كيف اكون معلم ناجح
المعلّم
المعلّم هو اللبنة الأساسيّة في منظومة التّعليم وهو صاحب الدّور الأكبر في توجيه هذه المنظومة؛ فهو صاحب رسالةٍ علميّة يمنحها لطلّابه، مصحوبةً قبلَها بقواعد تربويّة تساهم في تربيتهم، وتدعم الأسرة في ذلك، وقد اهتمّ علماء التّربية منذ القِدم بابتكار طرقٍ جديدةٍ ومختلفةٍ تُحفّز المتعلّمين، وتساعدهم على الانتباه، وتفتح عقولهم، ومحبّة الطّلاب لمعلّمهم من أهمّ هذه الطّرق وأنجحها؛ فالمعلم إنسان عظيم ورائع في نظر طلّابه، فهم يعتزون به لما له من تأثير على حياتهم المستقبليّة، إذ إنّه من يُلهِمهم ويدفعهم نحو النّجاح.
نصائح لتكون معلّماً ناجحاً
مهنة المعلّم مهنة مُجزية وممتعة، وحتّى يصبح الشّخص معلّماً ناجحاً فلا بُدّ له من التّحضير لطريقة التّعليم الخاصّة به؛ وذلك باتّباع الخطوات الآتية:
- الإعداد والتّخطيط المبكّر للدّروس: لا بدّ للمعلم من الإعداد المبكّر للفصول الدّراسيّة في وقتٍ مبكّرٍ، وذلك من خلال:
- تنظيم العمل من الأمور المهمة، وهو أفضل من الجلوس لوقت متأخّرٍ من الليل للتّخطيط للدّروس.
- في بداية كلّ أسبوعٍ لا بدّ من كتابة خطّة الدّروس الخاصة لكلّ فئة يُدرّسها المعلم.
- لا بدّ للمعلم من إعداد أساليب مختلفة لإلقاء الدّروس، مثل: مهام الكتابة، وأشرطة الفيديو، والمسابقات، وغيرها من الأساليب.
- إعداد تقويمٍ مُفصَّلٍ لشهرٍ أو حتّى شهرين، يساعد على جدولة مختلف شرائح الدّرس، وإذا كُنتَ تُدرّس في مدرسة ثانويّة أو كليّة فمن الأفضل مشاركة هذا التّقويم مع الطّلاب.
- وضع جدولٍ منتظمٍ للعلامات: حتّى يصبح المعلّم ناجحاً لا بدّ له من وضع جدول ينظّم العلامات، ويساعده على تصنيف الأوراق والاختبارات بسهولة وسرعة.
- استخدام التّكنولوجيا: إنّ استخدام التّكنولوجيا في التّدريس مفيدٌ للطّلاب بدلاً من استخدام الأساليب المتكررة في إلقاء الدّروس، ويكون استخدام التّكنولوجيا عن طريق عروضٍ تقديميّةٍ لنقل المعلومات للطّلاب، أو إعطاء المعلومات للطّلاب من خلال فيلم قصير، أو استخدام بعض التّطبيقات المهمّة في التّعليم، التي يمكن أن تُدرِج بعض المعلومات والدّروس الجديدة للطّلاب عن طريق الهاتف المحمول .
- تغيير أسلوب التّدريس: حتّى يصبح المعلم ناجحاً لا بدّ له من تغيير أسلوبه في التّدريس بين فترة وأخرى، وهذا سيساعد الطّلاب على فهم دروسهم من خلال تنويع أساليب التّدريس؛ من قراءة، ومحادثة، وتدريب عمليٍّ، وفيما يأتي بعض الأفكار لتنويع أساليب التّدريس:
- توفير مجموعة من الأفكار المتعلّقة بالدّرس، وإعطاء أمثلة عمليّة عليها.
- عمل نشاطٍ جماعيٍّ يساعد الطّلاب على التّعلم بشكلٍ أفضل.
- إحضار أشياء ملموسة لها علاقةٌ بالدّرس؛ حيث يتفاعل الطّلاب معها ويتعلّمون منها.
- أخذ الطّلاب في رحلةٍ ميدانيّةٍ، تساهم في فهم الطّلاب لدروسهم.
- جَعل طريقة التّدريس مُلهمة: لا بدّ للمعلم من أن يجعل طريقته في التّدريس ملهمةً؛ حتّى يحصل الطّلاب على أكبر قدر من المتعة والإثارة والفضول أثناء إعطاء الدّرس، وإن كان مسموحاً له فعليه القيام ببعض التّغييرات على الموادّ التّعليميّة الخاصّة به، وهذا من شأنه أن يزيد متعته في التّدريس، ويزيد متعة الطّلاب أيضاً.
إدارة الفصول الدّراسيّة
حتّى يصبح المعلم ناجحاً، فلا بُدّ له من إدارة فصله بنجاحٍ، وذلك باتّباع الخطوات الآتية:
- تحديد سياسات الفصل الدّراسيّ: من المهمّ أن يحدّد المعلم سياسات الفصل الدّرّاسيّ، وأن يعلم الطّلاب أنّ هناك قوانين وإرشادات عليهم الالتزام بها واتّباعها داخل الفصل، وأنّ هذه السّياسات قائمةٌ على منهج المعلم الخاص، ومن هذه السّياسات أو القوانين:
- سياسات تختصّ باستخدام الطّلاب للهاتف المحمول أثناء وجودهم في الصّف، وهل هو مسموح أم لا.
- سياسات تختص في عدد المرات التي من الممكن للطّالب أن يتأخّر فيها عن الفصل قبل أن يفقد النّقاط.
- سياسات تختصّ بتدوين الملاحظات، وإن كان يُسمَح للطّلاب بتدوينها على جهاز لوحيّ، أو على جهاز الكمبيوتر المحمول.
- الحِفاظ على سُلطة المعلم داخل الصّف: ليس من المهمّ أن يكون المعلم مستبدّاً في الفصل، ولكن لا بدّ له من أن يحافظ على سلطته داخله ويقوده بشكلٍ جيّدٍ وفعّالٍ، وأن يكون واضحاً أمام طلّابه، وفي حال حدوث أي مخالفةٍ فعليه ألّا يتردد في استدعاء الطّالب المخالف بشكلٍ منفردٍ، ويكون حازما في حلِّ مسألة مخالفته للقانون.
- الالتزام باللباس المهنيّ: طريقة المعلم في اللباس لها دورٌ كبيرٌ في تكوين نظرة جيّدة من قبل الطلاب إليه، وتجعله في نظرهم أكثر إحترافيّةً وموثوقيّةً لذا من الأفضل أن يكون لباسه لباساً مهنيّاً.
- التّصرّف بثقةٍ في الصّفِّ: حتّى وإن لم يشعرالمعلم بثقته بنفسه في الصّف، فلا بدّ له من التّصرف بثقةٍ أمام الطّلاب، ومن الممكن له استخدام الفكاهة داخل الفصل إضافةً إلى الحركة المستمرّة داخله، واستخدام يديه أثناء الشّرح، كلّ هذه الأمور ستجعله واثقاً من نفسه أمام طلّابه.
العمل مع الطّلاب
المعلّم النّاجح هو من يستطيع التّعامل مع الطّلاب بشكلٍ صحيحٍ، وهو الذي يعطي ردود فعلٍ جيّدةٍ حول كلّ ما يقوم به طلّابه من خلال تشجيعهم بردود فعلٍّ لفظيّةٍ، وإرشادهم، ودفعهم بشكلٍ لطيفٍ لتطوير أفكارهم. إنّ انخراط المعلم مع طلّابه أثناء المناقشات داخل الصّفّ سيجعل له احتراماً كبيراً في نفوس طلّابه، كما أنّ تواصله مع طلّابه في الفصول الدّراسيّة وفي ساعات العمل الخاصّة به عبر البريد الإلكترونيّ مثلاً أو بأيّ طريقةٍ أخرى ،لا بدّ وأن يكون مبنيّاً على احترامٍ متبادلٍ بين المعلّم والطّالب.
على المعلّم النّاجح أن يتذكّر أنّ الطّلاب لديهم حياتهم الشّخصيّة بالإضافة إلى حياتهم في المدرسة ، كما عليه تقييم مطالبهم بموضوعيّة؛ خاصّةً إذا ادّعى أحد الطّلاب أنّ لديه مشكلة صحيّة أو عائليّة، والمعلم النّاجح هو المعلم الذي يشجّع الطّلاب على تطوير مصالحهم الخاصّة داخل الصّف، ويلهمهم لمعرفة المزيد عن دروسهم، إضافةً إلى أنّه هو الذي يُثني على الطّلّاب بشكّلٍ فرديٍّ أو جماعيٍّ.
صفات المعلم النّاجح
حتّى يكون المعلّم ناجحاً ومثاليّاً، فلا بدّ من أن يتّصف بعدّة صفاتٍ، منها:
- أن تكون شخصيّة المعلّم قويّة ذات تأثير وإلهام لطلابه أثناء إعطاء الدروس لهم.
- أن يكون حازماً ومتعاوناً، ويتميّز بالذّكاء والعدل والموضوعيّة.
- أن يكون واسع الأفق والحيلة، مثقّفاً ملمّاً بالطّرق الجديدة في التّدريس، كما عليه أن يكون منظّماً قادراً على التّخطيط للمستقبل.
- أن يكون متحمّساً ومحبّاً لعمله، وقادراً على تحمّل المسؤوليّة.
- أن يكون قادراً على إدارة صفّه بحكمةٍ، وأن يكون عطوفاً ومتفهّماً لطلّابه.
- أن يكون مراعياً لحاجات طلّابه الاجتماعيّة والعلميّة، وعليه إيجاد الوسائل المناسبة للوصول إلى جميع الطّلاب.
- أن يكون قادراً على تنمية الانضباط الذّاتي عند طلّابه.
- أن يكون قادراً على التّكيّف مع طلّابه في مختلف الفصول الدّراسيّة.