بأفكار ومفاهيم خاصّة بهم، ولكن الصحيح هو أنّهم يشتركون مع الكثير من الأفراد ثقافيّاً، ولكن في المقابل تظهر اختلافات ثقافيّة وفكريّة بين الأفراد.
• الثقافة طريقة حياة: هي الصورة الأساسيّة للثقافة التي تمثّل أسلوب حياة شعب ما، ونظاماً يساهم في تصميم طريقة حياة الأفراد؛ لأنّها تعتمد على تحقيق التشارك بين الجميع؛ لذلك تشكل الثقافة كافة أوجه التشابه بين مجموعة من الأفراد.

وظائف الثقافة

تعدُّ الثقافة ظاهرة إنسانيّة غير مقتصرة على مكان معيّن، بلّ تعتبر من الظواهر العالميّة، وقد حرص علماء الاجتماع على صياغة مجموعة من الوظائف لها، من أهمها:

• تحديد الحالات: هو تميّز كلّ نوع من أنواع الثقافة بإشارات خفيّة تُحدّد كلّ حالة من الحالات الإنسانيّة، كالضحك أو الحُب أو الحُزن، وقد تختلف هذه الحالات الثقافيّة بين الشعوب، فمثلاً يُمثل مدّ اليدّ اليُمنى لشخص ما على مستوى خصره دليلاً على المصافحة، ولكن في أماكن أخرى قد يشير مدّ اليدّ إلى إنذار ما أو حالة عدائيّة؛ بسبب التفسير المختلف بين الثقافات للحالات الإنسانيّة.
• التعريف بالأساطير : هي جزء من كلّ ثقافة إنسانيّة وشعبيّة، سواءً أكانت هذه الأساطير صحيحة أم غير ذلك؛ إلّا أنّها تعدُّ وسيلة لنقلّ طبيعة الحياة الفكريّة السائدة عند الأفراد، وقد لا يمكن فهم أيّ سلوك إنسانيّ إلّا من خلال الاعتماد على دراسة الأساطير الإنسانيّة، والمعتقدات الخاصة في الثقافات المتنوعة.