كيف أسلم عثمان بن عفان
إسلام عثمان بن عفان
كان عثمان بن عفّان -رضيَ الله عنه- من السّابقين في الدّخول إلى الإسلام، حيث أسلم قبل دخول رسول الله لبيت الأرقم بن أبي الأرقم، وكان قد تجاوز عمره الثلاثين عاماً، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصّديق -رضيَ الله عنه-، وكان يقول: إنّي رابع أربعة في الإسلام.
وفي ليلةٍ من اللّيالي كان يجلس عند الكعبة، فسمع خبر زواج عتبة بن أبي لهب برقيّة بنت رسول الله، وكانت رُقيّة امرأة ذات جمال، فتحسّر عثمان لو أنّه سبق عتبة فتزوجها، ثمّ عاد إلى بيته وإذا بخالته سعدى بنت كريز تخبره برسالة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، وأنّه جاء برسالةٍ من عند الله، وأنّ دين محمّد هو دين الفلاح والنّجاة.
فسمع كلامها وأخذ يفكر فيما قالت، وكان له عند أبي بكر مجلس، فذهب إليه، فرآه أبو بكر مشغول الفكر والبال، فسأله عمّا أصابه، فأخبره عما سمعه من خالته، فقال أبو بكر: "ويحك يا عثمان! إنك لرجل حازم لا يخفى عليك الحقّ من الباطل، ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا؟ أليست من أحجار صمّ لا تسمع ولا تُبصر؟ قال عثمان: بلى".
فعرض عليه أبو بكر أن يأخذه إلى رسول الله فيسمع منه، فوافق عثمان، وإذ برسول الله يمرّ ومعه عليّ بن أبي طالب، فدعوه إلى الإسلام والجنة، فلمّا سمع عثمان ذلك دخل في الإسلام، وما لبث بعدها إلّا أن تزوج رقيّة بنت رسول الله ، ولمّا تُوفيت تزوّج أختها أمّ كلثوم، ولذلك سُمّيّ بذي النّورين.
هجرة عثمان بن عفان
يعدّ عثمان بن عفّان -رضيَ الله عنه- أوّل من هاجر بأهله بعد لوط -عليه السّلام-، حيث كان عثمان أوّل من هاجر من الصّحابة إلى الحبشة ، فأخذ زوجته رقيّة بنت رسول الله وتوّجه بها إلى الحبشة، وقد كانت الهجرة إلى الحبشة بعدما تعرّض المسلمون للكثير من الأذى والعذاب من قبل كفّار قريش، فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصحابته بالهجرة إلى الحبشة فراراً بدينهم ممّا قد يصيبهم من الفتنة فيه، قائلاً لهم: (إنَّ بأرضِ الحَبَشةِ ملِكًا لا يُظلَمُ أحدٌ عندَه؛ فالحَقوا ببِلادِه حتى يَجعَلَ اللهُ لكم فَرَجًا ومَخرجًا).
ثمّ هاجر الهجرة الأخرى إلى المدينة ومعه زوجته رقيّة أيضاً، وعندما أمر رسول الله بالخروج لغزوة بدر أمره بالبقاء في المدينة عند زوجته، حيث كانت مريضة، وتُوفيّت في اليوم الذي جاء به زيد بن حارثة ليخبر المسلمين في المدينة بنصر أهل بدر على عدوّهم، ولمّا وزّع رسول الله الغنائم على أهل بدر أعطاه قسمته من الغنائم، وزوّجه بابنته أمّ كلثوم.
إنجازات عثمان بن عفان
كان لعثمان بن عفّان -رضيَ الله عنه- العديد من الإنجازات، نذكر أهمّها فيما يأتي:
- كتابة القرآن الكريم الذي كان أبو بكر الصّديق قد بدأ بجمعه، ثمّ نسخه وأرسل نُسخه إلى الأمصار.
- فتح الإسكندرية ثمّ أرمينية، والقوقاز، وخراسان، وكرمان، وسجستان، وإفريقية، وقبرص.
- امتداد رقعة الدّولة الإسلاميّة حتى بلغت شواطئ البحار، وحماية الدّولة الإسلاميّة من الاعتداء عليها من قبل البحر .
- إنشاء أوّل أسطول بحريّ، وتشييد دور لصناعة السّفن.
- خوض معركة ذات الصّواري ضدّ الروم وانتصار المسلمين.