كيف أساعد زوجي على ترك التدخين
التدخين
يُعرّف التدخين على أنّه استنشاق التبغ الموجود داخل السجائر التي تتعدد أشكالها وأنواعها فتكون على شكل لفائف ورقيّة أو تُصنع بلب وأوراق التبغ وأنابيبه، وهو إحدى العادات الصحيّة الضارّة التي حذرت منها مُنظّمات الصحة العالميّة؛ حيث إنّ له العديد من الأضرار الصحيّة السلبيّة، ومنها: مشاكل الرئة، والسرطانات، وأمراض القلب التي قد تصل إلى الوفاة أحياناً، ويرجع ذلك لاحتوائه على مكوّنات سامّة أبرزها عقار النيكوتين الذي يُعتبر أحد المُنبّهات التي تُسيطر على العقل وتُسبب الإدمان للمُدخّن، الأمر الذي يدفعه للتدخين بشراهة ويجد الإقلاع عنه أمراً صعباً، لكنه رغم صعوبته إلا أنه ليس مُستحيلاً ويخدم مصلحته ويُحافظ على صحته وسلامة المُحيطين به، وهو خطوة ضرورية قد تُساهم في إنقاذ حياته ولا غنى عنها.،
كيفية مساعدة الزوج على ترك التدخين
هُنالك العديد من الطرق التي يُمكن للزوجة اتباعها لمساعدة زوجها على الإقلاع عن التدخين، وأبرزها ما يأتي:
استخدام الحوار الهادف والمنطقي معه
يتعلّق الإقلاع بالتدخين باتجاه المُدخّن وإرادته القويّة وقراره الشخصيّ الذي ينبع من الداخل وينم عن الرغبة العميقة والصادقة بترك هذه العادة الضارّة، لكن ذلك لا يعني عدم حاجته للدعم الكبير الذي يُمكن للزوجة تقديمه له باعتبارها شريكته الروحيّة التي تُحبّه وتهتم بصحته وسعادته، وبالتالي يُمكنها التحدّث معه بمودّةٍ وصدق وإخباره بضرورة الإقلاع عن التدخين وتركه، وذلك بالأساليب الآتية:
- استخدام الحوار الودي الهادف الذي تتطرق فيه لأفكار منطقيّة تتمثل بالأضرار العنيفة لهذه العادة والآثار السلبيّة على صحته وعلى صحة من هم حوله كأطفاله الصغار مثلاً، والذين يستنشقون الغازات السامة التي تنبعث أثناء حرق سجائره المؤذية في المنزل، وحول طرق مُقترحة لعلاجه أيضاً.
- تبادل النقاش مع الزوج بحيث يشمل ذلك الاستماع له بأدبٍ وعدم مُقاطعته وتركه يُعبّر عن مشاعره أياً كانت سواء أكان ضعفاً أو عجزاً أو خوفاً أو غيره؛ لفهم مشاعره وتقديم الدعم له بشكلٍ صحيح بما يُناسب حاجته.
- سؤال الزوج بصدقٍ وشفافيّة حول الأسباب التي تدفعه للاستمرار بالتدخين، وعن الأشياء التي قد تُساعده على الإقلاع عنه أيضاً، وعن الأمور التي تُسبب له التوتر أو القلق، وتُضاعف رغبته في استنشاق السجائر، وغيرها من الأسئلة التي قد تُساعدهها على إقناعه بالمنطق.
التعبير عن مشاعر الحب الكبيرة له والخوف عليه
قد لا يكون الأمر سهلاً عند محاولة إقناع الزوج بضرورة ترك التدخين، لكن الكلمات الصادقة تدخل القلب بسرعةٍ وتوصل معها المشاعر الحقيقيّة والدافئة التي تُكنّها الزوجة لشريك حياتها، ولا عيب أو ضرر في البوح له بمقدار حبّها الكبير له، والذي يجعلها تخشى عليه وتُقدّر وجوده وترغب بشدّةٍ في الحفاظ على صحته، فالتدخين عادة قاتلة قد تُسبب فقدانها له وخسارته، ومشاعرها النبيلة والصادقة له وأسلوبها الرقيق غير المُصتنع قد يزيح من أمامه حاجز التردد والخوف ويُشجّعه على التمسّك بحياته أكثر وبالأشخاص الذين يعنون له الكثير والذين يهتمون به ويُحبونه، فيُخلق لديه الدافع والعزيمة، ويجتهد ويقبل مساعدتها، ويُمسك بيدها بقوّة للتخلّص من هذه النقمة ومُكافحتها ، ويقلع عنه بكامل إرادته وبدعمٍ متواصل منها.
استخدام الطرق المحليّة والطبيّة لمساعدته
رغم أن مادة النيكوتين التي يستنشقها المدخنون تُسبب لهم الإدمان الشديد، إلا أن هُنالك العديد من الطرق المحليّة التي تستخدم مواد بديلة تُباع في الصيدلات والأسواق في محاولة دعمهم والحدّ من حاجتهم لها، والتي تختلف كلفتها وفعاليتها، ومنها ما يأتي:
- اللبان الذي يُساعد على الإقلاع عن التدخين.
- الرقعات البديلة للنيكوتين الموجود في السجائر.
- المُستحلبات والأقراص التي تُمص عبر الفم للتخلص من التدخين.
- بخاخات الأنف المُخصصة للمدخنين.
- مُراجعة الطبيب واستشارته حول الحل الأفضل للمُدخّن، أو في حال استخدام إحدى المُنتجات وحدوث إنتكاسات أو أي مُضاعفات أخرى قد تؤثر عليه.
التحلي بالصبر في مرحلة الإقلاع
يتعرّض الزوج أثناء مرحلة الإقلاع عن التدخين للعديد من الضغوطات الجسدية والنفسيّة الصعبة التي تُرهقه وتُسبب بعض التغيّرات المُزعجة في طباعه وشخصيّته؛ حيث إنها فترة صعبة بفعل الانقطاع عن المواد التي اعتاد جسده على استنشاقها وأدمن عليها وأصبح يرغب بها من جديد، وبالتالي يجب على الزوجة أن تكون صابرة ولطيفة معه، وتُراعي مشاعره والإجهاد الجسديّ والنفسي الشديد الذي يمر به، وتُحاول التخفيف عنه قدر الإمكان ولا تغضب منه بسرعة بل تتسامح معه وتتجاوز عن بعض أخطائه حتى يستمر بالتقدّم ويتخلص من هذه العادة الضارّة بمساعدتها.
استخدام أساليب ممتعة وهادفة لتشجيعه
يحتاج الزوج أثناء مرحلة الإقلاع عن التدخين لإشغال نفسه بأشياء وأنشطة مُختلفة تُلهيه وتُجنّبه التفكير بالسجائر وبحاجته المُلحّة لها أو برغبته الشديدة باستنشاقها، وبالتالي يُمكن للزوجة استخدام أساليب تحفيزيّة لطيفة تحثّه على الاستمرار وتزيد من عزيمته ومنها ما يأتي:
- لعب بعض الألعاب الزوجيّة الممتعة التي تشغل وقته وتُرفّه عنه خاصةً عندما يشعر بالضيق والملل.
- إعداد وجبات شهيّة له، وانتقاء الأطباق التي يُفضّلها للعناية بصحته فيما لو شعر بفقدان الشهيّة.
- الخروج من المنزل واستنشاق الهواء النظيف وممارسة رياضة المشيّ التي تُعزز صحته وتُشغل وقته وتُشتت تركيزه.
- ممارسة بعض الأنشطة والحرف اليدويّة المُسليّة التي تجعله يُفكر بها ويُركز عليها بدلاً من التفكير بالسجائر، كالرسم مثلاً، أو القيام بأعمال الفناء الخارجي من تقليم للأشجار أو تنظيف حديقة البيت وغيرها.
- تجنّب الأماكن التي يتواجد بها المُدخنون والتي تزيد من رغبة الزوج بالتدخين أيضاً، ومحاولة تشتيت انتباهه قدر الإمكان في حال وجود مُدخن آخر بالجوار.
نصائح مهمة لمساعدة الزوج في الإقلاع عن التدخين
هُنالك بعض النصائح العامة التي عادةً ما يُنصح بها عند التعامل مع الشخص الذي يُحاول الإقلاع عن[ [تعريف التدخين|التدخين]]، ومنها ما يأتي:
- عدم توبيخ الزوج بقسوةٍ في حال استنشق سيجارة أو اثنتين في البداية؛ لأن الأمر لن يكون سهلاً جداً، وقد لا يستطيع السيطرة على نفسه لكن هذا لا يعني عجزه أو تراجعه عن قراره بل دعمه وتشجيعه أكثر.
- مُراعاة مشاعر الزوج وتبرير بعض تصرّفاته التي قد تبدو مختلفة وغامضة في بداية المرحلة، وعدم أخذ الأمر بشكلٍ شخصيّ فهي ردود فعل طبيعية ناجمة عن تأثره الشديد من الداخل والصعوبة التي يواجهها لترك هذه العادة.
- احترام رغبة وقرار الزوج المدخن عندما يُعلن عن رغبته بالإقلاع عن التدخين، وعدم التشكيك بقدرته على ذلك، أو تثبيط عزيمته والتحدّث أمامه بشكلٍ ساخر وانتقاده والتأكيد على وجوب اتخاذه هذا القرار من قبل، كوصف التدخين بأنه عادة مُقرفة أو كريه الرائحة ومؤذية وتُسبب السرطان، فهو دون شك يعلم هذه الأشياء ولا يحتاج لسماعها.