كيف أساعد شخصاً مهموماً
مساعدة الآخرين
مساعدة الآخرين أحد أهم الفضائل التي تعود على الفرد بالفائدة وتجعل منه إنساناً عطوفاً، ومعطاءً، وبالتالي يحصل على تقدير الجميع، ومن جانبٍ آخر تُحسّن من حياة الآخرين بقضاء حوائجهم وتسهيل أمورهم، فببساطة مساعدة الغير تجعل من العالم أجمل وتعود بالفائدة المرجوّة على الجميع في كل مجالات الحياة، فهي بابٌ من أبواب الخير المفتوحة التي تخلق روح التعاون والتراحم بين الناس، وتُعزز التواصل الاجتماعي بينهم، ولا شك أنّ هنالك العديد من السبل التي يستطيع الفرد من خلالها مساعدة غيره ومنها: تقديم التبرعات المالية للجمعيات الخيرية، أو التطوع للعمل في أحد المراكز كمركز رعاية المسنين وغيره، أو مُشاركة الناس المعرفة الشخصية وتعليمهم، أو مساعدة شخص مريض أو يمر بحالة نفسية صعبة جرّاء تعرّضه لكارثة أو فقدان شخص عزيز، وغيرها الكثير من السبل، وسيتم التحدث في هذا المقال عن كيفيّة مساعدة الشخص المهموم.
كيفية مساعدة الشخص المهموم
يُمكن أن يقع الشخص في محنة تُسبب له الحزن الشديد وتُراكم على عاتقه الهموم، كالمرض، أو الانفصال، أو وفاة شخص عزيز، أو حتى الحصول على علامات مُتدنيّة في المدرسة أو الجامعة، فيكون من الصعب عليه أن يتجاوز هذه المحنة وحده، وفي مثل هذه الحالات فإنّ التواجد إلى جوار الشخص المهموم ومساعدته أمرٌ واجب على من حوله، وفيما يلي بعض الطرق التي يُمكن أن تُساعد الشخص المهموم وتُخفف عنه ومنها التالي ذكره:
الاستماع إليه
الاستماع هو أحد أهم السُبل التي تُعزز التواصل بين الآخرين، فالاستماع للشخص المهموم سيساعده على الإفصاح عن مشاكله الشخصيّة، ووصف شعوره الحالي دون الإحساس بالاستياء، وعند محاولة الاستماع له يجب مراعاة العديد من الأمور ومنها، التأكد من عدم وجود أمور تُشتت الاستماع كالهاتف، أو التلفاز، ويجب أيضاً استخدام التواصل البصري؛ لمنع التشتيت وزيادة الاهتمام بحديثه المطروح.
التعاطف معه
التعاطف هو مشاركة المشاعر وإبداء الأسف على ما يشعر به الشخص المقابل مع توضيح مدى التأثر والحزن لما حدث معه أو يمرّ به من ظروف قاسية آلمت قلبه، ويُمكن التعبير عن ذلك بالعناق أو التربيت على كتف الشخص المهموم لإشعاره بالأمان والتعاطف معه، أو قول بعض الجمل التي تُخفف عن كاهله مثل (أنا أشعر بألمك، أو أنا حزينٌ على ما حصل لك).
الخروج معه
يُعد الخروج والتنزه مع الشخص المهموم وسيلة فعّالة لتشتيته عن أحزانه وهمومه، فعلى سبيل المثال يُمكن الخروج معاً لممارسة رياضة المشي التي تقوم بدورها في تخفيف التوتر، كما أنّ استنشاق الهواء النقي يُهدئ الأعصاب ويُساعد على الاسترخاء ، أو من الممكن الذهاب معاً إلى أحد مراكز العناية بالجسم والاسترخاء؛ للحصول على العناية والمزيد من المتعة التي ستُعيد الشخص المهموم إلى وضعه الطبيعيّ وتُخفف عنه، ويُمكن أيضاً الخروج معاً لمشاهدة فيلم جميل، أو الذهاب إلى مطعم لتناول الوجبة المفضلة لديه، أو دعوته لاحتساء كوب من الشاي أو القهوة معاً في مكان هادئ، فالمشروب الدافئ غالباً ما يُحسن المزاج ويخفف التوتر.
السماح له بالتنفيس عن مشاعره
عند الجلوس مع الشخص المهموم والتحدث إليه فلا بدّ من السماح له بالتنفيس عن مشاعره بالبكاء الذي يُخفف عنه ويُهدئه، فالبكاء في لحظات خيبة الأمل أو الخسارة يُقلل من الضغط والكبت الداخلي، والسلبيّة، وأثبتت بعض الدراسات أنّ الدموع تُخلّص الجسم من السموم، كما أنّ تركه يصرخ ويُعبّر عن الضجيج في داخله سيُفسح المجال له لمراجعة الموقف والتفكير بطريقة أكثر إيجابية، وبالتالي التوصّل لأفكار أخرى تُغيّر حاضره.
إضحاكه
الضحك هو أفضل طريقة للتنفيس عن المشاعر، وهو الحلّ الأمثل لتغيير المزاج وتحسينه، ويُمكن مساعدة الشخص المهموم عن طريق جعله يضحك بإلقاء النكات أمامه أو ذكر مواقف قديمة تضحكه وتُسعده، كما أنّ الضحك يُغيّر المنظور الشخصي للمشكلة، ويُساعد على حلها أو تجاوزها.
مد يد العون له
يُعتبر التواجد بقرب الشخص المهموم ومدُّ يد العون له عند المقدرة أحد الطرق التي تجعله يتخطى عقبة همومه ويتخلّص من مأزقه، فمساعدته بضائقته الماليّة مثلاً أو قضاء بعض المصالح المتراكمة على عاتقه؛ سيُثبت أنّه شخص يعني له الكثير ويستحيل أن يتركه في جميع ظروفه الحياتيّة.
تقديم الهدايا
تقديم الهدايا للشخص الحزين أو المُكتئب سُتذكّره أنّ هنالك من يهتم لإسعاده ويُحاول التحسين من مزاجه في الوقت العصيب الذي يمرّ به، فبمجرّد إرسال علبة من شوكولاتة أو الحلوى ستضاف السعادة ليومه وتنتشر المحبة في الأرجاء، أو ربما تكون الهدية على شكل كتاب جميل مليئ بالأفكار الإيجابية.
إرسال الرسائل
يعد إرسال الرسائل النصيّة المحتوية على اقتباسات جميلة وكلمات مريحة للنفس وسيلة جيدة للرفع من معنويات أي شخصٍ مهموم وتذكره بأن كل أحزانه وقلقه سيزول، كما أنها ستغير من حالته النفسيّة ، فعلى سبيل المثال يُمكن أن يقوم أحد الزملاء بالعمل بإرسال رسالة تُعبر عن الشكر والتقدير لزميله الذي يشعر بحالة سيئة، فذلك سيحدث أثراً جميلاً على وضعه الحالي.
تقديم النصيحة
يعد تقديم النصح والإرشاد لأحد الأشخاص المهمومين أمرٌ جيّد، فيمكن مشاركة الشخص المهموم بعض التجارب السابقة لإخباره بأن هذه المشاكل يمكن أن يمر بها العديد من الناس، وفي حال كان الشخص لا يمتلك القدرة على تقديم النصيحة يمكنه الاستعانة بأحد المختصين في الأمر المتعلّق بالصديق المهموم لإخراجه من مشكلته المسببة لقلقه الدائم، وتخليصه من المأزق الواقع به، كما يُمكن نصحه بتدوين مذكراته وكتابة كل ما يجول بخاطره على مفكّرة، فالكتابة تخفف من التوتر وتفيد في الكثير من الحالات.
مدحه وتشجيعه
أحد الطرق المهمة لمساعدة الشخص المهموم هي مدحه وإبراز صفاته الإيجابيّة وتعزيز ثقته بنفسه، فهذه وسائل مهمة لدعمه وإخراجه من حلقة الضيق، كما أنّ تشجيعه وجعله يتفاءل بأن القادم أجمل سيساعده على الصمود أمام العقبات مما يُقلل من تدهور حالته.