أضرار السمنة
أضرار السمنة
على الرغم من كون السمنة وزيادة الوزن لا تعني بالضرورة الإصابة بالأمراض، إلَّا أنَّها تشكل عامل خطر على صحة جسم الإنسان، فهي تزيد من فرصة تعرّض الشخص لعدد من الاضطرابات والمشاكل الصحية، التي نذكر منها ما يأتي:
السكري من النوع الثاني
تؤدي السمنة إلى زيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، ويُعرّف على أنّه ارتفاع تركيز السكر في الدم ليتجاوز تركيزه الطبيعي، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالعديد من المضاعفات؛ كتلف الأعصاب، ومشاكل في النظر، والجلطات الدماغية، وأمراض القلب، وأمراض الكلى.
وبما أنَّ السمنة تزيد فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ينصح بخسارة 5-7% من وزن الجسم في حالات السمنة وزيادة الوزن، والمداومة على ممارسة التمارين الرياضية لتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
أمراض القلب والجلطة الدماغية
تؤدي السمنة زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب ، إذ تؤدي السمنة إلى ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول الضار في الجسم، ممَّا يؤدي إلى زيادة فُرص الإصابة بأمراض القلب والجلطات القلبية، لكن ما يدعو إلى الطمأنينة هو أن خسارة الوزن تساهم في تقليل فرص الإصابة بهذه الأمراض، وربما يظهر هذا التأثير الإيجابي حتى وإنْ كان نزول الوزن بسيطًا، وهنا تبرز أهمية تخفيف الوزن الزائد والتخلص من السمنة.
أمراض الكلى
ترتبط السمنة بأمراض الكلى بصورة مباشرة وغير مباشرة، إذْ تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، اللذان يُعدّان السبب الرئيسي للإصابة بالفشل الكلوي المزمن، ويشار إلى أنّ السمنة تزيد من فرص الإصابة بالفشل الكلوي وتفاقم مشاكل الكلى، حتى في حالة عدم الإصابة بالسكري أو ضغط الدم المرتفع.
أمراض المرارة
من الشائع إصابة الشخص بأمراض المرارة وحصوات المرارة في حال كان يعاني من السمنة، لذا يُنصح بخسارة الوزن بمعدل 0.45 كيلوغرام تقريبًا في الأسبوع، ويجدر الابتعاد عن الأنظمة أو الطرق التي تُسبب نزول سريع في الوزن، أو نزوله بكميات كبيرة خلال فترة قصيرة، إذ يُشار إلى أنّ ذلك يزيد من فرصة تُعرض الشخص للإصابة بحصى المرارة.
مشاكل الحمل
تعد السمنة مُسبب رئيسيّ للإصابة بالمشاكل والمضاعفات الصحية أثناء فترة الحمل، والتي نذكر منها الآتي:
- سكري الحمل.
- ما قبل تسمم الحمل أو مقدمات الارتعاج (Preeclampsia)؛ وهي حالة ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل، ويشار إلى أنّها قد ينعكس أثرها سلبًا على الحامل والجنين.
- الحاجة للجراحة القيصرية عند الولادة.
التهاب المفصل التنكسي
تزيد السمنة من خطورة الإصابة بالتهاب المفصل التنكسي أو الداء المفصلي التنكسي أو الفصال العظمي (Osteoarthritis)، الذي تظهر أعراضه على صورة ألم وتورّم في المفصل المتأثر، ومحدودية حركته، ويُعزى ذلك إلى كوْن السمنة تزيد من الضغط المؤثر على المفاصل والعظام.
انقطاع النفس النومي
تزيد السمنة من خطر الإصابة بانقطاع النفس النومي (Sleep apnea)؛ وهي حالة يتوقف فيها التنفس بشكل لحظي أثناء النوم، فالسمنة تسبب تقلص المجاري الهوائية وتُعيق توسعها جرَّاء وجود كميات كبيرة من الدهون المُخزنة حول الرقبة، الأمر الذي يُسفر عنه صعوبة التنفس أثناء النوم وربما ظهور مشكلة الشخير.
أمراض الكبد
تزيد السمنة من فرصة الإصابة بأمراض الكبد، مثل مرض الكبد الدهني المعروف أيضًا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ويُذكر بأنَّ تراكم الدهون في الكبد قد تؤدي إلى تلفه أو الإصابة بحالة تليف الكبد، ويشار لعدم وجود أعراض مصاحبة لحالة دهون الكبد، وقد تتفاقم الحالة ممّا يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بفشل الكبد، وهنا تبرز أهمية السيطرة على مشكلة دهون الكبد وعلاجها، والذي يكون باتباع مجموعة من السلوكيات والنصائح، منها:
- خسارة الوزن.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الامتناع عن شرب الكحول.
الاكتئاب
في كثيرٍ من الأحيان، يتعرض الأشخاص المصابين بالسمنة لتنمر وتمييز في المعاملة على أساس اختلاف الوزن، الأمر الذي قد يؤدي مع مرور الوقت إلى الشعور بالحزن أو فقدان الثقة بالنفس.
المشاكل الهضمية
تزيد السمنة من فرصة الإصابة بأمراض واضطرابات الجهاز الهضمي، كالإصابة بحرقة المعدة، أو كما ذكر سابقًا، الإصابة بأمراض الكبد، ومشاكل المرارة.
العلاقة بين السمنة والسرطان
يصعب معرفة العلاقة بين الإصابة ب السمنة ومرض السرطان ، على خلاف العلاقة الواضحة ما بين السمنة وأمراض القلب مثلًا، وربما يُعزى ذلك إلى حقيقة أنَّ السرطان عبارة عن مجموعة من الأمراض وليس مرضًا واحدًا بذاته، ورغم ذلك، تشير الأدلّة إلى أنَّ زيادة كمية دهون الجسم قد يزيد من فُرص الإصابة بعدد من أنواع السرطان، منها:
- سرطان القولون.
- سرطان الثدي؛ بعد سنّ اليأس.
- سرطان بطانة الرحم.
- سرطان الكلى.
- سرطان المريء.
فقد نُشرت دراسة في مجلة ذا لانسيت (The Lancet) عام 2015، وذكر فيها أنَّ حوالي 28 ألف حالة جديدة من السرطان بين الرجال و72 ألف حالة جديدة من السرطان بين النساء سُجِّلت بحلول عام 2012م كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وبالإجمال، ما يقارب 3.6% من حالات السرطان الجديدة عام 2012م لها علاقة بمشكلة السمنة والوزن الزائد.
أسباب السمنة
تعدّ السمنة من الأمراض المزمنة التي تعبِّر عن تراكم الدهون الزائدة في الجسم، وهي من المشاكل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض التي قد تحمل خطورة على صحة الإنسان كما أسلفنا بالذكر سابقًا، لذا فتأثيرها ليس محصورًا على مظهر الجسم والجانب الجمالي فقط، ومن الضروري معرفة الأسباب التي قد تؤدي إلى المعاناة من السمنة ، والتي نُجمل منها:
- عدم الموازنة بين كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد والكمية المُستهلكة خلال ممارسة الأنشطة اليومية والرياضة، ممّا يؤدي إلى تخزين السعرات الحرارية الزائدة على صورة دهون في الجسم، فمع غياب المراقبة والسياسات الداعمة لمجال الصحة، والزراعة، والبيئة، والنقل، وصناعة الأطعمة، والتسويق، والتعليم، والتقدم التكنولوجي، تأثرت طبيعة التغذية والنشاط الجسدي للأفراد، وذلك كالآتي:
- زاد استهلاك الناس للأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية الغنية بالدهون والسكريات.
- قلّ النشاط البدني المبذول بسبب اختلاف طبيعة الحياة، والذي يشمل اختلاف طبيعة العمل والمواصلات والتنقلات اليومية.
- حدوث التغيرات الهرمونية، وتأثير عمليات الأيض.
- تأثير العوامل الجينية والسلوكية.
نصائح لتقليل مخاطر السمنة
قبل كل شيء، لا بدّ من الإشارة إلى الدور الذي يلعبه تخفيف الوزن الزائد والحفاظ على نزوله في تقليل مخاطر الإصابة بمضاعفات السمنة ومخاطرها الصحيّة، حتى وإنْ كان نزول الوزن قليلًا، مثل خسارة 3% أو أكثر من مُجمل الوزن الكلي، وفيما يأتي بعض النصائح التي تساعد على نزول الوزن بصورة صحية:
- تخفيف الوزن الزائد تدريجيًّا: وذلك للحفاظ على استمرار نزول الوزن، إذْ أنَّ خسارة الوزن السريعة قد تؤدي إلى خسارة وزن العضلات، والعظام، والماء بدلًا من خسارة الكتلة الدهنية، وفي هذا السياق، يُوصى بتخفيف حوالي 0.5-1 كيلوغرام من وزن الجسم أسبوعيًّا، والالتزام بحمية غذائية متوازنة وصحيّة يمكن الاستمرار عليها طوال الوقت، والابتعاد عن الأنظمة الغذائية التي تروج لخسارة الوزن السريعة.
- وضع أهداف واقعية لخسارة الوزن: إذْ لا بدّ من وضع خطة لخسارة الوزن تلائم الظروف الفردية، وتضمن تحقيق الأهداف الواقعية خلال فترة قصيرة.
- إدراك كمية الأكل المستهلكة وسبب الأكل: فهم طبيعة العادات الغذائية ومبررات الأكل الزائد؛ فمن شأنه أن يزيد من التزام الشخص بتحقيق أهدافه في إنقاص الوزن الزائد.
- التحكم بحجم حصة الطعام: حيث أنَّ تخصيص حصص صغيرة من الوجبات يساعد على نزول أكبر في الوزن.
- اختيار الطعام بذكاء: حيث أنه لا يشترط الحرمان من جميع الأكل المفضل لخسارة الوزن، بينما يجب تعلم كيفية اختيار الطعام الصِّحي، وإضافة الأصناف التي تزيد من مدّة الشعور بالشبع؛ كالخضروات والفواكه، والحبوب الكاملة.
- تناول الوجبات بسعرات حرارية محدّدة: سواءً كان ذلك بناءً على توصيات الطبيب، أو أخصائي التغذية.
- زيادة النشاط البدني: إذْ يوصى بممارسة الرياضة والقيام بالأنشطة التي من شأنها أنْ تؤدي إلى زيادة نبض القلب، كالمشي مثلًا، وهنا ينصح بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا.
- ترطيب الجسم وشرب السوائل: إذْ يُنصح بشرب كميات كافية من الماء يوميًّا، للحفاظ على صحة الجسم، وتخفيف الوزن، بالإضافة إلى أنَّ شرب الماء قبل تناول الطعام يؤدي إلى الشعور بالشبع وتناول كميات أقل من الطعام.
ملخص المقال
زاد انتشار السمنة في العصر الحديث بفضل التقدم التكنولوجي وما وفرته من وسائل راحة، وسهولة التنقل والمواصلات، وتغير طبيعة الغذاء، وقد ورد في المقال عدد من المخاطر التي قد يتعرض لها الإنسان بسبب السمنة، فهي تعد عاملًا رئيسيًّا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري، وأمراض الكلى والكبد، ومشاكل الحمل، والاضطرابات الهضمية، والاكتئاب، والتهاب المفاصل، وغيرها، ولذلك وُجِدت العديد من الحلول لمعالجة السمنة وتقليل مخاطرها، إلّا أنّ من أفضل هذه الحلول يتمثّل باتباع نظام غذائي صحي متوازن السعرات الحرارية، وإضافة التمارين الرياضية إلى الحياة اليومية، والعمل على خسارة الوزن تدريجيًّا وليس دفعة واحدة.