كيف أنسى الحب من طرف واحد
طرق لنسيان الحب من طرف واحد
المقصود بالحب من طرف واحد هو عدم تبادل طرفي العلاقة العاطفية لنفس المشاعر والأحاسيس، مما يؤدي إلى انتهاء هذه العلاقة بطريقةٍ أو بأخرى، وهنالك عدة طرق ليتمكن فيها الشخص من تجاوز هذه المرحلة ونسيان الحب من طرف واحد:
عدم إخفاء المشاعر
إن ما يشعر به الشخص عند انتهاء علاقة حب من طرف واحد من مشاعر حزن وألم وخيبة الأمل وغيرها، ما هي إلا مشاعر وردود فعل طبيعية لتلك التجربة، فعلى الشخص أن يسمح لنفسه بالشعور بكل هذه الأحاسيس بحرية وبدون الظن بأنها قد تنم عن ضعف منه؛ حتى يتمكن من تجاوزها فيما بعد، ولا حرج في التعبير عن ذلك فهي مشاعره الحقيقية قد استمرت لفترة طويلة معه وربما ارتبطت بذكريات عديدة أيضاً، ويمكن التعبير عن هذه المشاعر عن طريق الكتابة.
تقبل حقيقة الأمر
تكمن ثاني خطوة لنسيان الحب من طرف واحد في فهم الإنسان للتجربة التي مر بها وللمشاعر المترتبة عليها، ومن ثم تقبل هذه المشاعر وحقيقة الأمر، ولا يوجد بديل عن ذلك؛ لأن إنكار حقيقة أن الحب لم يكن متبادلاً لن تساعد الشخص على تجاوز هذه المرحلة، بل إنها كفيلة أن تطيل شعوره بالألم العاطفي الناتج عن هذه التجربة، وبالتالي فإنه من خلال إدراكه لهذه الحقيقة واتباعه لعدة خطوات فإنه سيساعد نفسه على تخطي الأمر بشكلٍ تدريجي.
مشاركة المشاعر والأفكار
مشاركة الشخص لما يجول بخاطره قد تساعدة على التقليل من حدة الأمر الذي يمر به، فكبت هذه المشاعر والأفكار وعدم البوح بها يزيد من تأثيرها السلبي عليه، ويزيد من عدم قدرة الأشخاص المحيطين به من فهم حقيقة ما يدور بداخله، فحديث الشخص مع أحد المقربين منه وخاصةً ممن خاض تجربةً مماثلة، سيساعده على الشعور بالارتياح والاستفادة من نصائحهم حول هذه التجربة وكيفية تجاوزها.
عدم لوم النفس
يؤدي شعور الإنسان بأن مشاعره لم تكن متبادلة مع الشخص الذي أحبه إلى الألم، والذي يؤدي به إلى أن يبدأ بلوم نفسه وزيادة شكوكه ومخاوفه حيال هذه التجربة، فقد يشعر بأنه لم يكن شخصاً جيداً بما فيه الكفاية، أو أنه لم يقدم كل لديه لإسعاد من يحب، أو أن هنالك سبباً متعلقاً بشخصيته أدى إلى عدم تبادل المشاعر بينهما، مما يقلل من ثقته بنفسه، ولكن على العكس تماماً فإن هذا الأمر لا يتعلق بصفات الشخص أو بطبيعة شخصيته، بل يمكن أن تكون هنالك أساب خاصة بالشخص الآخر قد يجهلها الشخص المحب، ولذلك عليه التوقف عن لوم نفسه أو إحساسه بالذنب حيال الأمر حتى يتمكن من تجاوز المشاعر السلبية.
التقليل من التفكير حول هذه التجربة
يساهم استمرار تفكير الشخص بالطرف الآخر الذي لم يبادله مشاعر الحب، وإشغال الذهن بأسباب عدم نجاح تلك العلاقة العاطفية سيؤدي إلى عدم التمكن من نسيانه، فعلى الشخص أن يتخذ قراراً بالتقليل من التفكير في تلك التجربة التي أصبحت من الماضي والتركيز على الحاضر والمستقبل، من خلال تجنب الحديث عن تلك التجربة باستمرار، وإبقاء الذهن مشغولاً بأمور أخرى تساعد على المضي قدماً في الحياة.
التركيز على تعزيز الجوانب الإيجابية
تساعد هذه الخطوة على توقف الشخص عن لوم ذاته أو التقليل من أهميته، وعن التفكير بالتجربة التي مر بها ونسيان الحب من طرف واحد، وتساعده على زيادة ثقته وإيمانه بنفسه وبقدراته، وعلى التخلص من المشاعر السلبية التي يشعر بها واستبدالها بمشاعر إيجابية تساهم في تجاوزه المرحلة بشكل أسرع وأنجح، ويتم ذلك من خلال تعزيز الجوانب الإيجابية في شخصيته وحياته، والتركيز على هواياته المفضلة، وتطوير مهاراته، وتحقيق المزيد من الإنجازات.
التركيز على المستقبل
يبدأ التركيز على المستقبل عند البدء بتجاوز مرحلة الألم، فمشاعر الغضب والحزن وخيبة الأمل لا تجعل الأمور أفضل بل تزيدها سوءاً ومن الممكن أن يؤذي الشخص نفسه ومن هم حوله أيضًا، كما أن البقاء في هذه الحالة يتسبب في إضاعة الوقت والمشاعر التي من الممكن الاستفادة منها لوضع أهداف مستقبلية تشجع الشخص بشكل مستمر على التقدم في حياته، ومن ناحية أخرى على الشخص أن يدرك مكامن قوته ليغتنمها ويطورها، ونقاط ضعفه ليقلل من تأثيرها، وذلك كله من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي عليه وعلى علاقته بالمحيطين به.
زيادة العلاقات الإجتماعية
يساهم إنشاء علاقات اجتماعية جديدة من خلال توسيع دائرة الأصدقاء والزملاء والتعرف على أناس جدد يشاركون الشخص الاهتمامات ذاتها في مساعدته على تخطي الوقت الصعب الذي يمر به، خاصةً وأن المشاعر السلبية التي قد يعاني منها أثناء محاولته لنسيان حب من طرف واحد قد تزيد من رغبته في الانطواء والبقاء في مساحة بعيدة عن التعامل مع أي أحد، إلا أن قضاء الوقت مع الأصدقاء غالباً ما يكون مصدراً للسعادة والبهجة والترويح عن النفس.
التفاؤل بالقادم
قد يكون الحب في تلك العلاقة غير متبادل بين كلا الطرفين، ولكن على الشخص أن يبعث في نفسه التفاؤل والأمل بأنه سيحظى في أيامه القادمة بعلاقة حب تكون فيها المشاعر متبادلة، وأن لا يجعل هذه التجربة مصدراً لإحباطه أو لجعله متشائماً حول الحب والعلاقات العاطفية، بل إن ينظر لها على أنها تجربة أضيفت لخبرته الشخصية.
أهمية الحب
يعد الحب من أقوى وأجمل المشاعر والتجارب التي يمكن أن يعيشها الإنسان خلال فترة حياته، وبالرغم من أن تحديد مفهوم معين للحب أو المشاعر المرتبطة به ليس بالأمر السهل، وذلك يعود لاختلاف مشاعر الأشخاص حول هذه التجربة، إلا أنه يمكن تعريفه بأنه شعور الإنسان بالعاطفة القوية والمستمرة اتجاه شخصٍ ما، كما أنه يرتبط بمجموعة واسعة من المشاعر الإيجابية والحالات العاطفية، كالمودة والمحبة والاهتمام والتعلق والانجذاب والسعادة.