كيف أبتعد عن النظر إلى الحرام
البصر
تعتبر نعمة البصر من النّعم العظيمة التي أنعم الله بها على عباده؛ حيث يرون فيها عجائب قدرة الله -عزّ وجل- وبديع صنعه في الأرض والسماء، ولكن هذه النعمة قد تنقلب نقمة حين يستعملها صاحبها في النظر إلى ما حرّم الله عليه، فيكتسب المعاصي، والآثام التي تكون سبباً في هلاكه في الدنيا، ودخوله في نار جهنم في الآخرة. وفي هذا المقال سنعرفكم على كيفية الابتعاد عن النظر إلى الحرام.
كيف أبتعد عن النظر إلى الحرام
ترسيخ كره الذنب في النفس
إنّ الطريق نحو ترك المعصية والعودة إلى الله -عزّ وجل-؛ هو أن يقنع العبد نفسه بأنّ ذلك هو الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى الفوز بجنة الله التي أعدها للمتقين، حيث إنّ السبب العظيم ل ترك مشاهدة المحرمات أن نعلم أنها تغضب الله -عزّ وجل-، وتنشر الفاحشة في المجتمع، وتطلع على عورات الناس، وتحث الناس على البحث عن المحرمات.
وتعرض المرأة على أنها سلعة يُتاجر بها، لذلك فإنّ الخطوة الأولى هي التفكر في سوء هذا الذنب؛ وسوء نتائجه في المجتمع، وغضب الله منه، وسوء المصير لفاعله، حيث يتوجب على المسلم أن يقنع نفسه بكراهيته، وأن يحاول جاهداً إزالة حلاوة فعله من خلال تذكر مرارة أثره.
التوبة والاستغفار
باتباع الذنب ب التوبة العاجلة النصوحة ، وذلك لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمْحُها)، كما وصفهم الله -عزّ وجل- بأنهم من أهل الإيمان، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
وإذا أتبع العبد ذنبه بتوبة صادقة فإن الله يباعد بينه وبين ذنبه، قوي وازع الامتناع عنده، فإذا وقع في الذنب مرةً أخرى سارع إلى التوبة والاستغفار، وجدد عهده لله -عزّ وجل- بعدم العودة، وأبدى ندمه.
وذلك بدليل قوله النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلا غَفَرَ لَه)، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ).
قطع الطريق الذي يوصل إلى الذنب
على العبد أن يحاول جاهداً قطع الطريق على الذنب، حيث ستجد نفسه في بعض الأوقات محباً للطاعة والتوبة، عندها عليه استثمار هذه اللحظة للتوبة، والبحث عن الطريقة والوسائل التي يقطع بها الطريق عن هذا الذنب، كأن يبحث عن البرامج المتخصصة في حذف المقاطع المحرمة عن جهازه، أو ترك مجالس الاختلاط، والابتعاد عن قراءة ما يثير الشهوة.
أو أن يضع جهاز الحاسوب الخاص به في مكان يراه الجميع، وإذا كان الذنب يأتي عن طريق صديق فقطع العلاقة به والابتعاد عنه أولى، مع نصحه وإرشاده، أمّا إذا كان الطريق بالنظر إلى المحرمات هو الوحدة؛ فعلى المسلم أن يحاول قدر الإمكان ألا يبقى وحيداً.
شغل النفس بالأعمال النافعة
إنّ الحرص على القيام باكراً، والبحث عن الأعمال المفيدة للقيام بها؛ من أفضل الطرق النافعة لترك هذا الذنب؛ حيث إنّ غالبية المشاهدين للمحرمات يختلون بها في الليل، وقت سهراتهم؛ لذا فإنّ محاولة قطع عادة السهر يكون من خلال الاستيقاظ باكراً، وبدأ اليوم بصلاة الفجر، ووضع قائمة الأعمال المراد إنجازها؛ حيث إنّ ذلك سيكون العون في الدنيا والآخرة.
الدعاء إلى الله
على المسلم أن يلزم الدعاء بصدق ويقين في الإجابة، مع الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وهذه الخطوة هي مصاحبة لكل خطوة من الخطوات السابقة، حيث إنّ الدعاء أساس مهم ومؤثر كبير في تحصين النفس من الوقوع في الذنب؛ فالله يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات، ويغفر الذنوب.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الخطوات مرتبطة بعضها ببعض، ولذلك فإنّ النجاح في البعد عن المحرمات يتوجب تطبيقها جميعها.
الزواج والصيام
إذ إنّ الزواج للقادر عليه حصن منيع من مفاسد شتى؛ منها النطر إلى المحرمات، ومن لم يستطع ذلك فعليه بالصيام؛ ففيه تقوى النفس على العبادة، وتقل رغبات الشهوة؛ وهذا التوجيه هو توجيه نبوي؛ حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ).