كيف أحسب موعد ولادتي بالضبط
حساب موعد الولادة اعتمادًا على موعد آخر دورة شهرية سابقة للحمل
يمكن للطبيب تحديد موعد الولادة التقديري (بالإنجليزية: Estimated due date) في الحالات التي تكون فيها الدورة الشهرية منتظمة بناءً على موعد آخر دورة شهرية حدثت لدى المرأة، ويُقصد بموعد آخر دورة شهرية سبقت الحمل أي اليوم الأول من آخر دورة شهرية حدثت قبل الحمل، ولذلك يجدُر بالمرأة تدوين موعد حدوث الطّمث في كلّ شهر والاحتفاظ به. وبناءً على ما سبق يُعرف عمر الحمل (بالإنجليزية: Gestational age) على أنّه الوقت الذي انقضى منذُ اليوم الأول من آخر دورة شهرية حدثت قبل الحمل.
ويتمّ حساب موعد الولادة التقديري في حالات الدورة الشهرية المنتظمة التي تبلغ 28 يومًا باتباع قاعدة نايجل (بالإنجليزية: Naegele's rule) وتعتمد هذه القاعدة على مبدأ أنّ الحمل قد حَدَث بعد أسبوعين من بداية آخر دورة شهرية حدثت قبل الحمل، والتي تتضمّن ثلاث خطواتٍ رئيسية:
- في البداية يتمّ تحديد اليوم الأول من آخر دورة شهرية حدثت قبل الحمل.
- ثمّ إنقاص ثلاثة أشهر من تاريخ آخر دورة شهرية.
- يلي ذلك إضافة سنة وسبعة أيام إلى التاريخ الذي تمّ الحصول عليه من الخطوة السابقة.
فعلى سبيل المثال، في حال كان تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية هو التاسع من شهر أيلول عام 2010م، فيتمّ إنقاص ثلاثة أشهر منه ليتمّ الحصول على تاريخ 9 حزيران 2010م، وبعد ذلك تتمّ إضافة سنة وسبعة أيام إلى التاريخ السابق، لنحصل في النهاية على تاريخ 16 حزيران 2011م، والذي يُمثل تاريخ الولادة التقديري.
تفترض بعض معايير تحديد موعد الدورة الشهرية أنّ حدوثها يكون منتظمًا، وأنّ الإباضة تحدث في منتصف الدورة الشهرية، والإخصاب في منتصف يوم الدورة، وأنّ التاريخ الذي تمّ تزويد الطبيب به على أنّه أول يوم لآخر دورة شهرية دقيق، وأنّ المرأة لم تستخدم حبوب منع الحمل لعدّة أشهر قبل حدوث الحمل، وبالرغم من ذلك وحتّى إن كان تاريخ آخر دورة شهرية صحيحًا، فلا يُمكن التنبؤ الدقيق بموعد حدوث كلٍّ من الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)، والإخصاب (بالإنجليزية: Fertilization)، والانغراس (بالإنجليزية: Implantation)، إذ إنّ الحيوان المنوي قد يبقى في الجهاز التناسلي الأنثوي لمدّةٍ تتراوح بين 5-7 أيام قبل حدوث الإخصاب والحمل، وعليه فإنّ تاريخ موعد الحمل الذي يتمّ تقديره لا يُعتبر موثوقًا بشكلٍ تامّ، وما هو سوى تقديرات قد تكون صحيحة وقد لا تحدث كما تمّ توقّعها، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة قليلة من النّساء فقط يلدن في الموعد الفعلي المتوقع للولادة، وبشكلٍ عامّ فإنّ معظم الأطفال يولدون خلال الفترة ما بين الأسبوعين 38-42 من الحمل.
حساب موعد الولادة اعتمادًا على التقييم السريري
قد تُساعد الأدلة والطُرق الأخرى على تحديد موعد الولادة؛ حتّى وإن لم يتمّ تحديد موعد تحقيق الحمل(*) أو في حال نسيان وقت حدوث آخر دورة شهرية، أو إذا لم تكُن المرأة مُتأكدة من تاريخ الدورة وحدوث الإباضة، ويُمكن بيان ذلك فيما يأتي:
الفحص الجسدي والتاريخ الصحي
يُمكن تقييم مدى دقّة موعد الولادة التقديري من خلال الاعتماد على معالم الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy milestones) وتتّبعها؛ كوقت سماع دقات قلب الجنين لأول مرةٍ، والشعور بحركة الجنين لأول مرةٍ، وحجم الرحم، ويمكن بيان موعد الولادة حسب معالم الحمل بشيءٍ من التفصيل كما يلي:
- دقات قلب الجنين: بشكلٍ عامّ تكون دقات قلب الجنين مسموعة خلال الفترة ما بين 11-12 أسبوعًا من الحمل باستخدام أجهزة دوبلر (بالإنجليزية: Doppler devices) الإلكترونية، وعليه فعند تتبّع صوت دقات قلب الجنين وسماعها عندها يُمكن القول بأنّ عمر الجنين لا يقلّ عن المدّة التي قدّرها الخبراء والمذكورة سابقًا.
- حجم الرحم: يكون حجم الرحم بحجم حبّة الجريب فروت خلال الفترة ما بين 10-12 أسبوعًا من الحمل.
- طول قاع رحم الحامل: (بالإنجليزية: Fundal Height)؛ والمُتمثل بالمسافة التي تقع بين عظمة العانة وقمة الرحم، إذ تزداد هذه المسافة بنمطٍ مُعين مع تقدّم الحمل، وبشكلٍ عامّ يكون عدد أسابيع الحمل مُطابقًا لطول قاع رحم الحامل بالسنتيمترات وذلك بعد الأسبوع العشرين من الحمل؛ فمثلًا يكون طول قاع رحم الحامل في الأسبوع 21 من الحمل يبلغ حوالي 21 سنتيمترًا، ومن الجدير ذكره أنّ نتائج ذلك لا تُعتبر حتمية، إذ إنّ الاختلافات الطفيفة من ناحية عدم مطابقة طول قاع رحم الحمل لعدد أسابيع الحمل أمرٌ طبيعيٌّ، ولكن إذا كانت الاختلافات كبيرة سواء أكانت أعلى أو أقل بدرجةٍ كبيرةٍ من المتوقع فإنّ الأمر يستلزم إخضاع المرأة للتصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم ذلك؛ فقد يُعزى ذلك في بعض الحالات إلى وجود الجنين في وضعيةٍ مُختلفة، أو ألياف الرحم (بالانجليزية: Uterine fibroids)،
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يُعدّ تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل الطريقة الأكثر دقة لتحديد أو تأكيد عمر الحمل، ومع ذلك فإنّ هذا الفحص لا يتمّ إجراؤه لجميع السّيدات في مراحلٍ مُبكّرةٍ من الحمل، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ العديد من الأطباء يقومون بإجراء هذا الاختبار بشكلٍ روتيني، في حين أنّ البعض الآخر ينصح بإجرائه في حالاتٍ مُعينة فقط؛ تحديدًا حالات عدم انتظام الدورة الشهرية، أو إذا كان عمر المرأة الحامل 35 عامًا أو أكثر من ذلك، أو إذا تعرّضت المرأة سابقًا للإجهاض أو مُضاعفات الحمل، أو في حالات عدم التمكّن من تحديد تاريخ الولادة المتوقع بناءً على الفحص الجسدي وتاريخ آخر دورةٍ شهريةٍ حدثت قبل الحمل.
في حال تمّ إجراء فحص الموجات فوق الصوتية بعد الأسبوع العاشر من الحمل، فغالبًا ما يتمّ إجراؤه عبر البطن، ويعتمد هذا الإجراء على استخدام جهاز صغير يُعرف بالمحوّل (بالإنجليزية: Transducer)؛ بحيث يتمّ تحريكه ذهابًا وإيابًا على البطن، ويتضمّن ذلك إرسال الجهاز موجاتٍ صوتية ترتد عن الجنين ، لتنتقل مرةً أخرى إلى المحوّل، ويُشار إلى أنّ هذه الموجات الصوتية تتمّ ترجمتها إلى صورةٍ ثنائية الأبعاد تظهر على شاشة مُخصّصة لذلك، ومن الجدير ذكره أنّ المرأة لا تسمع أو تشعر بمرور وانتقال هذه الموجات الصوتية، وبالتالي فإنّ إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية لا يُعتبر مؤلِمًا،
وفي بعض الحالات قد يتطلّب الأمر إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل (بالإنجليزية: Transvaginal ultrasound) أيضًا؛ خاصّة في حال إتمام القيام بفحص الموجات فوق الصوتية قبل الأسبوع العاشر من الحمل، أو في حال كانت المرأة الحامل تُعاني من زيادة الوزن، وعند القيام بإجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل فإنّ الفني المُختص سيقوم بقياس طول الجنين من أعلى رأسه إلى الأرداف، وبناءً على ذلك سيتمّ تقدير عمر الجنين وتحديد موعد الولادة المتوقع، وقد يتمّ إخضاع المرأة للتصوير بالموجات فوق الصوتية المعنية بقياس قطر رأس الجنين (بالإنجليزية: Biparietal diameter) والتي تهدف إلى قياس قطر رأس جمجمة الجنين في سبيل تحديد عمره، وقد تكون هذه الطريق أكثر دقة مُقارنةً ببعض الطرق الأخرى.
بشكلٍ عامّ إنّ تقدير عمر الحمل في الثلث الثاني والثالث من الحمل يتمّ بالاستعانة بقياس قطر رأس الجنين، ومحيط الرأس، ومحيط البطن، وطول عظم الفخذ، ومن الجدير ذكره أنّ هذه العوامل تمنح تقديرًا لعمر الجنين ذي دقةٍ مماثلةٍ إلى حدٍّ ما للدقة التي يتمّ تحقيقها عند الاعتماد على صور الجنين التي يتمّ الحصول عليها عن طريق تقنيات التصوير في تقدير عمر الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه القياسات تكون أقلّ موثوقية عند إجرائها في الثلث الثاني من الحمل مُقارنةً بإجرائها في الثلث الأول من الحمل ، وتقلّ دقّتها مع تقدّم الحمل، ويُعزى ذلك إلى أنّ التغيّرات البيولوجية الطبيعية التي تؤثر بشكلٍ أكبر في هذه القياسات خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ إجراء الفحوصات التصويرية قد يكون صعبًا في بعض الحالات، كوضعيات الحمل غير الطبيعية؛ على سبيل المثال عندما يكون رأس الجنين قد نزل بشكلٍ عميق في حوض الأم، أو في حالات الحمل بأكثر من جنين واحد، أو عندما تكون المرأة الحامل ذات وزنٍ زائد .
بالرغم ممّا ذُكِر سابقًا، إلّا أنّ تحديد موعد الولادة التقديري بناءً على نتائج التصوير بالموجات فوق الصوتية ما يزال طريقة غير مثالية لذلك، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تدوين كلا التاريخين اللذين يتمّ تحديدهما في سجل المرأة الحامل في الحالات التي يكون فيها موعد الولادة التقديري الذي تمّ الحصول عليه عن طريق إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية مُختلفًا عن ذلك الذي تمّ تحديده بناءً على موعد آخر دورةٍ شهريةٍ، وبناءً على توصيات الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد (بالإنجليزية: The American College of Obstetricians and Gynecologists) فإنّ الأفضلية والأولوية تُعطى لموعد الولادة التقديري الذي تمّ الحصول عليه عن طريق إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية مُقارنةً بالتاريخ الذي تمّ تحديده بناءً على موعد آخر دورةٍ شهريةٍ في الحالات التي يكون فيها الاختلاف بين التاريخين على النّحو الآتي:
- أكثر من 5 أيام، وذلك خلال الفترة ما قبل الأسبوع التاسع من الحمل عند تحديد عمر الحمل بالاعتماد على اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
- أكثر من 7 أيام، وذلك خلال الفترة ما بين أول يوم من الأسبوع التاسع وحتى اليوم الأخير من الأسبوع 15 عند تحديد عمر الحمل بالاعتماد على اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
- أكثر من 10 أيام، وذلك خلال الفترة ما بين أول يوم من الأسبوع 16 وحتى اليوم الأخير من الأسبوع 12 عند تحديد عمر الحمل بالاعتماد على اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
- أكثر من 14 يوم، وذلك خلال الفترة ما بين أول يوم من الأسبوع 22 وحتى اليوم الأخير من الأسبوع 27 عند تحديد عمر الحمل بالاعتماد على اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
- أكثر من 21 يوم، وذلك خلال الفترة ما بعد اليوم الأول من الأسبوع 28 من الحمل عند تحديد عمر الحمل بالاعتماد على اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
حساب موعد الولادة اعتمادًا على تاريخ نقل الأجنة
في الحالات التي يتمّ فيها اللجوء إلى تقنيات التلقيح بالمساعدة (بالإنجليزية: Assisted reproductive technology) لتحقيق الحمل، فيتمّ تحديد عمر الحمل بالاعتماد على طبيعة الإجراء بما يُمكّن من تحديد موعد الولادة التقديري، فعلى سبيل المثال يتمّ تحديد موعد الولادة التقديري للحمل الناتج عن أطفال الأنابيب بالاعتماد على عمر الجنين وتاريخ نقل الأجنة إلى رحم المرأة، وفي الحالات التي تخضع فيها المرأة للحمل بتقنية أطفال الأنابيب لعدّة مرات، فقد يتمّ حساب تاريخ الولادة التقديري بشكلٍ أكثر دقة اعتمادًا على تاريخ نقل الأجنة إلى رحم المرأة.
(*)موعد تحقيق الحمل: تتعدّد المفاهيم التي تُشير إلى تاريخ تحقيق الحمل، فأحد التعريفات تُشير إلى أنّه نفس اليوم الذي يحدث فيه الإخصاب أيّ عند التقاء الحيوان المنوي مع البويضة والذي يلي الإباضة، في حين يقصِد البعض بتاريخ تحقيق الحمل بأنّه نفس اليوم الذي يحدث فيه الانغراس.،