كيف تعالج فقر الدم عند الأطفال
العوامل التي يعتمد عليها علاج فقر الدم عند الأطفال
يُحدد الطبيب المختص طبيعة العلاج الذي يحتاجه الطفل لمشكلة فقر الدم بعد أخذه بعين الاعتبار مجموعة من العوامل نُجملها أدناه:
- عمر الطفل والصحة العامة له، والتاريخ الصحي الخاص به.
- شدة فقر الدم وخطورته.
- نوع فقر الدم الذي يُعاني منه الطفل.
- السبب الكامن وراء الإصابة بفقر الدم.
- التوقعات المنتظرة من علاج فقر الدم.
- تفضيل ذوي الطفل ورغباتهم.
- مدى تحمل الطفل للعلاجات أو الإجراءات المتبعة.
علاج فقر الدم عند الأطفال حسب نوعه
يعتمد علاج فقر الدم عند الأطفال اعتمادًا كبيرًا على طبيعة فقر الدم الذي يُعاني منه الطفل، فبعض أنواع فقر الدم لا تحتاج لأي علاج، في حين أنّ بعضها الآخر يحتاج علاجًا دوائيًا، أو ربما بعمليات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood transfusions)، أو بالجراحة لاستئصال الطحال، أو حتى بإجراء زراعة لنخاع العظم (بالإنجليزية: Stem cell transplants)، وقد يتضمن العلاج إعطاء بعض الفيتامينات أو المكملات عن طريق الفم بالحبوب أو قطرات، هذا ويجدر التنبيه إلى أهمية مراجعة الادوية التي يأخذها الطفل فقد يكون أحدها مُسببًا لمشكلة فقر الدم، وعندئذ قد يُشير الطبيب بالتوقف عن أخذ هذا الدواء والاستعاضة عنه بدواء آخر.
علاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد
عادة ما يُعالج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد عند الأطفال بوصف مكملات الحديد التي تُعطى عن طريق الفم إمّا على شكل حبوب أو سائل، وحقيقة إنّ أعلى امتصاص للحديد يتحقق في حال أُخذ على معدة فارغة، ولكن الجدير بالتنبيه أنّ أخذه على معدة فارغة قد يُسبب الشعور بالغثيان، وللحدّ من الغثيان وتعزيز الامتصاص في الوقت ذاته فإنّه يُنصح بأخذ الحديد إلى جانب وجبة صغيرة من الطعام وعصير البرتقال مثلًا أو أي مصدر آخر لفيتامين سي الذي يُعزز امتصاص الحديد، وفي المقابل ننوه إلى عدم أخذ الحديد مع الحليب أو الشاي أو أي من مشتقات الكافيين أو الأدوية الاخرى عامة، فهذه العوامل تقلل امتصاص الحديد، ويجدر التنبيه إلى أنّه من الطبيعي أن يتغير لون براز الطفل الذي يأخذ مكملات الحديد عن الوضع الطبيعيّ؛ إذ يصبح أغمق لونًا، وإلى جانب العلاجات الدوائية يُوصى بالتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم، والعدس، الفاصولياء، والبيض، والسمك وخاصة التونا، والمشمش، والزبيب، والخوخ المجفف، والشوفان، والخضروات ذات الاوراق الخضراء، ومن الممكن تعزيز الحديد لدى الطفل كذلك بإعطائه الحليب المُدعّم به أو حبوب الإفطار المدعمة بالحديد.
علاج فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات
يُصنّف فقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات ضمن النوع المعروف طبيًا باسم فقر الدم الضخم الأرومات (بالإنجليزية: Megaloblastic anemia)، وذلك لأنّ حجم خلايا الدم الحمراء في هذه الحالة يكون أكبر مما هو الحال في الوضع الطبيعيّ، الأمر الذي يُخِل بشكلها ووظيفتها، ويُقسم فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات إلى نوعين؛ الأول ناجم عن نقص فيتامين ب12 والآخر ناجم عن نقص حمض الفوليك، أمّا الناجم عن نقص فيتامين ب12 فيُعوّض بمكملات فيتامين ب12 التي تُعطى على شكل حقن في العادة، فضلًا عن أهمية تزويد الطفل بالمواد الغذائية الغنية به مثل اللحوم ومشتقات الحليب، وأمّا بالنسبة لفقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك فيُعوّض بإعطاء مكملات حمض الفوليك عن طريق الفم، بالإضافة إلى أهمية التركيز على المواد الغذائية المحتوية عليه مثل: البرتقال وعصيره، والخضروات الخضراء ولا سيما الورقية منها، والكبد، والشعير، والعدس، والبازلاء، والفاصولياء، وحبوب الإفطار والخبز وغير ذلك من المنتجات في حال كانت مدعمة بحمض الفوليك .
علاج فقر الدم الانحلالي
يعتمد علاج فقر الدم الانحلالي على السبب الذي أدى إلى المعاناة منه، ومن الخيارات المتاحة ما يأتي:
- عمليات نقل الدم: بهدف زيادة عدد خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الاكسجين إلى خلايا الجسم وأنسجته.
- الكورتكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، مثل دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، إذ يهدف استخدام مثل هذه الأدوية إلى تثبيط عمل الجهاز المناعيّ مفرط النشاط وبالتالي الحد من تحطيم خلايا الدم الحمراء، ومن الآثار الجانية المحتملة لهذه الأدوية: ارتفاع في ضغط الدم وزيادة في الوزن وظهور حبوب الشباب والغثيان والتهيج.
- الغلوبولين المناعي: (بالإنجليزية: Immunoglobulin)، يُستخدم هذا النوع من العلاجات في حالات فقر الدم الانحلالي الناجم عن مشكلة مناعية ذاتية، ويُعطى على شكل حقن وريدية، ومن الآثار الجانبية المحتملة له: الحمى والقشعريرة ، ودوار في الرأس، وهبات ساخنة، حكة، وتغير في ضغط الدم.
- علاجات خاصة بالحالات الشديدة: في الحالات الشديدة للغاية من فقر الدم الانحلالي يجدر علاج المصابين بالمستشفى، ومن الخيارات المتاحة آنذاك ما يأتي:
- تبديل الدم (بالإنجليزية: Exchange transfusion)، وهي عملية مشابهة لعمليات نقل الدم المعتادة ولكن تكون كميات الدم المعطاة أو المنقولة أكثر، فضلًا عن أنّ الدم الخاص بالطفل المصاب بالانحلال يتمّ سحبه منه وتعويضه بآخر سليم.
- استئصال الطحال ولا يُلجأ إلى هذا الخيار الجراحي إلا في الحالات التي لا يستجيب فيها الطفل للخيارات العلاجية الأخرى.
- العلاج المثبط للمناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressive therapy)، يهدف استخدام هذا العلاج إلى تثبيط عمل الجهاز المناعيّ، ويُلجأ إليه في حالات اضطراب المناعة الذاتية الذي يُهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا الدم الحمراء الخاصة بالفرد عن طريق الخطأ، وكذلك يُتحفظ على استخدام هذا العلاج في الحالات التي لم تُجدِ فيها العلاجات الأخرى النفع المرجوّ.
علاج فقر الدم المنجلي
يعتمد علاج فقر الدم المنجلي على طبيعة الأعراض التي تظهر على الطفل كذلك الصحة العامة والعمر، وشدة الحالة، ويجدر التنبيه إلى أهمية التشخيص المبكر في حالات الإصابة بفقر الدم المنجليّ، وذلك تفاديًا للمشاكل أو المضاعفات المحتملة، ومن الخيارات المتاحة لعلاج هذا النوع من فقر الدم ما يأتي:
- مسكنات الألم بهدف السيطرة على نوبات الألم.
- شرب كميات كافية من الماء بما يُعادل ثمانية إلى عشرة أكواب من الماء يوميًا، وقد يُلجأ في بعض الحالات الشديدة إلى إعطاء السوائل عن طريق الوريد، وحقيقة تكمن أهمية ذلك في السيطرة على نوبات الألم كذلك.
- نقل الدم لعلاج فقر الدم والألم المزمن وتجنب المضاعفات.
- المضادات الحيوية والمطاعيم بهدف الوقاية من العدوى.
- حمض الفوليك للوقاية من فقر الدم.
- زراعة نخاع العظم، ولكن لا تزال الدراسات قائمة حول فعالية هذا الخيار في علاج فقر الدم المنجلي، ولذلك تجدر استشارة الطبيب المختص مليًا قبل اتخاذ القرار.
- هيدروكسي يوريا (بالإنجليزية: Hydroxyurea)، يقلل هذا الدواء عدد الخلايا المنجلية في الدم، وبالتالي تقليل الشعور بالألم والحدّ من المضاعفات، وتقليل الحاجة للمستشفيات.
علاج الثلاسيميا
يعتمد الطبيب المختص في تشخيص الإصابة بالثلاسيميا على طبيعة الأعراض والعلامات التي تبدو على الطفل، وحقيقة يعتمد العلاج اعتمادًا كبيرًا على شدة هذه الأعراض والعلامات ونوع الثلاسيميا التي يُعاني منها الطفل؛ فمثلًا في حالات الثلاسيميا الصغرى (بالإنجليزية: Thalassemia minor) قد لا يحتاج الطفل لأي علاج، ولكن في حالات الثلاسيميا الكبرى (بالإنجليزية: Thalassemia major) قد يحتاج لعمليات نقل دم بشكل شهريّ، وإنّ الهدف من نقل الدم هو تعزيز مستويات الهيموغلوبين في الدم، وفي حال واظب الطفل على العلاج فإنّه من الممكن أن يحيا حياة طبيعية، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ عمليات نقل الدم قد تُسفر عن تراكم مستوى الحديد في الدم، وهذا ما قد يُسبب مضاعفات وخيمة تتمثل بالفشل القلبي وأمراض الكبد والسكري، والجدير بالتوضيح أنّه توجد العديد من العلاجات التي تحدّ من حدوث مشكلة فرط الحديد في الجسم، ولذلك نهيب بأهمية الالتزام بالعلاجات التي يصفها الطبيب، وبالنسبة للثلاسيميا الكبرى فحقيقة يُعدّ العلاج الوحيد الشافي منها زراعة نخاع العظم، ولكنّ مخاطر إجراء هذه العملية ليست بسيطة؛ بدءًا من صعوبة إيجاد متبرع مناسب وانتهاءً بالمضاعفات الوخيمة التي قد تحدث في بعض الحالات، وفي سياق الحديث عن زراعة نخاع العظم ننوّه إلى أنّها أكثر نجاحًا للأطفال الصغار الذين لا يُعانون من فرط الحديد.
علاج فقر الدم اللاتنسجي
يعتمد علاج فقر الدم اللاتنسجي على طبيعة الأعراض التي تظهر على الطفل وكذلك شدة الحالة وعمره وصحته عامةً، والسبب الكامن وراء المعاناة منها، فمثلًا في الحالات البسيطة قد لا يتطلب الأمر علاجًا، ولكن في الحالات الأخرى قد يتضمن العلاج الخيارات الآتية بحسب ما يراه الطبيب المختص مناسبًا:
- نقل الدم: ويُلجأ إلى هذا الخيار في حال كان عدد خلايا دم الطفل قليل للغاية، والجدير بالعلم أنّه قد تتم عملية نقل للصفائح الدموية أو نقل لخلايا الدم الحمراء، وفي حالات نادرة جدًا قد يتم نقل الخلايا الدموية البيضاء.
- الأدوية المثبطة للمناعة: وتُوصف في حال تسبب الجهاز المناعي بضرر أو تلف خلايا الدم الحمراء.
- علاجات أخرى: مثل المضادات الحيوية وعوامل النمو.
- زراعة نخاع العظم: ويُلجأ إلى هذا الخيار في حالات نادرة جدًا.