كيف تتعامل مع شخص يكرهك
كيف تتعامل مع شخص يكرهك
هُنالك بعض الطرق التي يُمكن من خلالها التعامل مع الشخص الذي تنتابه مشاعر الكره، ومواجهته في سبيل التأقلم معه والحدّ من هذه المشاعر، وهي:
التصالح مع الذات أولاً
يتعرض المرء لسلسلة من المشاعر المختلفة من الأشخاص الآخرين من حوله، والتي تختلف من شخصٍ لآخر، فالبعض يُحبونه، والبعض الآخر يرفضونه، وآخرون لا يكنون له أي مشاعر فيرونه شخصاً عاديّاً، وفي بعض الأحيان قد يجد شخصاً يكرهه، لكن في جميع الأحوال لا يجب عليه أن يلوم نفسه أو يُشكك بشخصيّته أو بطباعه، أو ينتقد ذاته لمجرد عدم تلقيه الحب من الطرف الآخر، أو يظن بأنه سيء أو يختلف عن البقية، بل عليه أن يحترم ذاته ويثق بنفسه دائماً، ولا يكترث لتلك المشاعر ويدعها تُسيطر عليه، خاصةً إذا لم يُخطئ وكان سلوكه حسناً ولم يقصد أو يتعمّد إيذائهم مُسبقاً، إضافةً لاتباع بعض الأساليب الخاصة التي تُساعد على التعامل معهم عندما يكون لقائهم مُتكرراً، ولا يُمكن تجنّبه.
التقرّب منه واكتشاف سبب مشاعره
يُمكن للمرء عمل محاولة قد تكون ناجحة في تحسين العلاقات مع الأشخاص الذين يبغضونه، وهي مُناقشتهم بهدوءٍ، والتقرّب منهم ومعرفة سبب بغضهم له، فقد يكون غضب المرء وبغضه ليس للشخص ذاته بل لسلوكٍ خاصٍ أو تصرّفٍ أو قد يكون مبنياً على موققٍ معيّن ولّد تلك المشاعر، وبسبب إهمالها زادت ونمت مع مرور الوقت، وفي حال اكتشاف الفرد لها يُمكنه إصلاحها، أما إذا كان الكره مُستمراً وغير مُبررٍ فيمكنه الانسحاب ببساطة.
التعامل مع بعض أسباب الكراهية
هُنالك بعض الأسباب أو التصرّفات التي قد يعلم المرء أنّها تُحفّز الطرف الآخر على كرهه، وبالتالي يُمكنه علاجها ومُحاولة تجنّبها، لكن في بعض الأوقات يكون الكره ليش شخصيّاً، بل بسبب وظيفةٍ أو واجبٍ خاص لا يُمكن للمرء التوقف عنده أو إصلاحه، وإن كان يُزعج الآخرين ويجعلهم يكرهونه، مثلاً كره الأشخاص لمُوظفي تقديم الفواتير، أو جمع المُستحقات المالية والضرائب، حيث إنها وظيفتهم وشيءٌ لا يُمكنهم تجاوزه لمجرد كره الآخرين له.
إظهار الجانب الجيّد للمرء
لا يعني كره الطرف الآخر للمرء بالضرورة مُبادلته تلك المشاعر نفسها، والانخراط معه في تصرفاتٍ مُهينة، ومُقابلة الإساءة بإساءة أخرى بسبب الكره، حيث إن التحّكم في المشاعر يتطلب الصبر، وضبط النفس، وتجنّب ردود الأفعال العصبيّة والعاطفية المتهورة التي قد تزيد الأمر سوءاً، إضافةً لثقة المرء بنفسه التي تجعله يرد على إحباط الشخص الكاره له، أو تقليله من شأنه من خلال أفعاله التي تُثبّت نجاحه، وترفع من عزيمته، وتحط من عزيمة الطرف الآخر وتوقفه عند حده، وتُشعره بخطأه فيعجز عن الرد أو التصرف بطُرقٍ مهينةٍ، كما أنّ كره البعض لا يوقف نجاح المرء وتحقيقه أهدافه بتفاؤلٍ وجديّة بل هو دافع قوي ومُحفّز له.
التجاهل وعدم الاهتمام
قد تكون الطريقة الأفضل للتعامل مع بعض الكارهين هي تجاهلهم وعدم الرد عليهم، ولا يكون ذلك بسبب الخوف منهم، أو عدم ثقة المرء بنفسه، أو عجزه عن الرد والتعامل معهم، لكنه بقصد الحفاظ على إيجابيته وسعادته ومزاجه الجيّد، عبر ابتعاده عن الأشخاص السلبيين، والالتقاء بأحبته بدلاً منهم، إضافةً للحفاظ على الصحة النفسيّة للمرء عبر تجنّب من يُزعجه ويُعكّر صفو مزاجه، أو يُسيء له ويهينه بطريقةٍ أو بأخرى، فيُجبره أحياناً على الرد بطريقةٍ لا يريدها، لكنها قد تكون الوسيلة الوحيدة لإسكاته وإلزامه حدوده، وبالتالي تجنّب اللقاء بهم سيكون بالنسبة له أفضل من الخروج عن السيطرة والتصرّف مثلهم والانتهاء بانزعاجه من نفسه.
أسباب الكراهيّة عند بعض الأشخاص
تنتج الكراهية عن بعض العوامل النفسيّة، والاجتماعية، والثقافية، والتي قد يُساعد فهمها على التعامل مع الشخص الكاره، ومنها:
- الشعور بالتهديد والخوف من الطرف الآخر: حيث إنّ شعور المرء بالخوف من شخصٍ آخر أو عدم الاطمئنان له، أو التهديد بسببه، ومحاولة الدفاع عن بقاءه قد يدفعه لكرهه، دون التعرّف إليه بشكلٍ جيّد، حيث إنّه قد يُسيء الحكم عليه أحياناً.
- الشعور الداخلي بالخوف: حيث إنّ كُره المرء لشخصٍ معيّن قد ينجم عن شعورٍ داخليّ بالخوف من شيء يمتلكه أو يقوم به الطرف الآخر وترفضه نفس المرء، أو تخشاه بشدّةٍ، وهي ظاهرة الدفاع المعروفة "بالإسقاط"، وتعني رفض المرء لما تكرهه نفسه، بسبب رغبته لأن يكون جيّداً، وبالتالي قد يُهاجم الطرف الآخر ويكرهه، بسبب توقعات نفسية وشخصيّة قد تكون غير صحيحة.
- الرفض الداخلي وعدم تعاطف المرء مع نفسه: وذلك عندما يكون كره المرء لغيره ناجم عن عدم تقبّله لذاته، وانعدام الحب والتعاطف مع نفسه، وبالتالي يشعر بالتهديد والاندفاع اتجاه الطرف الآخر، الأمر الذي ينجم عنه بغضه له، والذي يبدأ علاجه بالمزيد من الرحمة والتعاطف مع الذات.
- تغطية مشاعر العجز والضعف لدى المرء: حيث إنّ العداء الخارجي قد ينجم عن غضب وبُغض المرء لواقعه، بسبب إحساسه بالعجز، أو الألم، أو الظلم، أو الوحدة من الداخل مما يدفعه للهرب من هذه المشاعر والتسلَط وكره الآخرين كجزء من الوقاية والإحساس بالتحسّن بعض الوقت.
- عوامل أخرى مُجتمعية وثقافية: يتمثل ذلك بوجود منافسة تُحفز المرء على الكره، أو صراع من نوعٍ آخر للبقاء، مثل الحروب وكره العدوّ، أو الطرف المُختلف والمُعادي لثقافة، أو مُجتمع المرء، وكره الظلم والعجز الذي يُسببه هؤلاء الأشخاص للمجتمع.
مشاعر الكره
تختلف مشاعر الكره عن مشاعر النفور والغضب، وسلسلة المشاعر الأخرى المؤقتة التي تنتاب المرء اتجاه غيره بسبب حدثٍ بسيط أو موقفٍ مُعيّن، حيث إنّ الكراهيّة مشاعر أكثر عنفاً، وتُعتبر شكلاً من أشكال العِداء للغير، وهي عاطفة قد تستمر مدّةً طويلةً، لكنها كغيرها من المشاعر تنتج أحياناً عن أسبابٍ ومواقف خاصة، يُمكن علاجها في بعض الحالات، وفي البعض الآخر قد تتضخم وتكون مؤذية لصاحبها، أو للطرف الآخر، خاصةً عندما تراودها رغبةً عارمةً في تحقيق الأذى أو الانتقام، وبالتالي يُصبح التعامل معها أصعب، ويحتاج مواجهتها وترويضها حتى لا تُسبب الأذى للغير، وفي هذا المقال سنذكر بعض الطرق التي تجعل التعامل مع الشخص الكاره أكثر مرونةً وأريحيّةً، أو تُخفف من حدّة مشاعره وبغضه.