كيف أبعد وساوس الشيطان عني
ما يُعين على اجتناب وساوس الشيطان
المعركة بين الإنسان و الشيطان معركةٌ قديمةٌ منذ بدء الخلق، وقد عرف الشيطان مداخل نفس الإنسان، واستغلّ جهل بعضهم وسعيهم وراء رغباتهم وشهواتهم، وبذلك استطاع أن يتسلل إليهم بالوسوسة وهم في غفلةٍ من أمرِهم، وسيتمّ فيما يأتي بيان أهمّ الوسائل التي تُعين على تجنّب وساوس الشيطان:
الصحبة الصالحة
إن الرفقاء الصالحين يساعدون صاحبهم على الثبات على طريق الهدية، ويحفظونه من الانقياد في طريق الضلالة من خلال نصحهم ووعظهم له، قال الله -سبحانه-: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)، أما رفقاء السوء فهم الذين يجرون العبد إلى طريق الشيطان، خاصةً في بداية طريق توبته، لذلك يجب الابتعاد عنهم.
المداومة على ذكر الله
إنّ ذكر الله -تعالى- يحمي العبد من وساوس الشيطان، ويُحصّنه من الزّلل واتّباع خطواته، وقد أخبر الله بأن الشيطان وسواس خناس ، فإذا غفل العبد عن الذكر استحكم عليه الشيطان، أما إذا ذكر العبد الله -عزّ وجل- خنس الشيطان وهرب، وليس هناك شيء أشدّ على الشيطان من الذكر، وليس هناك شيء أحب إليه من الغفلة، قال -تعالى-: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ).
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
أرشد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالتعوّذ من الشيطان لاجتناب وساوسه، وتكون الاستعاذة بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، قال -تعالى-: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله ويستعيذ من الشيطان فيقول: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ونفخِهِ وَهَمزِهِ ونفثِهِ).
المحافظة على صلاة الجماعة
أخبر النبيّ أنّ صلاة الجماعة سببٌ لابتعاد الشيطان عن المسلم، ويدلّ على ذلك ما جاء عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ، فعليْكم بالجماعةِ، فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ).
عدم تأجيل التوبة
إنّ الرجوع الدائم إلى الله -تعالى- والتوبة الصادقة إليه تدفع وساوس الشيطان عن المسلم، ذلك أنّ الشيطان يُحاول أن يأتي للإنسان بالخطوات التدريجية، وينشر اليأس في قلبه من قبول توبته، فإذا استسلم الإنسان لذلك صار يتّبع خطوات الشيطان بالتدريج، وإذا عاد إلى الله مباشرةً يئس الشيطان منه، قال -تعالى-: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).
طرق أخرى تبعد الشيطان
هناك العديد من الطرق والوسائل الأخرى التي تُعين المسلم على اجتناب وساوس الشيطان، ونذكر منها أيضاً ما يأتي:
- المداومة على قراءة أذكار الصباح والمساء ، وأذكار النوم، ودعاء الدخول إلى الخلاء.
- عدم الاسترسال مع هذه الوساوس ومدافعتها.
- الإكثار من قراءة القرآن، والانشغال بطاعة الله -عزّ وجلّ-.
- الحرص على طلب العلم، فإنّه يُزيل الجهل ويدفع وساوس الشيطان.
- تجنب أماكن الشبهات ومواطن إثارة الشهوات.
- الصوم، حيث يقوي العزيمة، ويسدّ مجاري الشيطان.
- قراءة قصص التائبين إلى الله، فهي تقوي النفس، وتبين سعة رحمة الله، وتزيد الهمة في طاعة الله، وتجنب وسوسة الشيطان.