أهمية القمر بالنسبة لكوكب الأرض والإنسان
أهمية القمر بالنسبة لكوكب الأرض والإنسان
يوجد فوائد متعددة لوجود القمر في حياة الإنسان ولكوكب الأرض ككل، ومن هذه الفوائد ما يأتي:
أهمية ضوء القمر للحيوانات
عمل الباحثون لعقود عديدة على فهرسة تأثيرات ضوء القمر على الحيوانات، وتوضح العديد من الأمثلة المكتشفة مؤخرًا كيف يؤثر ضوء القمر على سلوك فريسة الأسد مثلاً، أو اتجاه خنافس الروث، أو نمو الأسماك، ولضوء القمر تأثير حتى على أصوات العصافير.
يعتبر وجود ضوء القمر أو عدمه، والتغيرات المتوقعة في سطوعه عبر الدورة القمرية من المؤثرات القوية في عالم الحيوان ، وعاملاً رئيسيا في تحديد مجموعة من الأنشطة المهمة، من بينها التكاثر والبحث عن الطعام وحتى في التواصل بين بعضها البعض.
بحسب "دايفيد دومينوني"، عالم البيئة في جامعة جلاسكو بإسكتلندا، فإنه من المحتمل أن يكون الضوء، بعد توفر الغذاء طبعاً، أهم محرك بيئي للتغييرات في السلوك وعلم وظائف الأعضاء عند الحيوان.
تحديد أوقات المد والجزر
ربما يكون المد والجزر هو التأثير الأكبر للقمر على سطح الأرض، تسحب جاذبية القمر الأرض، مسببة ارتفاعات وانخفاضات يمكن التنبؤ بها في مستويات سطح البحر وتعرف هذه الظاهرة بالمد والجزر، ويحدث المد والجزر أيضًا في البحيرات والغلاف الجوي وداخل قشرة الأرض بنسب أقل بكثير منها في البحار.
تشير نسب المد والجزر المرتفعة إلى ارتفاع المياه عن مستوى سطح الأرض، ويعود المد والجزر المنخفض على انخفاض مستويات المياه عن مستوى سطح الأرض، ويحدث المد العالي عادة على جانب الأرض الأقرب للقمر بسبب الجاذبية القمرية، وعلى الجانب الأبعد عن القمر بسبب ركود الماء في تلك الجهة، ويحدث انخفاض المد ما بين هذين السنامين أو الجهتين.
توفير المناخ المستقر للأرض وتعاقب الفصول
بفضل جاذبية القمر، يتم تثبيت ميل الأرض في نقطة مستقرة نوعاً ما بدونها كانت الأرض لتتأرجح للأعلى وللأسفل أثناء دورانها، ويعد هذا الأمر من العوامل الرئيسية في استقرار المناخ على سطح الأرض فلولا هذا الاستقرار النسبي كانت الرياح والغيوم ستتحركان بشكل أسرع، مما سيخلق ظروفًا جوية أكثر عدوانية من شأنها أن تؤدي إلى بيئة أكثر قسوة للحياة.
تؤدي هذه التغييرات في دوران الأرض ومحورها بفعل القمر إلى الفصول الأربعة التي نعرفها ونستمتع بها اليوم أيضاً.
المكانة العلمية للقمر
إن إطلاق الأجسام الاستكشافية إلى الفضاء الخارجي من الأرض مكلف للغاية بسبب الجاذبية الأرضية، النبأ السار هو أن لدينا قمراً صناعياً طبيعياً في الجوار لا يوجد به هذه المشكلة وذلك لأن إطلاق الأشياء إلى الفضاء من القمر أسهل بكثير بسبب جاذبيته الضعيفة التي قد لا تتعدى 17% من جاذبية الأرض.
يعتقد العلماء أنه في المستقبل القريب يمكننا استخدام القمر كمكان لبناء وإطلاق السفن الفضائية لاحتوائه على العديد من الموارد التي يمكننا استخدامها، واحد من أهم تلك الموارد هو الجليد، حيث يمكن استخدامه لصنع الوقود عن طريق تحويله إلى ماء، مما يلغي الحاجة إلى شحن الوقود من الأرض والذي يعد مكلفاً للغاية.
على العكس من الغلاف الجوي السميك للأرض الذي يعمل على ثني الضوء الذي نتلقاه من النجوم والمجرات البعيدة، الأمر الذي يصعب على العلماء الحصول على بيانات دقيقة تساعدهم على دراستها، يعد الغلاف الجوي للقمر رقيقًا جدًا، مما يجعله مكاناً مناسباً لمشاهدة النجوم ودراستها حيث سيؤدي إنشاء مرصد للنجوم على سطح القمر إلى الحصول على الكثير من المعلومات الإضافية التي يمكن أن تساعدنا في معرفة المزيد عن الكون.