كيف أكون مشهوراً
الشهرة
يتعدد المشاهير من حولنا، وتكثر وتشيع أخبارهم، فتتناقلها الصحف والفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، وهؤلاء بشرٌ كباقي البشر، ولكنهم في لحظة صدقٍ مع أنفسهم، قرروا أن يسلكوا سبل المعالي، فأحسنوا مخاطبة أنفسهم، وأحسنوا محاورتها، والصراحة معها، فانعكست طموحاتهم واقعاً حيّاً مجسماً متحركاً ينبض بالحياة، والحيويّة والنشاط، فكيف يمكن للإنسان أن يصبح مشهوراً ما طرق ذلك، وما معيقات ذلك في الوقت ذاته.
طرق وصول الإنسان إلى الشهرة
من هذه الطرق الآتي:
- حسن التخطيط ولباقة التدبير، فكلما كان التخطيط جيداً معدّاً بعنايةٍ كان التدبير في التنفيذ، وكانت النتائج إيجابيةً.
- وضوح الرؤية، ووضوح الغايات، فوجود رؤية واضحةٍ لما سيقوم به الإنسان، وغاياتٍ محددةٍ واضحة المعالم من أول خطى السير في طريق الشهرة.
- معرفة شرف الزمان وقيمة الوقت، فالزمن وعاء كل عملٍ صالحٍ، ومحضن كل همّة مبدعةٍ.
- قوة الإيمان بالفكرة والمبدأ، وعدم الاستسلام للمحبطات في العزيمة، وعدم الركون لثقافة العيب.
- علو الهمّة، وقوّة الإرادة ، فهما يواصلان صاحبهما إلى متون المعالي، وقمم السواقي.
- تأمل سير المشاهير، ومعرفة خفايا حياتهم، وفي ذلك ما يساعد بكل تأكيدٍ على السير.
- التواضع للعلم والمعرفة، وهذا يدفع صاحبه إلى الاستفادة من كل علمٍ مفيدٍ، وعدم الاغترار بما لديه.
- قوّة الطموح، وبعد النظر، حيث إنّ نظر الإنسان المبدع دائماً إلى الأمام وهمته دائماً في ارتقاء.
- الصبر والتحمل، فهناك مصاعبٌ ومعيقات، تعترض السير في طريقه للوثوب، والصعود نحو غاياتهن فلا بد من التسلح بالصبر، والقدرة على التحمل.
معيقات الوصول إلى الشهرة
من معيقات الوصول إلى الشهرة الآتي:
- الاستسلام إلى الشائعات، والمثبطات، فالشائعات والمثبطات من العزيمة تكثر، وفي أحيانٍ كثيرةٍ تكون حسداً من مطلقيها، ولها أثرها المدمّر في خطى سير الإنسان نحو الشهرة.
- عدم وجود الرؤية والتصور الواضحين، فانعدامهما، أو غموضهما يترك آثاراً على طبيعة الخطى التي يسلكها الإنسان.
- ضيق الأفق، وتعجل قطاف الثمر قبل نضجه، فكل مرحلةٍ لا بد لها من استيفاء عناصر نجاحها، وخلط المراحل واختزالها يؤدي الحرمان من النتيجة حتماً.
- ضعف الإرادة، وبرود الهمّة.
- الاغترار بما لديه من علمٍ ومعرفة.
- قلة الصبر، وضعف التحمل.
- الركون لثقافة العيب.
- الغموض مع النفس؛ أنّ انعدام الشافيّة مع النفس يشعب الخطى ويربكها.
كلّ إنسانٍ يمتلك مفاتيح الوصول إلى المشهورية، ولكن ليس كل إنسانٍ يحسن استخدام هذه المفاتيح واستغلالها، ومرد ذلك إلى العزيمة والهمة، والإرادة ابتداءً، فهي صفاتٌ تختلف من إنسانٍ لإنسانٍ، ومحض الأسرة التربوي الأول له في ذلك نصيب، ثمّ المدرسة، والمجتمع، فالجامعة، والمؤسسة، وكلها عناصرٌ تتلاقى وتتكامل مع بعضها، ومتى عرف الإنسان أين يقف بالضبط وكان صادقاً في محاورته لنفسه، مستجيباً لطموحاتها الإيجابية، باذلاً في ذلك ما استطاع سبيلاً وَلجَ سبل المعالي، وامتطى خيلها.