كم عيد للمسلمين في السنة
عدد أعياد المسلمين في السنة
يحتفل المسلمون في كلِّ عامٍ بعيدين ؛ الأوَّل يأتي بعد الانتهاء من أداء فريضة صيام شهر رمضان، والثَّاني يكون بعد أعظم العبادات التي فرضها الله -تعالى- على عباده؛ ألا وهي فريضة الحجِّ، و العيد عند المسلمين هو اليوم الذي يتمُّ الاحتفال فيه كمكافأةٍ من الله -سبحانه وتعالى- لعباده نتيجةَ صبرهم وثباتهم على أداء عباداتهم التي فرضها عليهم، والتي تتضمَّن الصَّوم والحجَّ.
ويتخلَّل العيد العديد من مظاهر البهجة والسُّرور في النُّفوس، ويُشار إلى أنَّه يبدأ بالطُّقوس والشَّعائر الدِّينية؛ كالتَّكبير وصلاة العيد، وحضور خطبة العيد، وصلة الرَّحم، ومن ثمَّ الاجتماع مع العائلة والاستمتاع بتناول الطَّعام والشَّراب، وفيما يأتي في المقال ذكرهما.
عيد الفطر
موعده
المدَّة الشَّرعيَّة لعيد الفطر (العيد الصغير) هي يومٌ واحدٌ؛ إذ يبدأ بعد أن تغرب شمس آخر يومٍ من أيَّام شهر رمضان المبارك، وينتهي مع غروب اليوم الأوَّل من شهر شوال.
مناسبته والحكمة من تشريعه
هو العيد الأوَّل الذي تحتفل فيه أمَّة محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وسُمِّي بهذا الاسم؛ لأنَّ فيه يفطر المسلمون بعد صيامهم شهراً كاملاً.
الأعمال المُستحبَّة فيه
إنّ من الأعمال المستحبَّة في عيد الفطر : صلاة العيد التي يؤدِّيها المسلمون بعد أن تشرق الشَّمس بعشرين دقيقة تقريباً، فيلتقون مع بعضهم، ويتبادلون التَّهاني والمعايدات، بالإضافة إلى أداء صَدَقَةِ الفِطر أو زكاة الفِطر التي أوجبها الله -تعالى- على كلِّ مسلمٍ عنده قوت يومه؛ ليتقرَّب إلى الله بما يطهِّر صومه من الأخطاء التي قد تحصل أثناء صوم رمضان، وليستغني فيه النَّاس عن الحاجة في يوم العيد.
وتنتشر صلة الأرحام في عيد الفطر وزيارات النَّاس لأهلهم وذويهم، كما يَستقبلون أصدقاءهم وجيرانهم، وبذلك يكونوا قد وصلوا أرحامهم كما أمرهم الله -جلَّ وعلا-، ومن طقوس المسلمين في هذا العيد أنَّهم يتناولون بعض التَّمر، ويقدِّمون أصنافاً مختلفةً من الحلويات لضيوفهم وزوَّارهم، ومن أبرز هذه الأصناف: كعك العيد المحشوِّ بالتَّمر أو المكسَّرات، والمُغطَّى بالسكَّر المطحون، بالإضافة إلى الغريبة، والبيتفور، وأنواعٍ مختلفة من البسكويت.
عيد الأضحى
موعده
عيد الأضحى (العيد الكبير) هو العيد الثَّاني للمسلمين، ويكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجَّة؛ إذ يحتفل فيه النَّاس بعد أن يقف حجَّاج بيت الله الحرام على جبل عرفات لتأدية أهمِّ مناسك الحج، وعدد أيَّام عيد الأضحى أربعة أيَّامٍ، حيث ينتهي مع غروب شمس الثَّالث عشر من ذي الحجَّة.
أسماءه
يُسمَّى عيد الأضحى بأسماء كثيرة منها: يوم النَّحر، أو العيد الكبير كما في معظم الدول العربيَّة نحو فلسطين، والأردن، ولبنان، ومصر، والمغرب، وتونس، والعراق، وليبيا، والجزائر، أو عيد الحجِّ أو عيد الحجَّاج حسب ما يُسمِّيه الشَّعب البحريني، وكذلك عيد القربان كما في إيران.
مناسبته والحكمة من تشريعه
يأتي عيد الأضحى بعد تسعة أيَّامٍ من شهر ذي الحجَّة، وتعدُّ هذه الأيَّام من أفضل الأيَّام، والعمل فيها خيرٌ من العمل في غيرها من الأيَّام، ويأتي كذلك بعد يوم الوقوف بعرفة للحجَّاج الذي هو ركن الحجِّ الأكبر، فيكون العيد كمكافأةٍ للمسلمين على الطَّاعات التي قدّموها في موسم الطَّاعات والخيرات.
الأعمال المُستحبَّة فيه
يستحبُّ التقرُّب إلى الله في عيد الأضحى بالعديد من العبادات ؛ كصلاة العيد، ومن أهمِّ ما يميِّز هذا العيد أنَّ المسلمين من غير الحجَّاج يتقرَّبون إلى خالقهم بالتَّضحية بأحد أنواع الأنعام المتمثِّلة في: الأغنام، والأبقار، والجِمال؛ إذ يذبحون الأضحية ويوزِّعونها على الفقراء، والمساكين، والأقرباء وغيرهم، وهذا السَّبب الرئيسيُّ لتسميته بعيد الأضحى.
ومن أهم الأعمال التي تُؤدَّى في عيد الأضحى ممَّا يختصُّ بها الحاجُّ دون غيره؛ أعمال يوم النَّحر من طوافٍ، وحلقٍ، وذبحٍ، ورمي جمرة العقبة، وفي أيَّام التَّشريق يرمي الحجَّاج الجمرات.
حكم الاحتفال بالأعياد التي لم تَرِد في الإسلام
في حال اتَّفق النَّاس على تخصيص يومٍ من الأيَّام بحيث يحتفلون فيه بمناسبةٍ معيَّنةٍ لتعميق معنىً في المجتمع، كما في تخصيص يوم للاحتفال بالأم، فإن كان هذا الاحتفال بالعيد لا يصاحبه الاعتقاد بأن هذا العيد عيدٌ دينيٌّ، ولا يكون هذا العيد له بُعدٌ دينيٌ عند غير المسلمين، ولم يصاحب الاحتفال بهِ منكرٌ من المنكرات، فإنَّه من الجائز الإهداء والابتهاج بهذه الأعياد.