كيف تتعامل مع الشخص العصبي
كيف تتعامل مع الشخص العصبي
هُنالك العديد من الطُرق التي يُمكن من خلالها التعامل مع الأشخاص العصبيين، ومنها ما يأتي:
التسامح معه وتقبّل شخصيته ومُراعاة ظروفه
يكون السبب وراء غضب الشخص أحياناً أمور وظروف خاصة، ومشاعر ألم داخليّة، أو وجهة نظر غير مفهومة يعجر من حوله عن إدراكها وتقبّلها، فيشعر بخيبة الأمل والاستياء، بالتالي يُمكن للمرء أن يتعاطف مع الشخص الغاضب ويُحاول التجاوب معه بطريقةٍ أفضل، والاستماع لوجهة نظره وسؤاله عنها وجعله يشرحها ويوضحّها جيّداً؛ حتى يتمكن من تغيير رأيه بعد فهمه ، وإشعاره بالراحة أكثر، فيهدأ ويستقر ويتصرف بشكلٍ أفضل مع من هم حوله، وذلك عندما يجد شخصاً قريباً منه ويشعر به ويفهم شخصيّته، مع الانتباه؛ لأنّ ذلك لا يعني ضرورة التنازل دائماً، وإنما التسامح مع الآخرين، ومراعاة ظروفهم واحتياجاتهم.
الحفاظ على الهدوء وضبط الأعصاب قدر الإمكان
يتطلب التواصل مع شخص غاضب وعصبيّ الكثير من الحكمة والتأني والصبر، إضافةً لاتّباع النصائح والإرشادات الآتية:
- تجنّب مُجادلته أو القتال والتصادم معه بطريقةٍ تستفزه أكثر وتُشعل غضبه، وإنما تركه يهدأ، ثم الحوار معه بهدوءٍ وسلاسة.
- عدم أخذ الموقف بصورةٍ شخصيّة وعاطفيّة مُبالغ بها، والاندفاع ومواجهة الغضب بالغضب من أجل الدفاع عن النفس، فالشخص الغاضب قد لا يُدرك دائماً ما يقوله ويعنيه تماماً، بل هو بحاجة فقط لأن يهدأ ويتحدث بشكلٍ أفضل وأكثر منطقيّاً بعيداً عن عصبيّته المُفرطة.
- عدم خلط المواضيع ببعضها واستحضار المواقف والخلافات السابقة ودمجها مع الموقف الحالي؛ لأنّ ذلك قد يزيد الامر سوءاً، وبالتالي يجب التركيز على حل الخلاف الحاليّ وإغلاق الخلافات التي حدثت في الماضي وانتهت.
تجنّب الاتصال السلبيّ معه واستخدام رد فعلٍ عكسي
يكون الحل الأفضل مع الأشخاص سريعي الغضب هو التواصل معهم بطريقةٍ عكسيّة، وعدم مواجهتهم بنفس الأسلوب، ومراعاة شخصيّتهم وطبيعتهم العصبيّة ، من خلال الطرق الآتية.
- الاستجابة الإيجابيّة الذكيّة لأفعاله وتصرفاته، على سبيل المثال التزام الصمت عندما يندفع هو بالكلام وتركه يُخرج الكلمات العالقة في داخله والتي تؤذيه، والاستماع لها بودٍّ وعدم مُقاطعته والرد المطول عليه، إنما الإيجاز بالحديث أو الصمت.
- عدم لوم الشخص الغاضب على أفعاله؛ لأنّه ببساطة سيُنكرها أو سيقوم بصياغة العديد من المبررات ليجعل نفسه خارج دائرة الاتهام، فالأفضل هو ترويض غضبه بهدوءٍ، وعدم اتهامهم بالإساءه أو إلحاق الأذى بالغير بشكلٍ مُباشر.
- تجنّب التواصل مع الشخص الغاضب، أو مجاراته في الحديث والتواجد معه، وذلك عندما يكون المرء على علم مُسبق أو يتوقع ردّ فعله، بل تركه حتى يعود إلى رشده، ثم معاودة التحدّث إليه في وقتٍ لاحق.
التعامل الحسن معه وإظهار الاهتمام والمودّة له
في بعض الأحيان يكون الشخص الغاضب ضحيّةً لسلسلة من المشاعر الداخليّة الحزينة، أبرزها الشعور بالوحدة، وعدم تقدير الآخرين له، وافتقاره للحب والاهتمام، ومشاعر أخرى مؤلمة، فيحاول إرسال رسالة لمن حوله بطريقةٍ قد تكون خاطئة لكنها حزينة وخارجة عن سيطرته، بالتالي يجب التعامل معه بشكلٍ ألطف، والتقرّب منه، ومد يد العون له، وإشعاره بالحب والتقدير في سبيل تغيير نظرته للأمور، ودعمه بشكلٍ نفسيّ ومعنويّ يؤثر به بعمقٍ، فينعكس على سلوكه وردود أفعاله.
الأسباب التي تجعل الشخص عصبياً
ينتج غضب المرء الشديد أحياناً عن العديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:
- المشاكل الشخصيّة: يُصبح المرء عصبيّاً بسبب العديد من المشاكل في حياته الشخصيّة التي تنعكس على مشاعره وتُسبب غضبه، ومنها:
- مشاكل العمل، أو فقدان القدرة على التخطيط والإدارة، أو عدم تحقيق الأهداف والحصول عليها، وبعض الخلافات مع أشخاص آخرين في نطاق العمل والحياة الإجتماعيّة.
- وقوع بعض الحوادث الحياتيّة التي تجعل المرء مُستاءً كحادث سيرٍ مُفاجئ، وأزمة مرور خانقة تُسبب تأخيره على مواعيده، وغيرها.
- وقوع حدث مُفاجئ وصادم يُعيد المرء لذكريات ومواقف قديمة تجعله عصبيّاً، وقد يكون نسيها ولا يرغب بتذكرّها أساساً.
- المشاكل النفسيّة: ويشمل ذلك الأمور الآتية:
- صدمة عاطفيّة مُبكرة حدثت في مراحل النشأة والنموّ المُبكرة للمرء أثرت على شخصيّته وجعلته سريع الغضب.
- التغيّرات الهرمونيّة المُختلفة التي تؤثر على طبيعة وسلوك المرء.
- الاضطرابات والأمراض النفسيّة التي تجعل الشخص سريع الانفعال والغضب.
استراتيجيات لعلاج مشكلة العصبية وإدارة الغضب
يُمكن التحكّم في الغضب وإدارته، وتهدئة الشخص العصبيّ من خلال الخطوات الآتية:
- إدراك المرء حقيقة مشاعره وعواطفه، ونتيجة سلوكاته، وتغيراته الجسديّة التي تحدث عند الغضب؛ لمساعدته على الحدّ منه عندما يرى تأثير العصبيّة السلبيّ عليه.
- السيطرة على النفس ، ودراسة الموقف، وبالتالي تجنّب بعض المواقف، أو ترك المكان ومُغادرته حتى لا تتفاقم الأمور وتسبب غضبه.
- الحدّ من التوتر والإجهاد الداخلي والجسدي للمرء، من خلال العد من 1-10 ببطء، وتهدئة الجسد وإرخاء الكتفين والعنق، وفك الساقين واليدين عن بعضها، وغيرها من الطرق التي تُريّح المرء أكثر.
- التأكيد على مبدأ الحوار وضرورة الاستماع للآخرين، والإنصات لهم واحترام آرائهم.
- ممارسة بعض التمارين الرياضيّة والصحيّة التي تُفرّغ الطاقة الداخليّة الكبيرة التي يتحلى بها الشخص العصبي والتي يستخدمها عندما يغضب بشكلٍ غير صحيح.
- ممارسة بعض الهوايات والأنشطة المريحة التي تحد من التوتر وتريّح المرء، ومنها: الغناء، والرقص، والاستماع للموسيقى، والتنزّه.
- التفكير الإيجابي، والحد من أنماط التفكير السلبيّة المؤذية من خلال إعادة هيكلة التفكير، وتحديّ المرء أفكاره التي تسبب الغضب.
- اللجوء للاسترخاء بمختلف الطرق الصحيّة، ومنها: التنفس العميق، واسترخاء العضلات بشكلٍ تدريجيّ، وإراحة الجسد ؛ للحد من مشاعر الغضب التي تنتاب المرء بين الحين والآخر.
الشخص العصبي
وهو الشخص الذي يُعاني من ردّ فعلٍ انفعالي أو هجومي أعلى من الأشخاص الآخرين، فيتصرف بشكلٍ مُبالغ به عند الشعور بالانزعاج والاستياء، وينعكس ذلك على سلوكياته، أو أقواله، فيعجز عن السيطرة على نفسه والتحكّم بها، وقد يُسبب ذلك الأذى للأشخاص المُقربين له، أو أولئك الذين يتعاملون معه، وينتج هذا الشعور بسبب العديد من العوامل الداخليّة والخارجيّة التي تؤثّر على طبيعة المرء وشخصيّته، فبعضها قد يكون نفسيّاً، والآخر مُكتسباً من البيئة الخارجيّة والأشخاص المُحيطين به.