كم عدد سجدات التلاوة
عدد سجدات التلاوة
لقد ورد فضل سجود التلاوة في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ).
وقد جاءت في القرآن الكريم خمس عشرة سجدةً، سميت بسجدات التلاوة، وتوزّعت في القرآن الكريم في عدد من السور، ولقد تباينت أقوال العلماء في المواضع التي يستحب فيها سجود التلاوة كما يلي:
المواضع المتفق على سجود التلاوة فيها
ولقد اتفق العلماء على سجود التلاوة في عشرة مواضع منها، وهي:
- قوله -تعالى- في سورة الأعراف: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ).
- قوله -تعالى- في سورة الرعد: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ).
- قوله -تعالى- في سورة النحل: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ).
- قوله -تعالى- في سورة الإسراء: (قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا *وَيَقولونَ سُبحانَ رَبِّنا إِن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولًا *وَيَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعًا).
- قوله -تعالى- في سورة مريم: (أُولـئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).
- قوله -تعالى- في سورة الحج: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ) .
- قوله -تعالى- في سورة الفرقان: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا).
- قوله -تعالى- في سورة النمل: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ).
- قوله -تعالى- في سورة السجدة: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).
- قوله -تعالى- في سورة فصلت: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ).
المواضع المختلف على سجود التلاوة فيها
واختلفوا في خمسة مواضع لسجود التلاوة وهي:
- قوله -تعالى- في سورة الحج: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
- في سورة (ص) اختلف العلماء في موضعين، الأول في قوله -تعالى-: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)، والثاني في قوله -تعالى-: (فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ).
- قوله -تعالى- في سورة النجم: (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا).
- قوله -تعالى- في سورة الانشقاق: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ).
- قوله -تعالى- في سورة العلق: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب).
حكم سجود التلاوة
سجود التلاوة سنةٌ مؤكدةٌ، أي إنّه ليس واجباً كما أنّه لا يؤثم من تركه، والدليل على ذلك سيّدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سجد أحياناً وأحياناً أخرى لم يسجد، وسجود التلاوة هو سجودٌ دون سجود الصلاة، فإذا قرأ العبد آية فيها سجود للتلاوة سجد سجدةً واحدةً سواءً أكان في الصلاة أم خارجها، أو كان يقرأ القرآن الكريم من المصحف الشريف أو غيباً.
كيفية سجود التلاوة
فهو عبارة عن سجدة واحدة، حيث يقوم المسلم بالتكبير والسجود سجدة واحدة ولا يُسلّم بعدها، وقد اختلف العلماء في اشتراط الطهارة واستقبال القبلة وستر العورة فيه.
ولقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صيغتان من صيغ دعاء سجود التلاوة، كما يأتي:
- (سجدَ وجهي للَّذي خلقَهُ، وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ، بحولِهِ وقوَّتِهِ فتبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ).
- (اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا، وضع عنِّي بها وزرًا، واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ).