كيف أتعامل مع والدي العصبي
كيفية التعامل مع الوالد العصبي
يُمكن التعامل مع الوالد العصبي بطريقة صحيحة واحتواء الغضب الذي قد يشعر به بين فترةٍ وأخرى عن طريق الكثير من الطرق والأساليب المتنوّعة والمختلفة، ومن أهمّها الآتي:
الاستماع للوالد وعدم مقاطعته
ينبغي الاستماع للوالد الغاضب وعدم مناقشته أو مقاطعته حتّى ينتهي من كلامه؛ كي يستطيع التعبير عمّا يشعر به، وما هو سبب عصبيته، والمشكلة التي أدّت لذلك، فقد يكون موقف سيّئ مرّ به، أو مخاوف معينة حول موضوع ما، أو ما إلى ذلك، فكلّما كان الشخص هادئاً سيجعل والده يهدأ بسرعة أكبر، وبالتالي يُخفّف من حدّة عصبيته، بعد ذلك يُمكن للفرد أن يُدافع عن نفسه إذا وجد أنّ أفعاله التي قد أدّت إلى غضب والده منه كانت صحيحةً وليست خاطئة على أن يكون ذلك بحوار هادئ لإيجاد جميع الحلول الممكنة.
تفهم الوالد والتعاطف معه
يُنصح بتهدئة الوالد قليلاً وتوجيه السؤال له عن الأمر الذي أغضبه وكان سبباً في انزعاجه، ومحاولة فهم مشاعره، وإظهار التعاطف معه، وإخبار الشخص والده بأنّه يتفهّم شعوره بالغضب ويحترم ذلك ويحرص على حلّ المشكلة، ثمّ تزويده بمعلومات كافية وكاملة حول الموقف الذي أغضبه، وتفسيره له بطريقة مهذّبة ولطيفة، وتوضيح سبب حدوثه أو سبب القيام به.
المبادرة إلى حل المشكلة التي سبّبت غضب الوالد
ينبغي على الشخص بعد تهدئة الوالد الغاضب ومعرفة سبب انزعاجه أن يؤكّد له بأنّه سيُصلح الموقف أو المشكلة التي كانت السبب الرئيسي في عصبيته وتوتّره، ويجد الحل لها في أقرب وقت ممكن ويوضّح له كيفية حلّها بدقة؛ ليستطيع طمأنته والحفاظ على هدوئه، وبعد ذلك يجب متابعة الأمر مع الوالد وسؤاله عن أيّة مشكلات أو مواضيع أخرى يُريد مناقشتها وبالتالي يستطيع تجنّب تكرار حدوث هذا الأمر، ويحدّ من إغضاب والده في المرّات القادمة.
إجراء مكالمة هاتفية مع الوالد
تُعدّ المكالمة الهاتفية مع الوالد من أفضل الطرق وأكثرها فاعليةً للتواصل، وفهم مخاوفه وما يُفكّر به، علماً بأنّ ذلك قد يستغرق وقتاً أطول في حلّ المشكلة، إلا أنّه يُسهّل القدرة على التحدّث بين الطرفين عن كلّ ما يجول في خاطرهما، ويجب في هذه الحالة تجنّب إرسال الرسائل النصية؛ إذ غالباً ما يُساء فهمها لعدم قدرة الطرفين على سماع نبرة الصوت وإدراك مشاعر الطرف المقابل.
تقبل شخصية الوالد
يكون سبب غضب الوالد نابعاً من شخصيته وطبيعة تفكيره في بعض الأحيان؛ لذلك من المهم أن يفهم الشخص شخصية والده وطريقة تفكيره كي يستطيع إيجاد المصدر الرئيسي لغضبه ونتيجة وصوله إلى هذه الحالة، فقد يكون سبب هذا الغضب خوف الوالد الزائد وقلقه المستمر على أبنائه، أو أن يكون هناك سوء فهم، أو أنّه اعتاد على الصراخ عند حدوث أيّ شيء لأنه بحسب اعتقاده يجدها الطريقة الأنجح في إنجاز الأمور، ففهم الشخص للوالد الغاضب يحلّ نصف المشكلة؛ لأنّه حينها فقط سيكون قادراً على التعامل معه بسلاسة.
التحدث بهدوء والتحكم بلغة الجسد
يجب أن يكون الشخص إيجابياً ويستخدم نبرةً هادئةً في الحديث مع والده ويبتسم باستمرار، ومن المهم ألّا يرفع صوته على والد الغاضب ويتجنّب ذلك بشكلٍ قاطع، كما يجب أن يكون قادراً على التحكّم بلغة جسده التي قد توضّح مدى اهتمامه بعصبية والده، وذلك من خلال التاصل معه بالعينين، وعدم عقد ذراعيه، أو وضع يديه فوق وركيه؛ حتّى لا يظهر الشخص وكأنّه غير مكترث لما يسمعه.
تأجيل النقاش
في حال الغضب الشديد للوالد وصراخه أثناء التحدّث يُمكن للشخص أن يوضّح له أنّه غير قادر على إكمال المناقشة بهذا الوضع وأن يطلب منه أن يخفض صوته للتوصّل إلى حلّ بسرعة، مع الحرص على أن يكون ذلك باحترام وبأسلوب مهذّب، وفي حال استمرار الأب في الصراخ فمن الأفضل تحديد موعد آخر للمناقشة يكون الأب فيه هادئاً وقادراً على إجراء هذا النقاش.
تحمل المسؤولية والاعتذار
قد يكون الاعتذار أحد الأمور التي تحلّ أيّة مشكلة وتُقلّل من الغضب والعصبية والتوتر الحاصل لدى الطرف الآخر، وتوضّح مدى تحمّل مسؤولية الفرد تجاه الشيء الذي أغضب والده منه، فيُمكن وقتها حلّ المشكلة بتقديم ملاحظات بنّاءة، والتوصّل إلى حلول فعّالة بكلّ سهولة ويُسر؛ لذلك لا بدّ من أن يعترف الشخص بخطأه إذا اكتشف ذلك ويعتذر عنه لتصحيح الأمر بسرعة وتجنّب تفاقمه، إذ ينبغي عدم الخجل أو الخوف من تقديم الاعتذار.
سبب عصبية الوالدين في بعض الأوقات
تُعتبر تربية الأبناء من المهام الشاقة والمهمّة للغاية، وقد يتعرّض الآباء للكثير من الضغوط التي تُحتّم عليهم موازنة أمور حياتهم المختلفة وقراراتهم المتنوعة، بدايةً من الوظيفة إلى الأعمال المنزلية، والأنشطة الاجتماعية، ووقت الأسرة وتربية الأطفال، وما إلى ذلك، والذي قد يتعارض أحياناً مع رغبات الطرف الآخر، او يكون نتيجته عدم تقديم الدعم والمساندة من قبله، فيحدث بعض الخلافات التي تؤدّي في بعض الأوقات إلى فقدان الصبر، والشعور بالغضب والعصبية ، خاصةً عندما لا تسير أمورهم كما خططوا لها سابقاً.
وفي بعض الأحيان يكون سبب العصبية هو غضب الابن نفسه؛ كأن يتحدّث دون احترام مع والده، فيرى الأب نفسه غاضباً ويُهاجمه فوراً، كما يُمكن أن ينقاد الشخص للعصبية جرّاء المرض، والتوتّر من العمل، أو المرور بضائقة مالية، وقلّة النوم، وعدم تخصيص وقت للراحة لنفسه، والكثير من الأمور الاخرى.