كيف أعرف صديقي المخلص
كيفية معرفة الصديق المخلص
توجد عدّة علامات يمكن من خلالها معرفة الصديق المخلص، ومنها ما يأتي:
صادق
يقول الصّديق المخلص رأيه بصراحة وصدق، إذ يكون لديه آراء مختلفة عن صديقه أحياناً، بحيث لا يوافقه الرّأي في كلّ الأمور، ويرغب لصديقه أن يعرف الحقائق، خاصةً الحقيقة المفيدة له، والتي تصبّ في مصلحته، لذلك يُعدّ الصّدق علامة يمكن من خلالها معرفة الصديق المخلص، حيث إنّه يقول الحقيقة حتّى وإن كانت جارحة للمشاعر، ومن الصّعب سماعها، وقد تُؤدّي إلى إغضاب ذاك الصّديق، أو انتهاء علاقة الصّداقة معه، لكنّه مع ذلك يَصدُق صديقه القول ليُرشده، وليقف إلى جانبه في الضّراء كما يقف معه في السّراء، فالصّديق الذي يُضحك صديقه عندما يكون على خطأ، فإنّه يضحك عليه، أمّا الذي يُبكي صديقه عند الخطأ فقلبه يبكي معه.
حريص على التواصل المستمر
يشير التواصل المستمر على علاقة الصداقة المخلصة، إذ يطمئن الصّديق المخلص على صديقه دائماً من خلال الاتصال به، والتواصل معه، حيث إنّه يهتم بما يحدث في حياة صديقه، على الرغم من أنّ علاقة الصّداقة المخلصة ليست مرتبطةً بمقدار الوقت الذي يمضيه الصّديقين معاً، حيث إنّ الصديق المخلص لديه شخصية مُستقلة، وحياة خاصة به، لكنّه موجود دائماً، ويساند صديقه ويسمع له، ويقدم إليه النّصيحة إذا احتاجها، مهما مضى من وقت على اجتماعهما معاً وجهاً لوجه، فقد يكون مشغولاً للغاية ومن الصعب عليه رؤية صديقه، لكن لا بدّ أن يُخصّص وقتاً له، إمّا باتصال هاتفي، أو بزيارة منزليّة.
جدير بالثقة
الصّديق المخلص واحد من أكثر الأصدقاء المُقربين، نظراً لكونه صديق جدير بالثّقة، حيث إنّه يعرف كلّ شيء عن حياة صديقه الخاصة، كما يعرف كلّ عيوبه، لكن من المستحيل أن يُعايره بها، أو يفشي ما بينه وبين صديقه لأحد آخر، إنّما يشارك صديقه الأمور الخاصة به أيضاً، وفي حال حصل خلاف بينهما، فإنّه يُسامح بسرعة، إلى درجة أنّه ينسى الأمر، ولا يعود لذكر موضوع الخلاف مستقبلاً، فهو صديق لا يخون ثقة صديقه به، وأسرار صديقه في أمان معه، بالإضافة إلى ذلك فإنّه يحافظ على وعوده، فإذا وعد أوفى، وإذا لم يستطع أن يفي بوعده فسوف يخبر صديقه بذلك، وسيحاول تعويضه عن عدم قدرته على الوفاء بوعده.
الفرق بين الصديق المخلص وغيره من الأصدقاء
يمكن معرفة الفرق بين الأصدقاء المخلصين، والأصدقاء العاديين من خلال عدّة فروقات شائعة وعامة، ومنها ما يأتي:
- يحاول جعل صديقه يرى الصواب بشتّى الطّرق الإيجابية، حيث إنّه لا يسانده إذا كان مخطئاً.
- يلعب دوراً أساسياً ومُهماً للغاية في حياة صديقه، حيث إنّه يُسانده فيما يحتاجه، ويقوم بفعل الكثير له، دون أن يتوقع منه شيئاً بالمقابل.
- يحب شخصية صديقه وطباعه، ويهتم لأمره، فهو شخص لا يهتم بالاختلافات العرقية، أو الدينية، أو الاجتماعية.
- يستمع لصديقه جيّداً، ويكون الحوار معه مُتبادلاً، ممّا يجعل العلاقة قوية معه، فبعض الأشخاص يُجرون محادثات يستحوذ فيها طرف واحد على الحديث.
- يُخفّف قضاء الوقت معه من التوتر والضّغوط الحياتية، فمجرد الاجتماع به يُساعد على تهدئة النّفس.
- يُساعد صديقه في إظهار أفضل ما لديه، ويجعله يرغب في أن يكون شخصاً أفضل من خلال ما يُمثله من قدوة حسنة له.
- يرغب برؤية صديقه ينجح في جميع مجالات حياته، حيث إنّه يفرح لفرح صديقه عندما يحقق طموحاته، ويحتفل معه بإنجازاته، فهو لا يقف مع صديقه في الأوقات الحرجة فقط، إنّما يقف معه في الأوقات السّعيدة أيضاً.
- يكون أول شخص يمكن اللّجوء إليه للفضفضة، والتّكلم عن أيّ شيء يُسبّب الإزعاج، أو الحزن.
- لا يشعر بالغيرة من أصدقاء صديقه المقربين الآخرين، إنّما يستمتع بصحبتهم.
كيف أكون صديقاً مخلصاً
توجد عدّة طرق يمكن من خلالها أن يكون أيّ شخص صديقاً أكثر إخلاصاً لصديقه، ومنها ما يأتي:
- جعل الصديق أولوية عند الاضطرار إلى الاختيار بينه وبين شيء آخر، مثل حضور مبارة، أو الذّهاب إلى حفل، ومساندته في وقت الضّيق.
- التّحدث مع الصديق مباشرة في حال قال، أو فعل شيئاً سيئاً يُسبّب الضّيق، وعدم إخبار أحد آخر بالأمر، فالصّديق المخلص لا يتحدّث بالسّوء عن صديقه، بالإضافة إلى ذلك فإنّه يدافع عنه إذا سمع أحدهم يقول شيئاً سيئاً عن صديقه سواء كان ما يقوله حقيقة، أو مجرد شائعات.
- عدم الكذب على الصديق نهائيّاً، فقد تؤذي الحقيقة مشاعره، لكن الكذب عليه يؤذي مشاعره أكثر.
- بذل ما في الوسع للوفاء بالوعد، وعدم تخيب ظن الصديق.
- كتمان الأسرار، بحيث يثق الصديق بأن كلّ ما يخبره لصديقه لن يعرف به أحد على الإطلاق.
- تقديم ما يحتاجه الصديق دون مقابل، فعلاقة الصداقة مع الصديق المخلص لا تكون صداقة مشروطة، فبعض الأصدقاء تكون علاقاتهم مشروطة، كأن يقوم أحدهم بخدمةٍ للآخر، إذا فعل هو خدمة من أجله أولاً.
- يحافظ الصديق المخلص على شخصيته، وحياته الشخصية، ولا يلغي أيّ جزء منها، إذ لديه حدود شخصية لا يمكن لأحد تخطيها، بحيث لا يكون إخلاصه مؤذياً له، إنمّا يكون إخلاصه مفيداً لحياته.
- عدم الاهتمام لمن يتصل، أو من يبدأ بالاتصال، أو من قام بالزّيارة آخر مرة، فالصديق المخلص لا يلتفت إلى تلك التّفاصيل، بحيث يرغب الصديق المخلص بلقاء صديقه، أو إجراء مكالمة معه، ومشاركته الأمور الخاصة، والاستمتاع بصحبته.
- تفهّم الصديق ومعرفته جيّداً، إلى درجة تصل إلى معرفته أكثر من نفسه، ويرجع ذلك إلى مدى الاهتمام والمحبة النّابعة من القلب بذلك الصديق.
- تذكر الأشياء الخاصة بالصّديق، مثل المناسبات الخاصة، أو الأحداث المُهمة بالنّسبة إليه، بالإضافة إلى تذكر مواضيع النقاشات التي أُجريت معه، حيث إنّ تذكرها يثبت أنّه كان يستمع إلى صديقه جيّداً.
الصديق المخلص
يتصف الصّديق المخلص بالكثير من الصّفات الحسنة، التي تُميّزه عن غيره من الأصدقاء، وأهمّها أنّه يعطي دون أن يُفكّر بالمقابل، كما أنّه يتقبّل شخصيّة صديقه مهما كان هناك من اختلافات بينهما، بحيث يمكن لصديقه أن يُعبّر بحرية عن رأيه، وأن يتصرف وفقاً لطبيعته أثناء تواجده معه، فهو بئر لأسرار صديقه، وبالإمكان اللّجوء إليه والاعتماد عليه دائماً، فالعلاقة معه مبنيّة على الإخلاص والثّقة، ولذلك يُعتبر الصديق الحقيقي صديقاً مخلصاً.