كيف تتم عملية الليزر للعيون
عمليات الليزر للعيون
تحدث الرؤية بشكل طبيعي عند مرور أشعة الضوء عبر قرنية وعدسة العين مع ضرورة حدوث إنثناء أو إنكسار لهذه الأشعة، ليتم تجميعها وتركيزها في الجزء الخلفيّ من العين تحديداً على شبكيّة العين، ثم تقوم الشبكية بتحويل الأشعة الضوئية إلى رسائل عصبية يتم نقلها عبر العصب البصريّ إلى الدماغ، ومن ثم يقوم بتحليلها وتفسيرها بالصورة التي يراها الإنسان. وفي الحقيقة يمكن تصحيح عيوب العين الإنكسارية باستخدام النظارات الطبية ، أو العدسات الطبية الاصقة، أو العلاج الجراحي، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدّة أنواع من العمليات الجراحية التي تهدف لتصحيح البصر، والتي تُعرف بجراحة العين باستخدام أشعة الليزر ، وفي الحقيقة يُشار في كثير من المقالات الطبية إلى مختلف أنواع عمليات تصحيح البصر الجراحية المعتمدة على الليزر باسم الليزك؛ وذلك لأنّ تقنية الليزك هي أشهر هذه الأنواع.
إجراءات عمليات الليزر للعيون
يشمل إجراء عمليات الليزر للعين العديد من الخطوات تتمثّل بما يلي:
التحضيرات للعملية
تنشأ الأخطاء الإنكسارية في العين نتيجة اختلاف بين شكل القرنية وطول العين، وبشكل عام يتم استخدام أشعة الليزر لإعطاء القرنية شكلاً جديداً يساعد على تركيز أشعة الضوء بطريقة مناسبة على شبكية العين، وتجدر الإشارة إلى أنّ المريض يخضع لفحص كامل للعين قبل إجراء الجراحة للتأكد من سلامة العين، وتحديد درجة الخطأ الإنكساري في العين، ومعرفة سمك القرنية للتاكد من توفر سماكة مناسبة وكافية لإجراء العملية، بالإضافة لاختبارات خاصة بقياس مقدار انحناء القرنية، وحجم البؤبؤ في الضوء والظلام، ويقوم الطبيب باحتساب كمية الأنسجة التي سيتم إزالتها بالليزر قبل موعد العملية بناءً على عدّة عوامل أهمّها؛ درجة النظارات أو العدسات الطبية الخاصة بالمريض، واختبار مقدمة الموجة الذي يهتم بدراسة كيفية انتقال الضوء خلال العين، وشكل سطح القرنية، وفي الحقيقة يتم إجراء العملية الجراحية باستخدام مخدّر موضعي للعين فقط مع بقاء المريض مستيقظاً، مع إمكانية إعطائه أدوية تساعد على الاسترخاء، ويُنصح المريض بالتوقف عن وضع العدسات اللاصقة واستبدالها بالنظارات لفترة معيّنة من الزمن يُحدّدها الطبيب، بالإضافة إلى ضرورة عدم وضع أي من كريمات ومساحيق التجميل الخاصة بالعين في يوم العملية واليوم الذي يسبق العملية لتجنّب حدوث عدوى في العين.
اختيار التقنية المناسبة للعملية
هناك مجموعة من العمليات الجراحية التابعة لتصحيح البصر باستخدام الليزر، وفيما يلي توضيح لأهم الأنواع:
- تصحيح تحدّب القرنية في موضعها بمساعدة الليزر: يُعتبر تصحيح تحدّب القرنية في موضعها بمساعدة الليزر LASIK (بالإنجليزيّة: Laser-assisted in-situ keratomileusis) والمعروفة باسم الليزك علاجاً مناسباً للمصابين بقصر النظر، وطول النظر، واللابؤرية، ويقوم الطبيب بعمل سديلة بالطبقة الخارجية للقرنية وذلك للوصول للأنسجة السفلية، ويتم بعدها إزالة بعض الأنسجة باستخدام أشعة الليزر، ثم إعادة السديلة إلى مكانها، وعادةً يتم إجراء العلاج لكلتا العينين معاً في نفس اليوم، وعادةً ما تحتاج كامل العملية للعين الواحدة إلى 15 دقيقة.
- اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي: يُعدّ اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي PRK (بالإنجليزيّة: Photorefractive keratectomy) مناسباً للحالات البسيطة والمتوسطة من قصر النظر ، وطول النظر، واللابؤرية ، وفي هذه العملية لا يقوم الطبيب بعمل سديلة للوصول لطبقات سفلية من القرنية بل يؤثر بأشعة الليزر في الطبقة السطحية من القرنية، وبما أّن مرحلة التعافي والحصول على رؤية واضحة ومريحة يحتاج بعض الوقت يفضّل الطبيب إجراء العملية لإحدى العينين والانتظار لمدّة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين لإجراء العملية للعين الثانية.
تنبيهات ما بعد العملية
يتم وضع رقعة أو غطاء واقي على العين بعد الإنتهاء من العملية، وذلك بهدف منع الاحتكاك والضغط على العين للسماح بالتئام وشفاء العين، لذلك يُعدّ من الضروريّ عدم فرك العين لمدّة 6 ساعات بعد العملية لتفادي تحريك أو إزاحة السديلة من مكانها، ويجدر بالمريض إبقاء العين مغلقة قدر الإمكان في هذه الساعات، وفي الحقيقة يشعر المريض بعد الإنتهاء من الجراحة بوجود شيء في العين، أو بالحكة ، أو بالحرق لمدة لا تتجاوز 6 ساعات، لذلك يمكن للطبيب أن يصِف الأدوية المسكنة أو المهدّئة للألم بالإضافة إلى قطرات منع العدوى والالتهاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ الرؤية في يوم إجراء العملية الجراحية تكون مشوّشة وضبابية تتحسن بشكل تدريجيّ ابتداءً من اليوم الثاني وحتى أيام قليلة ، ولكنّه قد يستغرق ذلك 3-6 أشهر في بعض الحالات، وفي الحقيقة هناك بعض الأمور التي يجب تجنّبها خلال الفترة الأولى بعد إجراء عملية الليزر للعيون وأهمّها؛ السباحة ، وأحواض المياه الساخنة، وقيادة السيارة إلى حين تحسّن الرؤية واستخدام كريمات ومساحيق التجميل للعين لمدّة تترواح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد العملية، وفي الحقيقة يُعدّ حضور مواعيد المتابعة مع الطبيب بعد إجراء العملية من الأمور المهمة خلال فترة الشفاء واستعادة العافية؛ حيث يطمئن الطبيب على حالة العين في كل مرّة، ويتناقش مع المريض في استئناف بعض الأنشطة اليومية الطبيعية.
شروط عمليات الليزر للعيون
فيما يلي الشروط العامة لإجراء عمليات الليزر للعيون:
- أن يكون عمر المريض 18 سنة أو أكبر في حالات قصر وطول النظر.
- أن يكون عمر المريض 21 سنة أو أكبر في حالة اللابؤرية.
- ثبات واستقرار درجة النظارات أو العدسات اللاصقة الطبية لمدّة سنة.
- أن يكون القصر يتراوح بين -0.5 و-14.0 درجة، بينما يكون الطول أقل من 6.0، واللابؤرية أقل من 5.00.
- أن لا يكون هناك مشاكل في العين مثل؛ القرنية المخروطية، أو إعتام عدسة العين، أو ندبات بالقرنية.
- أن لا يكون هناك مشاكل طبية مثل؛ الذئبة، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الإيدز، أو اعتلال الشبكية لمرضى السكري.
الآثار الجانبية لعمليات الليزر للعيون
فيما يلي أبرز الآثار الجانبية التي قد يعاني منها المريض بعد إجراء عمليات الليزر للعيون:
- جفاف العين: يشعر المريض عادةً بالجفاف العينيّ خلال فترة التعافي من العملية، وذلك بسبب إنخفاض مؤقت لإنتاج الدموع الطبيعية، الأمر الذي يستدعي استخدام قطرات عينية ترطيبية لمدّة ستة أشهر تقريباً بعد الإنتهاء من عملية تصحيح البصر بالليزر.
- رؤية الوهج والهالات الضوئية: يلاحظ المريض ظهور الوهج والهالات حول الأضواء الساطعة لا سيّما خلال أوقات الليل، بالإضافة إلى احتمالية الرؤية المزدوجة للأشياء، وذلك في الأيام والأسابيع القليلة الأولى بعد العملية.
- التصحيح الناقص: يحدث في بعض الأحيان تصحيح غير كامل للعيوب البصرية نتيجة إزالة كمية قليلة من الأنسجة في العين، الأمر الذي قد يتطلّب إجراء عملية جراحية أخرى لإزالة المزيد خلال عام واحد من إجراء العملية الأولى، وتجدر الإشارة إلى أنّ المصابين بقصر النظر هم أكثر عرضة لذلك من غيرهم.
- التصحيح المفرط: يمكن أن يتم إزالة كمية أكبر من الأنسجة اللازمة من العينين، وهذا ما قد يجعل الأمر أكثر صعوبة لإصلاحه من حالة التصحيح الناقص.
- الإصابة باللابؤرية: إنّ إزالة الأنسجة بطريقة غير متساوية قد يؤدي لحدوث اللابؤرية والمعروف باسم إنحراف العين ، وهذا يتطلب إجراء عملية أخرى، أو ارتداء النظارات، أو وضع العدسات اللاصقة.
- مشكلات السديلة: يمكن أن تظهر بعض المشكلات خلال إزالة أو إعادة السديلة من مقدمة العين ومن أهمّها؛ العدوى، وزيادة الدموع، ونموّ الطبقة الخارجية من القرنية بطريقة غير طبيعية خلال فترة التعافي.
- تغيّرات في الرؤية: قد يعاني بعض المرضى من عدم وضوح الرؤية كما كانت بالسابق، بالإضافة إلى وجود احتمالية ضعيفة لحدوث فقدان بالبصر نتيجة المضاعفات الجراحية.