كيف تحدث الإباضة
كيف تحدث الإباضة؟
عندما تصل الأنثى إلى سن البلوغ تبدأ لديها عملية التبويض أو الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)؛ إذ يتم إطلاق بويضةٍ ناضجةٍ من أحد المبيضين؛ اللذين يعتبران جزءًا من الجهاز التناسلي الأنثوي ويوجدان في منطقة الحوض، وتحدث الإباضة نتيجة التغيرات الهرمونية الدورية في جسم الأنثى بعد البلوغ، وتُعد هذه الفترة هي الأكثر خصوبةً لدى المرأة خلال الدورة الشهرية، وفيما يأتي توضيح كيفية حدوث الإباضة خطوةً بخطوة:
- تفرز الغدة النخامية الموجودة في الدماغ كل شهرٍ هرمونًا ليحفز المبيضين لإنتاج عدد ٍمن الحويصلات المملوءة بالسوائل تسمى الجُريبات (بالإنجليزية: Follicles)، وتفرز هذه الجريبات أثناء نموها هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الذي يزيد سماكة بطانة الرحم استعدادًا للحمل.
- تتوقف الجُريبات عن النمو في اليوم السابع من الدورة الشهرية باستثناء واحدٍ من هذه الجريبات؛ إذ يستمر هذا الجريب في النمو وتغذية البويضة الناضجة بداخله.
- في اليوم الثاني عشر من الدورة الشهرية يُطلق الجريب الناضج كميةً كبيرةً من هرمون الإستروجين في مجرى الدم، وينتقل الإستروجين عبر الدم حتى يصل إلى الغدة النخامية في الدماغ، والتي بدورها تستجيب فتفرز هرمون الملوتن (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) واختصارًا LH، الذي يزيد نمو الجريب الناضج بشكلٍ مفاجىء وكبير.
- تفصل البويضة الموجودة داخل الجريب نفسها، ويبدأ الجريب بإفراز مواد كيميائية تحفز قناة فالوب القريبة للتحرك لتصبح قريبةً أكثر ومحيطةً بالجريب، ويحدث ذلك قبل عملية الإباضة مباشرةً.
- ينتفخ الجريب حتى ينفجر؛ مما يؤدي إلى قذف البويضة والسائل في تجويف البطن.
- تلتقط الخَمَل (بالإنجليزية: fimbriae) الموجودة في نهاية قناة فالوب والتي تكون على شكل نتوءاتٍ البويضة الخارجة من الجريب المنفجر.
- يتم نقل البويضة بعدها إلى مدخل قناة فالوب، وبمجرد دخولها جدران قناة فالوب تدفع انقباضات العضلات البويضة بلطفٍ نحو الرحم.
- أثناء وجود البويضة في قناة فالوب قد يتم تخصيبها من أحد الحيوانات المنوية وعندها يحدث الإخصاب، أو إذا لم تُخصّب البُوَيضة فإنها تصل إلى الرحم غير مخصبةٍ، وسيقوم الجسم بامتصاصها مرةً أخرى.
دورة الإباضة
تُقسم دورة الإباضة إلى قسمين، وفيما يأتي بيانهما:
- الطور الجُريبي: (بالإنجليزية: Follicular phase) ويُعرف أيضًا بالطور التكاثري، ويعد هذا الطور الجزء الأول من دورة الإباضة، وتبدأ هذه المرحلة من اليوم الأول لنزيف الدورة الشهرية وتستمر إلى حين حدوث الإباضة، وقد تختلف مدة هذا الطور بشكلٍ كبيرٍ بين النساء؛ إذ قد يستمر من 7 أيامٍ إلى 40 يومًا.
- الطور الأصفريّ: (بالإنجليزية: Luteal phase)؛ ويعد هذا الطور الجزء الثاني من دورة الإباضة، ويستمر هذا الطور من اليوم الأول للإباضة حتى بداية نزيف الدورة الشهرية التالية، ويُشار إلى أنّ له جدول زمني أكثر دقةً من الطور السابق، وعادةً ما يمتد فقط من 12 إلى 16 يومًا من اليوم الأول للإباضة.
الهرمونات المشاركة في الإباضة
فيما يأتي ذكر لأهم الهرمونات المشاركة في عملية الإباضة:
- الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية: (بالإنجليزية: Gonadotropin-releasing hormone) واختصارًا GnRH، وهو هرمون ببتيدي، ويتم إنتاجه وإفرازه من منطقة تحت المهاد ، وهو المسؤول عن تحفيز إفراز الهرمون المنبه للجريب (بالإنجليزية: Follicle stimulating hormone) واختصارًا FSH، والهرمون المُلَوتِن من الغدة النخامية الأمامية.
- الهرمون الموجه للغدد التناسلية: (بالإنجليزية: Gonadotropic hormone)؛ ومن أنواعه الهرمون المنبه للجريب والهرمون الملوتن، وإنّ تغير مستويات هذين الهرمونين هو المسؤول عن حدوث العملية التي تحفز نمو الجريبات، وانفجارها، وإطلاق البويضة الناضجة، واستقبال بطانة الرحم للبويضة الناضجة أو انسلاخ بطانة الرحم.
- الهرمون المنبه للجريب: ويعرف أيضًا بالهرمون المنشط للحوصلة ، ويُحفز هذا الهرمون نمو ونُضج البويضات غير الناضجة لتصبح جُريباتٍ ناضجةٍ ثانويةٍ، وتعرف عند نضجها بحويصلة غراف (بالإنجليزية: Graafian follicle)، ويتم ذلك قبل الإباضة كما ذكرنا سابقًا.
- الهرمون الملوتن: ويعرف أيضًا بالهرمون المنشط للجسم الأصفر، ويعد هذا الهرمون مسؤولًا عن تحفيز حدوث عملية التبويض، والتحضير لانغراس البويضة المخصبة في الرحم، وإنتاج المبيض لهرمون البروجسترون.
- الإستروجين: يُعد هرمون الإستروجين هرمونًا ستيرويديًا، ووظيفته تتمثل في نمو وتنظيم عمل الجهاز التناسلي الأنثوي، وظهور الخصائص الجنسية الثانوية.
- البروجسترون: (بالإنجليزية: Progesterone)، يُعد هرمون البروجسترون هرمونًا ستيرويديًا، وهو مسؤولٌ عن تحضير بطانة الرحم لانغراس البويضة المخصبة في الرحم، والمحافظة على الحمل في حال حدوثه.
توقّع الإباضة
في الدورة الشهرية التي تستمر لمدة 28 يومًا في المتوسط، تحدث الإباضة إجمالًا قبل بدء نزيف الدورة الشهرية التالية بحوالي 14 يومًا؛ ولكن لدى معظم النساء تحدث الإباضة في غضون أربعة أيامٍ قبل أو بعد منتصف الدورة الشهرية؛ أما إذا لم تكن مدة الدورة الشهرية 28 يومًا كحال العديد من النساء؛ فيجدر حينها الاحتفاظ بتقويم خاصٍ بالدورة الشهرية لتحديد مدة الدورة الشهرية ومنتصفها.
علامات حدوث الإباضة
تظهر بعض الأعراض والعلامات التي قد تدل على حدوث الإباضة وفيما يأتي بيانها:
- ملاحظة تغيرٍ في الإفرازات المهبلية أو في مخاط عنق الرحم؛ إذ قد تصبح الإفرازات مشابهةً في مظهرها لبياض البيض، فتبدو أكثر صفاءً، وقوامها أخف، بالإضافة إلى كونها مطاطية.
- حدوث ارتفاعٍ في درجة حرارة الجسم الأساسية (بالإنجليزية: Basal body temperature)؛ وهي درجة حرارة الجسم وقت الراحة، وعادةً ما يكون الارتفاع من نصف درجةٍ إلى درجة وذلك باستخدام مقياس الحرارة المخصص لذلك.
- ارتفاع مستويات الهرمون الملوتن، والذي يقاس بإجراء فحص الإباضة المنزلي.
- طراوة الثدي والشعور بألمٍ عند لمسه.
- حدوث انتفاخٍ في البطن.
- التبقيع الخفيف.
- الشعور بألمٍ خفيفٍ أو حدوث تشنجاتٍ في أحد جانبي الجسم.
هل يمكن تتبُع الإباضة؟
إنَّ أكثر الطرق دقة لتأكيد حدوث الإباضة هي بإجراء فحص الموجات فوق الصوتية في عيادة الطبيب أو بإجراء فحوصات الدم الهرمونية، ولكن تتوفر العديد من الطرق لتتبع الإباضة في المنزل وفيما يأتي بيانها:
- درجة حرارة الجسم الأساسية: تُقاس درجة حرارة الجسم الأساسية باستخدام مقياس الحرارة القاعدي في كل صباح طوال الدورة الشهرية لتسجيل التغيرات في درجة الحرارة؛ إذ يتم تأكيد الإباضة بعد بقاء درجة حرارة الجسم الأساسية مرتفعة عن الطبيعي لمدة ثلاثة أيامٍ.
- شرائح تنبؤ الإباضة: يتم في هذه الحالة إجراء فحص التبويض المنزلي باستخدام شرائحٍ تكشف عن وجود الهرمون الملوتن في البول، وهي متوفرةٌ في الصيدليات دون الحاجة لوصفةٍ طبيةٍ، وقد يحدث التبويض خلال اليومين المقبلين بعد أن يكون خط النتيجة داكنًا أو أغمق من الخط الآخر الذي يمثل خط التحكم.
- أجهزة مراقبة الخصوبة: تتوفر أجهزة مراقبة الخصوبة في الصيدليات دون الحاجة لوصفةٍ طبيةٍ، وهي خيارٌ أكثر تكلفةً لمراقبة الإباضة، ويتم تتبع حدوث الإباضة بمراقبة هرمونين وهما؛ هرمون الإستروجين، وهرمون الملوتن؛ وذلك للمساعدة على تحديد الأيام الستة التي قد تزيد فيها الخصوبة.
طُرقٌ لزيادة فرص الإباضة
يمكن زيادة فرص الإباضة بطرقٍ عديدةٍ، وفيما يأتي بيان بعضٍ منها:
- يُنصح بالمحافظة على وزنٍ ضمن المعدل الطبيعي بالنسبة للطول وبنية الجسم؛ إذ قد تعاني النساء في حال السمنة أو نزول الوزن بشكلٍ كبير من اضطراباتٍ في عملية التبويض.
- يُنصح بالتخفيف من ممارسة التمارين الرياضية في حال ممارستها بشكلٍ مفرط؛ إذ إن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية قد يكون سببًا لمنع التبويض، وقد يتطلب ذلك استشارة مقدم الرعاية الصحية في حال كانت ممارسة الرياضة شكلًا من أشكال النُهام أو ما يعرف بالشره المرضي.
- يجدر التأكد من تناول الطعام بشكلٍ صحيحٍ ومنتظمٍ؛ إذ إنّ اتباع نظام غذائي قاسٍ بشكلٍ متكررٍ، والصيام المتواصل، وتخطي وجبات الطعام، وغيرها من عادات الأكل المضطربة قد يتسبب بإعاقة قدرة الجسم على القيام بعملية الإباضة بانتظامٍ، وقد تدعو الحاجة في بعض الأحيان لمراجعة مقدم الرعاية الصحية إن كانت هذه العادات مرتبطة باضطرابٍ في الأكل مثل: فقدان الشهية أو الشره المرضي العصبي.
- يُنصح بتقليل التوتر، وتعلم طرقٍ للتعامل بشكلٍ أفضل مع التوتر؛ كالتدريب على الاسترخاء؛ إذ إنّ التوتر النفسي المزمن قد يتسبب باضطراباتٍ في الدورة الشهرية.