كيف تتخلص من ضيق التنفس
علاج ضيق التنفّس
وفي الحقيقة تختلف الخطط العلاجيّة لمرضى ضيق التنفس أو الزُّلَّة، أو ضيق النفس، أو عسر التنفس، أو الزلة التنفسية (بالإنجليزية: Dyspnea)، بناءً على المُسبب الذي أدى إلى ظهور الأعراض وحالة المريض العامة، ولذلك يعمل الطبيب على تحديد الحالة التي تسببت بضيق التنفس ثم علاجها، وقد تشمل الخطة العلاجية ما يأتي:
العلاجات الدوائية
أفضل خيار للتخلص من ضيق التنفس هو اتباع خطة علاجية وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب لعلاج المشكلة الصحية المُتسببة به فغالباً ما يكون ضيق النفس عَرَض لمشكلة صحيّة وليس مشكلة بحد ذاته، ويُمكن بيان آلية علاج ضيق التنفس تبعًا للمُسبب فيما يأتي:
- حالات الإصابة بالربو (بالإنجليزية: Asthma) أو مرض الانسداد الرئويّ المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease)، وهي من الحالات المُزمنة التي تستدعي تقديم الرعاية الصحية لتحسين عملية التنفس، ووضع خطة علاجيّة تساعد على منع حدوث نوبات شديدة وإبطاء تقدم المرض بشكل عام، وقد توصف في هذه الحالات موسّعات القصبات (بالإنجليزية: Bronchodilators)؛ وهي من الأدوية المستنشقة التي تعمل على توسيع المجاري التنفسية والشعب الهوائية وتخفيف الألم المُرافق للحالة، ومن الممكن أن تُوصف الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids) أيضًا.
- ضيق التنفس الناتج عن الإصابة بمشاكل القلب، فحينها سيتم وصف علاجات للقلب والأوعية الدموية، كتلك التي تُقلل من ضغط الدم والعبئ على القلب، كما تُوصف الأدوية المُدرّة للبول (بالإنجليزية: Diuretics) بهدف تخفيف السوائل الزائدة من الرئتين.
- ضيق التنفس الناتج عن فقر الدم، وفيهِ يُركّز العلاج على زيادة تعداد الدم عن طريق وصف مكملات الحديد واتباع نظام غذائي غني بالحديد.
- ضيق التنفس الناتج عن الإصابة بعدوى ما؛ مثل الالتهاب الرئوي البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial Pneumonia) فيتم وصف المضادات الحيوية لتخفيف الأعراض الناتجة عنه.
وقد تُوصف أنواع أخرى من الأدوية لتخفيف ضيق التنفس، إلّا أنّه يجب توخي الحذر وعدم استخدامها في حالات الإصابة بنوبات الربو الحادة، ومنها ما يأتي:
- الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية: Opioids Medications)؛ كالمورفين (بالإنجليزية: Morphine)، والتي تُعطى عن طريق الوريد بهدف إبطاء التنفس.
- الأدوية المضادة للقلق (بالإنجليزية: Anti-anxiety Drugs)؛ كالبنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines)، والتي تؤخذ تحت اللسان يمكن أن تُساعد في الحد من القلق وتهدئة المريض وبالتالي التقليل من الشعور بضيق التنفس.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drug) واختصارًا (NSAIDs).
العلاج بالأكسجين
يُعد العلاج بالأكسجين (بالإنجليزية: Oxygen therapy) طريقة علاجية مُتبعة في بعض حالات ضيق التنفس، ويُستخدم في حال أظهرت النتائج انخفاضًا في مستوى الأكسجين عن المستويات الطبيعية وذلك عند قياس مستوى الأكسجين في الدم من قِبل الإخصائي، وفي العلاج بالأكسجين يتم وضع قناع أو أنبوب في فتحتي الأنف ليُساعد على التنفس بشكلٍ أفضل، ويُلجأ لاستخدام أجهزة التنفس الصناعية (بالإنجليزية: Ventilator) عند فشل الرئتين؛ خاصّة في حالات الإصابة بأمراض الرئة؛ بما في ذلك عدوى الرئة، أو في حالات التهابات الرئة المتقدمة، أو العدوى بفيروس الكورونا الجديد (بالإنجليزية: COVID-19)، وتقوم هذه الأجهزة بنفخ الهواء مع الأكسجين في المسالك الهوائية والرئتين وتحريك الهواء من الرئتين وإليهما، ويتمّ تحقيق ذلك عن طريق الأقنعة الموصولة بالجهاز، أو باستخدام أنبوب مُعين إذا كانت المشكلة أكثر صعوبة بحيث يتمّ إدخاله في القصبة الهوائية عن طريق الأنف أو الفم لزيادة قدرة الشخص على التنفس، ويقوم الطبيب بضبط الجهاز للتحكّم بعدد مرات نفخ الهواء وكميته، وبالتالي مساعدة المصاب على كسب المزيد من الوقت والطاقة لمقاومة العدوى وتجاوزها ومنحه الحياة، وذلك وفقاً لما ذكرته جمعية أمراض الصدر الأمريكية.
إعادة التأهيل الرئويّ
يُمثل إعادة التأهيل الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Rehabilitation) نوع من الإجراءات التي تتم في العيادات الخارجية بهدف إبقاء الشعب الهوائية مفتوحة، وتقوية الرئتين والعضلات لتحسين القدرة على التنفس وبالتالي تحسين جودة الحياة، حيث أشار مركز الأبحاث المتخصص في دراسات ضيق النّفس (بالإنجليزية: The Dyspnea Lab) إلى أنّ العديد من المصابين بضيق التنفس قد استفادوا من برامج التأهيل الرئوي حتى في حال استمرت الأسباب التي أدت للإصابة به، ويتم عن طريقها تعليم المُصاب عدّة تمارين وتقنيات، والتي تتضمّن ما يأتي:
- تمارين تقوية العضلات.
- التنفُّس بشفاه صارَّة (بالإنجليزية: Pursed lip breathing) والذي يتطلب ممارسة التنفس عن طريق الأنف حتى العد إلى اثنين، ومن ثمّ الزفير ببطئ لمرتين على الأقل من خلال الفم مع تحريك الشفتين كما لو كان نفخاً على طعام ساخن والعد حتى أربعة، مع الحرص على زيادة الأعداد بمرور الوقت.
دواعي التدخل الطبي لعلاج ضيق التنفس
يشعر البعض من حينٍ لآخر بحالة من ضيق التنفس بشكلٍ طبيعي ولا تستدعي التدخل الطبي خاصةً عند بذل مجهود أو نشاط قاسي، ولكن في حال استمرار ضيق التنفس أو حدوثه في فترات الراحة أو عند الاستلقاء، أو زيادة شدّته أكثر من المعتاد عند القيام بنشاط ما، أو إذا أثر في قدرة الشخص على ممارسة النشاطات اليومية، أو رافقه أعراض أخرى؛ كانتفاخ في القدمين والكاحلين، أو السعال والحمى والقشعريرة، أو الأزيز، فيجب أن يتم تقييم الحالة من الناحية الطبية ومراجعة الطبيب المختص لاستبعاد الأسباب الخطيرة، وفي حال كان ضيق التنفس شديدًا أو مصحوبًا بالغثيان أو ألم الصدر فيجب التوجه بشكلٍ مُباشر لأقرب مركز للطوارئ لكونها مؤشرات لمشاكل صحية خطيرة.
نصائح للتخلص من ضيق التنفّس
يجب على المصاب بأيّ مشاكل صحية تُسبب ضيق التنفس أن يناقش الأمر مع الطبيب لوضع خطة علاجية مُلائمة ومعرفة ماذا يجب أن يفعل في حال أصبحت الأمور أسوء، وذلك بجانب اتباع بعض النصائح والإرشادات التي تُساعد على الحدّ من ضيق التنفس وتخفيفه، وفيما يأتي بعضاً منها:
- الإقلاع عن التدخين: يعتبر التدخين المُسبب الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، ولأجل ذلك ينصح بعدم تجربة التدخين، والإقلاع عنه في حال كان الشخص مُدخنًا، فالتوقف عن التدخين من شأنه إبطاء تقدّم مرض الانسداد الرئوي والحدّ من حدوث المضاعفات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تُساعد ممارسة الرياضة في تحسين القدرة على تحمّل الأنشطة، ورفع اللياقة البدنية، وتخفيف الوزن، وجميعها أمور تقلل من احتمالية حدوث ضيق التنفس، ولكن من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة الأنشطة الرياضية؛ وذلك لاختيار الأنسب منها لحالة الشخص ووضع خطّة ملائمة للتمرين.
- الحرص على تناول الأدوية التي يصِفها الطبيب: يجب على المُصابين بأمراض الرئة والقلب عدم تفويت جرعات الأدوية الموصوفة لهم، ومن الضروري التأكد من المُعدّات والأدوات الضرورية التي تمُد المُصاب بالأكسجين وبأنها تعمل بشكلٍ صحيح ويسهُل الوصول إليها.
- تجنب الملوثات: وذلك بالحرص على الابتعاد عن الملوثات، والتدخين السلبي، والسموم البيئية، ومُسببات الحساسية، والأبخرة الكيميائية قدر الإمكان.
- تجنب درجات الحرارة العالية: إنّ ممارسة الأنشطة وبذل المجهود الكبير في أوقات الحر والرطوبة أو حتى في الأوقات شديدة البرودة قد يؤدي إلى زيادة ضيق التنفس الناجم عن أمراض الرئة المُزمنة سوءًا.
- ضبط الجهد المبذول: وخاصةً عند السفر لمناطق مرتفعة؛ إذ يجب تخصيص بعض الوقت لضبط الجهد والتقليل منه.
- تغيير نمط الحياة: تستلزم بعض الحالات إجراء تغييرات مُعينة على أسلوب الحياة في سبيل تخفيف ضيق التنفس؛ ففي حال كانت السمنة هي السبب فيجب ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي مناسب لتقليل الوزن إذ إنّ ذلك من شأنه الحد من ضيق التنفس.
- تمرير هواء بارد حول الوجه: قد يُساعد تمرير الهواء البارد حول الرأس والوجه في تخفيف ضيق التنفس وتحسين الأعراض لديهم.
- تجربة تقنيات الاسترخاء: يُساعد الاسترخاء عن طريق الجلوس بشكلٍ مستقيم على كرسي، والتنفس ببطء وعمق وبحسب إرشادات الطبيب على إدارة عملية التنفس.
ولمعرفة المزيد عن ضيق التنفس يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هو ضيق التنفس ).
فيديو ما هي أعراض ضيق التنفس؟
هي واحدة من المشاكل الصحيّة الشائعة التي يصاحبها عدم القدرة على التنفس بشكلٍ طبيعي، فما هي أعراض ضيق التنفس؟ :