كم عدد السور المكية والمدنية في القرآن الكريم
القرآن
القرآن لغةً مشتقٌ من مادة قرأ، بمعنى تلا، ويدل على ذلك قول الله تعالى: (وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ)، فالقرآن بمعنى المقروء، ثمّ أُطلق على كلام الله -تعالى- المحفوظ بين دفتي المصحف، أمَّا اصطلاحاً فهو كلام الله -تعالى- المنزل على نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بواسطة جبريل عليه السلام، المعجز بلفظه ومعناه، والمتعبد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر ، المبدوء بسورة الفاتحة ، والمنتهي بسورة الناس.
عدد السور المكية والمدنية
بدايةً إن للعلماء في معنى المكي والمدني ثلاثة اصطلاحات، وهي على النحو الآتي ومن عدة حيثيّات:
- باعتبار مكان النزول: ذهب جماعة من العلماء إلى أنّ المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، ويدخل في مكة ضواحيها، وما نزل على النّبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى، وعرفات، والحديبية، والمدني ما نزل في المدينة، ويدخل في المدينة ضواحيها، وما نزل على النبي- صلى الله عليه وسلم- في بدرٍ ، وأُحد.
- باعتبار الخطاب: قيل إن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة، والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة، وقالوا إنّ الآيات المبدوءة بلفظ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)، مكية، وما صُدِّر بلفظ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) مدنية؛ لأنّ الكفر كان غالباً على أهل مكة فكان الخطاب لهم يا أيها الناس، وأمَّا أهل المدينة فكان الغالب عليهم الإيمان، فكان الخطاب الموجّه إليهم يا أيها الذين آمنوا.
- باعتبار زمن النزول: فالمكي؛ ما نزّل قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وإن كان نزوله بغير مكة ، والمدني؛ ما نزل بعد الهجرة ، وإن كان نزوله بمكة.
وتنقسم سور القرآن إلى مكي ومدني، وعدد سور كلٍ من النوعين على النحو الآتي:
- السور المدنية: تنقسم السور المدنية إلى قسمين، مدنيٌّ باتفاق وعدده عشرون سورة؛ وهي سورة البقرة ، آل عمران، والمائدة، والأحزاب، والنساء، والأنفال، والممتحنة، والتوبة، والنور، والفتح، ومحمد، والحديد، والمجادلة، والحشر، والحجرات، والجمعة، وسورة المنافقون ، والتحريم، والطلاق، والنصر، وأمّا السورالمدنية المختلف فيها اثنتي عشرة سورة، وهي؛ سورة الفاتحة، والصف، والرعد، والتغابن، والمطففين، والرحمن، والقدر، والزلزلة، والبيّنة، والإخلاص ، والفلق، والناس.
- السور المكية: والسور المكية باتفاق هي السور الباقية، أي كل سور القرآن الكريم ما عدا السور المدنية، و عدد السور المكية اثنان وثمانون سورة.
أسماء القرآن الكريم
إن لكتاب الله -تعالى- أسماء كثيرة، أوصلها بعض العلماء إلى أكثر من تسعين اسماً، وأشهر هذه الأسماء ما يأتي:
- القرآن: ورد لفظ القرآن في كتاب الله -تعالى- في عدّة مواضع، منها قوله تعالى: (إِنَّ هـذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا كَبيرًا).
- الذِّكر: جاء هذا الاسم في عدة مواضع من كتاب الله تعالى، منها قوله تعالى: (وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ).
- الفرقان: جاء لفظ الفرقان في كتاب الله تعالى في عدة آيات، منها: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).
- الكتاب: ورد لفظ الكتاب في عدّة مواضع من القرآن، منها قوله تعالى: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).
أول وآخر ما نزل من القرآن
اختلف العلماء في أول ما نزل من القرآن الكريم وآخر ما نزل منه على عدّة أقوال، وهي على النحو الآتي:
- أول ما نزل من القرآن الكريم: اختلف العلماء في أول ما نزل من القرآن الكريم على أربعة أقوالٍ بيانها فيما يأتي:
- ذهب جمهور العلماء إلى أنّ أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
- قال جابر بن عبد الله وأبو سلمة عبد الرحمن بن عوف: أول ما نزل من كتاب الله تعالى قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ).
- قيل إن أول ما نزل من القرآن سورة الفاتحة، قال الزمخشري في كتابه الكشاف: هذا قول أكثر المفسرين.
- ذهب بعض العلماء إلى أنّ أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
- آخر ما نزل من القرآن الكريم: كثُر اختلاف أهل العلم في آخر ما نزل من القرآن، وتفصيل الأقوال على النحو الآتي:
- ذهب جماعة من العلماء منهم ابن عباس وسعيد بن جبير -رضي الله عنهما- إلى أنّ آخر ما نزل من القرآن الكريم قوله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).
- قيل إنّ آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، ورُوي هذا القول عن ابن عباس.
- قال بعضهم إن آخر آية نزلت في كتاب الله -تعالى- هي آية الدَّين في سورة البقرة، وهي أطول آية في القرآن.
- قيل إن آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ)، وآخر ما نزل من السور سورة براءة .
- قيل إن آخر ما نزل هو سورة المائدة.
- قال بعضهم آخر سورة نزلت هي سورة الفتح ، وغير ذلك من الأقوال.
آداب تلاوة القرآن
تشتمل قراءة القرآن على مجموعة من الآداب التي لا بدّ للمسلم من امتثالها؛ تأدباً وإجلالاً لكتاب الله تعالى، وبعض هذه الآداب ما يأتي:
- الإخلاص لله تعالى.
- الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر عند تلاوة القرآن.
- التسوك عند قراءة القرآن، فهي مستحبة.
- الاستعاذة عند قراءة القرآن؛ لقوله تعالى: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ).
- البسملة عند بداية كل سورة إلا سورة التوبة؛ فإنّه لا بسملة في بدايتها.
- ترتيل القرآن الكريم؛ لقوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).
- تحسين الصوت بالقراءة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآن).
- سجود القارئ إذا مرَّ بآية فيها سجودٌ للتلاوة .