شعر كاظم الساهر
شعر كاظم الساهر
غنّى الفنان كاظم الساهر العديد من القصائد لشعراءٍ مختلفين، وفيما يأتي مقتطفات من القصائد التي غناها:
قصيدة أنا وليلى
يا قبلة الـحـب يــا مــن جئت أنـــشدهـــا
شـــعـــراً لـــعـــل الــهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهـــار روحـــي وهـــي يــابـسـة
مـــاتت أغـــانــي الهوى مـــاتت حكـاياتي
مـــاتت بمحـــراب عينيك ابـــتـــهـالاتي
واستسلمت لــــريـــــاح الـــــيأس رايـــاتي
جـفـت عـلـى بـابـك الـمـوصـود أزمـنتي ليلى
ومــا أثـــمــــرت شيئاً نـــــداءاتـــــي
أنـــا الـــذي ضاع لي عامان من عمري
وبـــاركـــت هــمــي وصـدقت افتراضاتي
عامان مـــا رفّ لـــي لحـــن على وتـــر
ولا استـفــاقــت عــلــى نــور ســمـاواتــي
اعتق الـــحـــب فـــي قلـــبي وأعصـــره
فـــأرشـــف الـهـم فـــي مغبرّ كــاســـاتــي
وأودع الـــورد أتـــعــــابـــي وأزرعـــه
فــيــروق شــوكــاً يــنــمــو فـي حشاشـاتِ
ما ضر لــو عــانــق النيروز غــابــاتــي
أو صــافــح الــظــل أوراقــي الـحـزيـنات
ما ضر لــو أن كــفــــا منك جــــاءتــــنا
بـحـقـد تـنـفـض آلامــــي الــمــــريـــــرات
سـنـيـن تـسـع مضت والأحـزان تسحقني
ومـــت حـتـى تـنــــاسـتـنـــي صـبـابـاتـــي
تســع على مـــركـــب الأشواق فــي سفر
والريح تـعـصـف فـي عـنـف شـــراعــات
طال انتظاري متى كــركـــوك تفتح لــي
دربـــــاً إلــيــهــا فــأطــفــي نــار آهــاتــي
متى ستوصلـــني كـــركوك قــــافــلــــتي
مــتــى تــرفــرف يـا عــشــاق رايـــاتــــي
غــــداً ســــأذبــــح أحــــزانـــي وأدفنـها
غـــداً ســأطــلــق أنــغــامــي الضحـوكات
ولـــــكن نعتني للـــعــــشـــــاق قــــاتلني
إذا أعـقـبـت فــــرحـــي شــــلال حـــيرات
فعدت أحمـــل نعــــش الحــــب مكــــتئبا
أمـضـي الـبـوادي وأسـمــاري قـصـيـداتي
ممـــــزق أنـــــا لا جـــــاه ولا تــــــرف
يـــغـــريـــكِ فـــيَّ فــخــلــيـنـي لآهــاتـــي
لـــو تعصـــريـــن سنين العمــر أكملـــها
لــســال مــنــهــا نــزيــف مــن جـراحاتـي
كـــل القناديـــل عـــذب نـــورهـــا وأنـــا
تـظـل تـشـكـو نـضـوب الـزيـت مـشــكاتي
لـــــو كنت ذا تـــــرف مـــا كنت رافضة
حـبـي ولـكـن عـسـر الحـال مـــأسـاتـــي
فليمضغ اليـــــأس آمــــالــــي التي يبست
ولــيــغــرق الــمــوج يــا ليلى بـضاعـاتـي
عــــــانيت لا حـــــزنــــي أبــــوح بـــــه
ولــســت تــدريــن شـيـئـاً عــن معـانــاتـي
أمشـــي وأضـــحـــك يـــا ليلى مـــكابـرةً
عـلـّي أخـبـي عـــن الـــنـاس احـتـضاراتي
لا النـــاس تعــرف مــا خطبي فتعــذرني
ولا سبــــيل لــــديـــــهم فــــي مــواســاتي
لامـــوا افتتانـــي بـــزرقـــاء العيون
ولـو رأوا جــمــال عـيـنـيـك ما لاموا افتتانـاتـي
لــــو لــــم يكن أجمل الألــــوان أزرقـــها
مــــا اخـــتـــاره الله لـــونـــاً للــســمـاوات
يــرســو بجفني حــرمــان يمــص دمــي
ويــســتــبــيــح إذا شــاء ابــتـــســـامــاتـي
عنـــدي أحــاديــث حـزنٍ كيف أسـطرها
تــضــيــق ذرعـــاً بــي أو فــي عبـاراتــي
يــــنزّ مــــن حــــرقتي الــــدمــــع فأسأله
لــمــن أبـــثّ تـــبـــاريـــحـــي المريضات
معــذورة أنتِ إن أجهضــت لـــي أمـــلي
ما الــذنــب ذنــبــك بــل كــانــت حـمـاقاتي
أضعت في عــرض الصحـــراء قـــافلتي
فــمــضــيــت أبـحث في عينيك عن ذاتــي
وجـئـت أحـضـانـك الـخضــراء منتشــياً
كالطــفل أحــمل أحــلامـــي الـبـريـــئـــاتِ
أتـــيـــت أحــمــل فــي كــفــيّ أغــنــيــةً
أجــتــرهــا كــلــمــا طــالــت مــســافــاتي
حــتــى إذا انبلجــت عــيـنــاك فــي أفــق
وطــــرز الفــــجر أيــــامـي الـكـئــــيـباتِ
غــرســـت كـــفـــك تـجـتـثـيـن أوردتــي
وتــســحــقــيــن بـــــلا رفــق مــســراتــي
واغربتاه... مضاعٌ هاجـرت سفنـي عنـي
ومـــا أبـــحـــرت مـــنـــهـــا شـــراعـــاتي
نُفيــت واستــوطــن الأغــراب فـي بلدي
ومــزقــوا كـــل أشــيــائــي الــحــبــيــبـات
خـانتك عينــاك فــي زيــف وفــي كــذب
أم غــــرّك الـبــــهـرج الـخداع … مولاتي
تــوغلــي يــا رمــاح الحقــد فــي جسدي
ومــزقــي مــا تــبــقــى مــن حــشــاشـاتي
فــراشــة جئت ألــقــي كــحــل أجنحتــي
لديـك فـاحـتـرقــت ظــلــمــاً جــنــاحــاتــي
أصيـح والسيف مــزروع بخــاصــرتــي
والـغـدر حـطــم آمـــالــي الــعــريــضــات
هل ينمحي طيفك السحري منى خلــدي؟
وهــــل سـتـشـرق عـن صـبــح وجــنــاتـي
هـا أنـت أيضـاً كيـف السبيل إلـى أهلـي؟
ودونـــــهـــــم قـــــفـــــر الــــمــــفــــازات
كتبــــت فــــي كوكــــب المريــــخ لافتة
أشــكــو بــهــا الــطــائــر الـمحزون آهاتي
وأنــــت أيضــــــاً ألا تبّـــــــت يــــــداكِ
إذا آثــرتِ قـتـلـي واســتــعــذبــت أنّــاتــي
من لـي بحـذف اسمـك الشفـاف من لغتي
إذاً ســتــمــســي بـــلا ليلى حــكـــايــاتـــي
قصيدة مدرسة الحب
علمني حبك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
علمني حبك سيدتي أسوأ عادات
علمني أخرج من بيتي
في الليلة آلاف المرات
وأجرب طب العطارين
وأطرق باب العرافات
علمني ..أخرج من بيتي
لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك
في الأمطار
وفي أضواء السيارات..
وأطارد ثوبك..
في أثواب المجهولات
وأطارد طيفك..
حتى..حتى..
في أوراق الإعلانات..
علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات بحثًا عن شعرٍ غجري
تحسده كل الغجريات بحثًا عن وجه..عن صوتٍ
هو كل الأوجه والأصواتْ
أدخلني حبكِ.. سيدتي
مدن الأحزانْ..
وأنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ..
علمني حبكِ..
أن أتصرف كالصبيانْ
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..
وعلى أشرعة الصيادينَ
على الأجراس على الصلبانْ
علمني حبكِ..كيف الحبُّ
يُغير خارطة الأزمانْ..
علمني أنّي حين أحبُّ..
تكفُّ الأرض عن الدورانْ
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبانْ
فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلت قصور ملوك الجانْ
وحلمت بأن تزوجني بنت السلطان..
وحلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..
وحلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان..
علمني حبك يا سيدتي، ما الهذيانْ
علمني كيف يمر العمر..
ولا تأتي بنت السلطانْ..
علمني حبكِ..
كيف أحبك في كل الأشياءْ
في الشجر العاري.. في الأوراق اليابسة الصفراءْ
في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
مساءً..قهوتنا السوداءْ..
علمني حبك أن آوي..
لفنادقَ ليس لها أسماءْ
وكنائس ليس لها أسماءْ
ومقاهٍ ليس لها أسماءْ
علمني حبكِ..كيف الليلُ
يضخم أحزان الغرباءْ..
علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمينْ..
في طرق الروشة والحمرا
علمني حبك أن أحزنْ..
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزنْ..
لامرأة تجمع أجزائي..
كشظايا البلور المكسور..
قصيدة هل عندك شك
أحبكِ ..أُحبكِ .. وهذا توقيعي
هل عندكِ شكٌّ أنكِ أحلى امرأةٍ في الدنيا؟
وأهمُّ امرأةٍ في الدنيا؟
هل عندكِ شكٌّ أني حينَ عثرتُ عليكِ ..
ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا؟
هل عندكِ شكٌّ أني حينَ لمَسَتُ يديكِ
تغير تكوينُ الدنيا؟
هل عندكِ شكٌّ أن دخولكِ في قلبي
هو أعظمُ يومٍ في التاريخ
وأجملَ خبرٍ في الدنيا؟
هل عندكِ شكٌّ في من أنتِ؟
يا من تحتلُ بِعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسِرُ حينَ تمُرُّ، جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي؟
كأنكِ أنثاي الأولى
وكأني قبلكِ ما أحببت
وكأني ما مارستُ الحبَّ ..ولا قبلتُ ولا قُبلت
ميلادي أنتِ.. وقبلكِ لا أتذكرُ أني كنت
وغِطاءِ أنتِ .. وقبل حنانِكِ لا أتذكرُ أني عِشت ..
هل عندكِ شكٌّ أنكِ جزٌ من ذاتي
وبأنّي من عينيكِ سرقتُ النَّار ..
وقمتُ بأخطرِ ثوراتي
أيتها الوردةُ .. والياقُوتةُ .. والريحانةُ ..
والسلطانةُ ..
والشعبيةُ ..
والشرعيةُ بينَ جميعِ الملِكاتِ ..
يا سمكاً يسبحُ في ماءِ حياتي
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذةِ الكلماتِ ..
يا أعظمَ فتحٍ بينَ جميعِ فتوحاتي
يا آخرَ وطنٍ أُولدُ فيهِ ..
وأدفنُ فيهِ ..
وأنشرُ فيهِ كتاباتي ..
قصيدة زيديني عشقًا
زيديني عشقًا زيديني يا أحلى نوبات جنوني زيديني
يا سفر الخنجر في خاصرتي يا غلغلة السكين
زيديني غرقًا يا سيدتي إنّ البحر يناديني
زيديني موتًا علَّ الموت إذا يقتلني يحييني
أنا أقدم عاصمًة للحزن
وجرحي نقش فرعوني
وجعي يمتد كبقعة زيت
من بيروت إلى الصين
وجعي قافلة أرسلها خلفاء الشام إلى الصين
في القرن السابع للميلاد
وضاعت في قُم تنين
عصفورة قلبي نيساني
يا رمل البحر ويا غابات الزيتون
يا طعم الثلج وطعم النار
أشعر بالخوف من المجهول فآويني
أشعر بالخوف من الظلماء فضميني
أشعر بالبرد فغطيني