كيف تؤسس شركة ناجحة
كيفية تأسيس شركة ناجحة
إعداد خطة العمل
يُعتبر تجهيز وإعداد خطة للعمل وسيلةً مهمّةً عند البدء بتنفيذ الأفكار وإسقاطها على الواقع، فمن الضروري معرفة وسائل التمويل لتكاليف بدء التشغيل، والأهداف النهائية للمشروع، ولكنّ العديد من الشركات الجديدة ترتكب بعض الأخطاء نتيجة عدم التفكير في تلك الأمور قبل الشروع بعملية التأسيس، ويُمكن تجنّب ذلك باتّباع ما يأتي:
- اختيار العمل بالطريقة التي يختار بها صائدوا الاستثمارات مشاريعهم؛ أيّ التفكير جيداً وتجنّب الاختيارات المبينة على أسباب خاطئة، مثل: اختيار مجال فقط لأنّ هناك شخص كسب الكثير من المال فيه، أو لأنّ العمل في المجال يبدو مُمتعاً.
- تحديد العوامل التي من شأنها إنجاح عملية تأسيس الشركة بدقة، كمعرفة نقاط القوة والضعف للمشروع، تقييم جميع العوامل، وتحديد الفرص المتاحة.
- إجراء أبحاث عن السوق في المجال المُراد العمل فيه، بحيث تكون هناك دراسات ميدانية استقصائية، وإجراء تحليل تنافسي لفهم الفرص والقيود في السوق بشكل أفضل، ممّا يؤدّي إلى فهم العملاء واحتياجاتهم، والتخلص من القيود والمعيقات، بالإضافة إلى معرفة المنافسين في هذا المجال.
- التحليل ودراسة المخاطر المتوقعة، حيث يُعدّ التحليل ودراسة المخاطر خطوةً مهمّةً لنجاح شركة ما، وذلك لدورهما في معرفة الجوانب السلبية والإيجابية لعمل ما خاصةً بوجود منافسين، بالإضافة إلى أنّ المُخاطرة المدروسة هي التي تسمح للعمل بالنمو عن طريق أخذ الاحتياطات اللازمة من المخاطر التي من المُمكن التعرُّض لها أثناء سير العمل، وتحديد الوقت المناسب لبدء العمل ممّا يؤدّي لضمان نجاح العمل في النهاية.
- التركيز على بناء منتج جيد، إذ يجب التأكّد من جودة المنتجات بالإضافة إلى طريقة عرضها بطريقة مُنافِسة ومختلفة عن المنتجات الأُخرى، ومن المهم كذلك الاهتمام بردود فعل المُستخدمين وآراؤهم حول المنتج إذ يُساهم ذلك في تطويرها.
- التنظيم وحفظ السجلات، حيث يُعدّ التنظيم من الأمور المهمّة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التخطيط لتأسيس شركة ما، وذلك من خلال إنشاء قائمة تتضمّن الأعمال المُراد القيام بها يومياً، ومن المهم أيضاً الاحتفاظ بجميع وثائق الأعمال المُنجزة وجميع الوثائق الأخرى بشكل مفصّل من أجل تسهيل طريقة سير الأعمال، ومعرفة التحديات المُحتملة، واستكمالها في حال توقّفها عند نقطة معينة.
تُعدّ عملية إعادة ترتيب الأفكار والأهداف المُتعلقة بالعمل أمراً مهمّاً قبل البدء به، وذلك بهدف الخروج بأفضل النتائج، وفي ما يأتي توجيهات للمساعدة على ذلك:
- البحث عن الشركات العاملة في نفس المجال، وتحديد كيف يُمكن تقديم الخدمة بشكل أفضل أو أسرع أو أرخص.
- معرفة السبب المُراد إنشاء العمل لأجله، فمن المهم جداً التمييز بين إذا ما كان العمل يخدِم سبباً شخصياً أو سبباً في السوق، فالتركيز على نطاق السوق وتلبية احتياجاته يُساهم في نمو ونجاح العمل بشكل أفضل.
- اختيار طريقة تقديم الخدمة للعملاء ووسائل التسويق المناسبة.
- الانتباه بشكل كبير على أهمية الوقت وتوفير المال كي لا تضيع الجهود.
اختيار الاسم المناسب
يُعدّ تسمية الشركة أو العمل المُراد تأسيسه أمراً ضروياً، إذ إنّ الاختيار الخاطئ للاسم قد يُسبّب خسائر وعقبات قانونيةً وتجاريةً يصعب التغلّب عليها، وفيما يأتي بعض النصائح التي يُمكن اتّباعها عند اختيار الاسم المُناسب:
- تجنُّب الأسماء الصعبة.
- تجنُّب اختيار الأسماء التي من المُمكن أن تُقيّد العمل في المستقبل.
- البحث عن مقترحات باستخدام مُحرّكات البحث، واتباعها بدوت كوم.
- البحث عن العلامات التجارية بشكل شامل.
تحديد الهيكل القانوني للشركة
يُعدّ تحديد كيان الشركة ونوعها من الأمور المهمّة جداً قبل البدء بالإجراءات القانونية المُتعلقة بتسجيل الشركة، وتُمثّل النقاط الآتية أنواع المنشآت من ناحية الهيكلة القانونية:
- الملكية الفردية: تعني امتلاك الشركة من قِبل شخص واحد، بحيث يكون المسؤول عن جميع الالتزامات والديون والأمور المُتعلقة بالشركة، ولكنّ هذا النوع يؤثّر بشكل مباشر في الرصيد الشخصي للمالك.
- الشراكة: وتعني وجود شخصين أو أكثر يتقاسمون ملكية الشركة بصفتهم أصحاب الأعمال، ويُفضّل اختيار الشركاء على أساس المهارات العالية والقدرة على المساعدة على ازدهار الشركة والسعي لإنجاحها.
- المؤسسة: وتعني تأسيس نوع واحد من أنواع الشركات بحيث يكون كيانها مُنفصلاً عن ماليكها، وكذلك يتمّ من خلالها فصل المسؤوليات الشخصية عن مسؤوليات الشركة بالتالي يُمكن للشركة امتلاك الممتلكات، ودفع الضرائب، والقيام بغيرها من الأعمال.
- شركة ذات مسؤولية محدودة: وهي النوع الأكثر شيوعاً بين الشركات الصغيرة، نظراً لأنّها تتمتع بالحماية القانونية إلى جانب بعض المزايا الأخرى.
وضوح الصفقات ووضوح أطرافها المشاركين
يجب على الأطراف المشاركين في تأسيس الشركة الاتفاق بخصوص تفاصيل الشراكة والعلاقات التجارية وحول آلية سير العمل، وذلك لتجنّب أيّ مشكلات قانونية في وقتٍ لاحق، كما يُفضّل وضع اتفاقية قبل الشروع بالتأسيس وبدء العمل، ويُمكن أن تتضمّن هذه الاتفاقية عدّة أمور، وهي كالآتي:
- كيفية توزيع الأسهم بين الشركاء وحصّة كلّ فرد منهم.
- نسبة التمّلك للشركاء في المشروع.
- تحديد أدوار المؤسّسين في الشركة.
- تحديد بعض الشروط المُتعلقة بشراء حصّة أحد المؤسّسين في حالة إنهاء الوظيفة.
- تحديد الفترة المُتوقعة للالتزام من قِبل المسؤولين عن العمل التجاري.
- تحديد الرواتب المُتوقعة للمؤسّسين والعاملين في الشركة.
- الاتفاق على كيفية صنع القرارت اليومية والقرارات الرئيسية المُتعلقة بأمور الشركة.
- وضع سياسات مُتعلقة بالمساهمات المالية والاستثمارات لكلّ مُؤسّس.
- وضع سياسات ومعايير مُتعلقة بأداء المؤسّسين في الشركة وبيان ما يترتب في حال التقصير أو عدم أداء المهام بالمستوى المطلوب.
- تحديد كيفية سير عملية البيع في الشركة.
- توضيح الرؤية العامة للشركة.
توسيع عملية التسويق
يُعتبر التسويق الفعّال للمنتجات والخدمات أساساً لزيادة المبيعات، ويُمكن الاستفادة من الطرق الآتية لإنجاح عملية التسويق بتكلفة محدودة:
- إطلاق حملات ترويجية وإرسالها مع الفواتير الخاصة بالشركة.
- الانضمام إلى المؤسسات والهيئات المهنية.
- الإعلان عن المشروع باستخدام الصحف في الافتتاحيات والمناسبات الخيرية.
- إعطاء دورات مجانية مُتعلقة بالخدمات التي تقدمها الشركة.
- تطوير الشراكات التجارية والقيام بالترويج المُتبادل مع بعض المؤسسات التجارية.
يُعدّ إنشاء موقع الكتروني خاصّ بالشركة من الأمور الأساسية في عملية التسويق خاصّةً في هذا الوقت، إذ أظهرت الأبحاث من موقع التجارة الإلكترونية أنّ 88% من المُستهلكين يبحثون عن عمليات الشراء عبر الإنترنت قبل التوّجه إلى المتجر للشراء، ومن الأمور الواجب الانتباه لها عند إنشاء موقع الكتروني ما يأتي:
- تصميم شعار للشركة.
- إضافة اسم الشركة.
- توضيح الخدمات والمنتجات التي توفّرها الشركة.
- إضافة معلومات الاتصال الخاصة بالشركة، بالإضافة إلى عنوان الشركة وكيفية الوصول إلى الموقع.
- وضع آراء الزبائن والعملاء في المُنتجات والخدمة.
- الإعلان عن الموقع في جميع مواقع التواصل الاجتماعية.
تخفيض التكاليف
يُعدّ تحديد ميزانية الشركة ومراقبة النفقات من الأمور المهمّة عند تأسيس شركة ما، ومن أبرز الطرق الواجب مُراعتها لتخفيض وإدارة التكاليف ما يأتي:
- متابعة النفقات باتباع عدّة طرق منها تطبيقات الأجهزة المحمولة، حيث تُساعد هذه التطبيقات على عرض النفقات بشكل سنوي أو خلال مدة مُحدّدة بطريقة مُنظّمة.
- المراجعة المُستمرّة للنفقات وتحديد الجهة التي يُمكن التوفير منها، إذ يُمكن مثلاً الانتقال إلى مكان آخر أو إلى العمل من المنزل إن كان ذلك يتوافق مع طبيعة العمل.
- البحث عن الخصومات بشكل دائم أو التعاون مع الشركات الأخرى لتوفير الإمدادات اللازمة.
الإدارة الجيدة
تُعتبر الإدارة الجيدة من الأساسيات التي يجب الانتباه لها عند تأسيس شركة ناجحة، ويُمكن تحقيق ذلك باتّباع الخطوات الآتية:
- تفويض كل موظف بمهمة معينة ومراقبة الأداء، فالتفويض الفعّال يُساهم في زيادة الإنتاجية.
- تجنب الإدارة التفصيلية والابتعاد عن السيطرة.
- وضع خطط تدريبية من أجل تقسيم العمل.
- استخدام نظام المكافآت من أجل التحفيز على الإنتاج.
- العمل على إبقاء بيئة العمل هادئة، وخالية من المشكلات لتجنّب القضايا التي قد تترتّب على ذلك.
يجدر بالذكر أنّ إنشاء فريق موارد بشرية فعّال يُساهم في استمرارية نجاح الشركة، كما أنّ إنّ إشراك الموظفين في الأمور المُتعلقة بالشركة يُسهم بشكل كبير في إنجاحها، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال الآتي:
- تدريب الموظفين وإعدادهم بشكل جيد من أجل إيجاد فريق أكثر استعداداً لمواجهة التحديات.
- مشاركة الموظفين في عملية الترويج والإنتاج، ممّا يؤدّي إلى زيادة في الإنتاج ويرفع معنويات الموظفين.
- مناقشة أداء الموظفين بشكل دوري من خلال القيام باجتماعات شهرية أو فصلية، ممّا يُساهم في بناء الثقة بين الإدارة والموظفين.
التحلي بالعديد من الصفات
تتعدّد الصفات التي يجب أن يتصف بها الفرد عند تأسيس شركة ناجحة، ومن أبرزها ما يأتي:
- الثبات والإبداع والتركيز: تُساعد هذه الصفات الفرد على الاستمرارية بالقيام بالأعمال من خلال خلق طرق إيجابية وأفكار ومناهج جديدة لتحسين العمل وتميّزه، بالإضافة لِدورها في مساعدة الفرد على تحقيق الأهداف قصيرة المدى.
- تقديم الخدمات والتضحيات: عادةً ما تكون الفترة التي تسبق تأسيس العمل صعبة، غير أنّ الحاجة إلى التضحية تزداد عند الانتهاء من تأسيس الشركة، إذ يتضمّن ذلك قضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء لضمان نجاح العمل.
- الاستماع للآخرين: يُعدّ الاستماع لآراء الخبراء أو المُستشارين حول فكرة معينة أمراً ضرورياً، إذ قد لا تكون الفكرة مناسبة، أو قد يكون هناك مشكلة في تطبيقها، وبالتالي تزداد فرصة تصحيح الطريق من أجل تحقيق الإنجازات بشكل أكبر، كما أنّ فصل العواطف عن بيئة العمل و تجنّب أخذ الأمور بشكل شخصي يُساهم في تطوير الفرد من نفسه، وزيادة استفادته من الملاحظات والتوجيهات.
- الرغبة في تأسيس الشركة: يُساعد وجود الرغبة على التحفيز الذاتي من أجل ضمان نجاح الشركة، فالرغبة تُعدّ العنصر الأوّل والأهمّ عند البدء بالمشروع ، حيث تزيد من تركيز الفرد على الأمر المُراد إنجازه والإصرار على تحقيقه بالرغم من الصعوبات والتحديات خاصّةً في البداية، لكن ذلك لا يعني عدم التفكير بأفكار لمشاريع أُخرى أو دراسة المخاطر للمشروع أو تحديد مقدار الاستثمار.