كيف تخرج من الحزن
الحزن
يشعر جميع الأشخاص بالحزن في بعض الأحيان تماماً كما يشعرون بالبهجة، والغضب ، والفخر، بالإضافة إلى الكثير من المشاعر الأخرى، حيث إنّ كل شخص لديه مشاعر وعواطف، ومن الطبيعي أنَّ تتغير دائماً، فأحياناً يشعر الأشخاص بالسعادة وأحياناً أخرى يشعرون بالحزن بناءً على الأحداث والمواقف التي يمرون بها في حياتهم اليومية، ومهما كان الشعور الذي يراود الشخص، فهو شعور حقيقي وجزء من حياته وتجربته، ولكن معظم الأشخاص يركزون على السعادة ويعاملون التعاسة والحزن كشعور غير ضروري أو عديم الفائدة وغير مرغوب به، ومن الجدير بالذكر أنَّ المشاعر السلبية قد تساعد الأشخاص أيضاً، حيث يمكن للحزن أن يعطي فرصة للإنسان للتوقف والتفكير في حياته ومشاعره، و التفكير بالأشخاص المحيطين به، بالإضافة إلى مساعدتهم على الحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية وأحلامهم، وبالتالي لا يعني الحزن توقف الشخص في مكانه وعدم تعامله مع المواقف الحياتية، بل يجب عليه الاستفادة من الحزن للتصالح مع المواقف المختلفة، والمضي قدماً إلى الأمام، لأنّها عاطفة مهمة يمكنها أن تساعد على التكيف، وتقبل المواقف، والتركيز، والمثابرة والنمو في الحياة بشكل عام.
كيفية الخروج من الحزن
يمكن أن يكون الحزن شعوراً صعباً وثقيلاً على النفس لبشرية، ليس فقط بسبب الألم الذي يسببه، ولكن أيضاً بسبب العوامل التي أدت إلى الحزن في المقام الأول، إذ قد ينتج الحزن عن الفقدان، أو العجز ، أو خيبة الأمل، أو أشياء أخرى كثيرة، ولكن هناك بعض النصائح والطرق التي تساعد على الخروج من الحزن وتجاوزه، وفيما يلي ذكر لها:
- ممارسة التأمل الواعي: (بالإنجليزية: Mindfulness)، حيث يميل العقل الحزين إلى التفكير في كل ما هو خاطئ، ويخشى بشكل غير ضروري من كل الاحتمالات السلبية التي قد تظهر في المستقبل، وتعزز دورة التفكير السلبي البؤس ولا تساعد على تجاوز الحزن، وتكمن أهمية ممارسة التأمل الواعي في التركيز على اللحظة الحالية، حيث إنّه في أكثر الأحيان تُملأ أدمغة البشر بالأفكار، ويبدو التركيز على اللحظة الراهنة تصرفاً غير طبيعي للعقل، ولكنّ التدرب على إشراك الحواس سواء اللمس، أو التذوق، أو البصر، أو الصوت، أو الرائحة، في الوقت الحالي يترك وقتًا أقل للشعور بالقلق.
- الاستماع إلى الموسيقى: تُعدّ الموسيقى غذاءً للروح، فالاستماع إلى لحن تفائلي يمكنه أن يغير الحالة المزاجية على الفور، ويخلق أجواءً أكثر إيجابية، ويغيّر كيمياء الدماغ، ويحسَّن الحالة المزاجية للأشخاص.
- إضافة أوميغا 3 إلى النظام الغذائي: أظهرت الأبحاث أنَّه غالباً ما يفتقر الأشخاص المصابون بالاكتئاب والحزن إلى الأحماض الدهنية، حيث وجدت الدراسات أنَّ تناول زيت السمك كل يوم يساهم في خفض الإصابة ببعض الأعراض، مثل: القلق، واضطرابات النوم، ومشاعر الحزن غير المبررة، والأفكار الانتحارية، وتراجع الرغبة الجنسية بنسبة 50%، ويمكن للأحماض الدهنية أوميغا 3 أيضاً خفض مستوى الكوليسترول وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ولها مصادر عدة منها: الجوز، وبذور الكتان ، والأسماك الزيتية مثل: السلمون، أو التونة.
- التوقف عن الحديث السلبي مع النفس: يميل الأشخاص المصابون بالحزن إلى رؤية العالم بطريقة سلبية، حيث يلومون أنفسهم عندما تسوء الأمور في حياتهم اليومية، وعند سير الأمور على ما يرام يعزون ذلك للحظ، ويعزز الحزن الشعور بالشك الذاتي و انعدام القيمة الذاتية، لذلك يُنصح بمراقبة الحديث السلبي الداخلي، وتبديل هذا النوع من التفكير بتذكير النفس وتوعيتها بأنّ هذه أفكار سلبية فحسب، ويجب عدم أخذها على محمل الجد أو تصديقها.
- صرف الانتباه: يُنصح بصرف الانتباه عن التفكير الزائد (بالإنجليزية: Over thinking)، فالأفكار هي العدو الأول للشخص المصاب بالحزن، ويمكن للانشغال أن يكون وسيلة فعالة للتغلب على الحزن والاكتئاب، وذلك عن طريق اللعب مع حيوان أليف، أو الذهاب في نزهة على الأقدام، أو قراءة كتاب، أو أي شيء يبعد الشخص عن مخاوفه وقلقه.
- التواصل مع الأصدقاء: قد يكون التحدث والتواصل مع الآخرين أحد أصعب الأمور على الشخص الحزين، ولكن يُنصح بإجبار النفس على الخروج وعدم عزلها، حيث يترك الخروج والتواصل مع الأصدقاء تأثيراً إيجابياً كبيراً على الحالة المزاجية للشخص.
- النوم لوقت كافٍ: يرتبط النوم والمزاج بشكل وثيق، حيث يمكن للنوم غير الكافي أن يسبب الغضب والتوتر، في حين أنّه يمكن للنوم الصحي أن يعزز الرفاهية والشعور الإيجابي، ولقد أظهرت الدراسات أنّه حتى الحرمان الجزئي من النوم له تأثير كبير في الحالة المزاجية، بالإضافة إلى أنَّ جودة النوم تؤثر بشكل مباشر في نوعية الحياة اليومية وجودتها، بما في ذلك حدة الذكاء ، والإنتاجية، والتوازن العاطفي، والإبداع، والحيوية الجسدية، وحتى الوزن، وتجدر الإشارة إلى أنَّه لا يوجد أي نشاط آخر يقدم الكثير من الفوائد بأقل جهد ممكن كالنوم، ويُنصح للشخص البالغ بالنوم من (7- 9) ساعات في الليلة الواحدة.
- ممارسة الرياضة: تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على التغلب على الحزن، حيث يفرز الجسم مركب الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) أثناء أداء التمرينات الرياضية، والذي يعمل على تحسين المناعة الطبيعية والمزاج، وتقدم التمارين المنتظمة فوائد صحية أخرى، مثل: خفض ضغط الدم، والحماية من أمراض القلب والسرطان ، وتعزيز احترام الذات، وينصح الخبراء بالحصول على نصف ساعة إلى ساعة من التمارين المعتدلة، مثل: المشي السريع ثلاث إلى أربع مرات على الأقل في الأسبوع.
- استخدام الأدوية: ليس من السهل تحديد الأدوية التي تناسب بشكل خاص حالة الحزن الطويلة أو المعقدة لكل شخص، ولكن قد يتمكن الأطباء من المساعدة على العثور على الأدوية التي تناسب الاحتياجات الشخصية المحددة لكل شخص، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الدواء قد لا يخلص الشخص من الحزن أو الإحساس بالخسارة تماماً، ولكنّه قد يساعد على تخفيف بعض الأعراض .
الحزن والاكتئاب
إنَّ الشعور بالحزن مختلف عن الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، حيث يُعرَّف الاكتئاب على أنَّه اضطراب يتجلى في الحزن المفرط، وفقدان الاهتمام بالأشياء الممتعة، وفقدان الحافز، والشعور بالعجز التام، ويوجد الكثير من العلاجات الطبيعية للاكتئاب إلى جانب الادوية ومنها: تغيير السلوك، والقيام بالانشطة البدنية، وتغيير نمط الحياة، وتغيير طريقة التفكير،ولكن قد يتحول الحزن إلى اكتئاب في بعض الأحيان، لذلك يجب التمييز بينهما، وقد تشجع القدرة على معرفة الفرق بين الحزن الطبيعي والاكتئاب على اتخاذ الإجراءات المناسبة والبحث عن طرق لتحسين الحالة المزاجية .