كم عدد البراكين في العالم
عدد البراكين في العالم
تُعرّف البراكين على أنّها ثقوب أو فوّهات في قشرة الأرض يخرج من خلالها المواد المنصهرة، وشظايا الصخور، والغازات الساخنة، ويمكن أن تتواجد هذه الفوّهات البركانية كذلك على سطح بعض الأقمار والكواكب الأخرى، وقد شكّلت البراكين عبر الزمن أكثر من 80% من سطح الأرض ، إذ تكوّنت العديد من الجبال والحفر الأرضية بفعل الانفجارات البركانية، وتساهم البراكين أيضاً في تكوين التربة الخصبة على سطح الكوكب، وذلك عن طريق تحرّر بعض المغذّيات نتيجة تكسّر الصخور البركانية التي نتجت عن تصلّب الحمم الغنية بالعناصر، ممّا يسمح للحياة والحضارات بالازدهار.
يُقدّر مجموع البراكين التي من المحتمل أن تكون نشطة بحوالي 1,500 بركان موزّع في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى السلاسل البركانية الموجودة في قاع المحيط في مراكز الانتشار على الحدود التباعدية، مثل: أعراف منتصف الأطلسي (Mid-Atlantic Ridge)، وقد انفجر نحو 500 بركان من هذه البراكين فيما مضى، إذ تشكّل العديد منها على طول حافّة المحيط الهادئ في منطقة الحزام الناري (Ring of Fire).
البراكين الأكثر نشاطاً في العالم
هناك براكين استمرّت في نشاطها لعدّة سنوات، وبعضها لعقود، وفيما يأتي قائمة بخمسة من البراكين الأكثر نشاطاً في العالم:
- بركان سانجاي: (Sangay)، يصل ارتفاع جبل سانجاي البركاني الذي يقع في الإكوادور (Ecuador) إلى نحو 5,230 متراً، ويعود تاريخ نشأته إلى حوالي 14,000 عام، وقد سُجّل أول انفجار له في عام 1628م، وبعد ذلك انفجر البركان عدّة مرّات في الفترة الممتدّة بين عاميّ 1728-1916م، ثمّ استعاد نشاطه مرّة أخرى في عام 1934م، ولم يتوقّف منذ ذلك الحين.
- بركان سانتا ماريا: (Santa María)، يبلغ ارتفاع بركان سانتا ماريا الذي يطلّ على ساحل المحيط الهادئ في غواتيمالا (Guatemala) نحو 3,772 متراً، وهو من نوع البراكين الطبقية (stratovolcano)، وقد انفجر هذا البركان انفجاراً كارثياً عام 1902م، ولذلك يُعدّ واحداً من أكبر الانفجارات البركانية في القرن العشرين، إذ تسبّب بأضرار جسيمة في جميع أنحاء جنوب غرب غواتيمالا، كما نتج عنه فوّهة جانبية في بنية الجبل البركاني، وقد شكّلت الحمم البركانية منذ عام 1922م تجمّع على شكل قباب عند فوهة البركان أُطلق عليها اسم سانتياجويتو (Santiaguito).
- بركان سترومبولي: (Stromboli)، يقع في جزيرة تابعة لإيطاليا، وما يظهر منه هو جزء فقط من بركان ضخم موجود تحت الماء، وقد انفجر بركان سترومبولي عدّة مرّات لأكثر من 2,000 سنة، ويُعرف نمط الثوران البركاني له بثوران سترومبوليّ، وقد تسبّب ثورانه في عام 2002م بحدوث تسونامي صغير، وإلحاق أضرار بقرية في الجزيرة التي تقع مقابل سواحل إيطاليا وصقلية.
- بركان جبل إتنا: (Mount Etna)، يبلغ الارتفاع الحالي لجبل إتنا البركاني في إيطاليا حوالي 3,340 متراً، ويعود تاريخ هذا البركان إلى عام 1,500 قبل الميلاد، وقد تكرّر ثورانه نحو 200 مرّة، وهو أكبر البراكين النشطة في أوروبا، وقد سُجّل أشدّ ثوران له في شهر مارس/أذار من عام 1669م، إذ استمرّ في قذف الصهارة لأيام متتالية، وذلك حتى نهاية شهر أبريل/نيسان من ذلك العام.
- بركان جبل ياصور: (Mount Yasur)، يقع جبل ياصور البركاني في جزيرة تانا (Tanna Island)، وهي أحد جزر دولة فانواتو(Vanuatu) الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، ويبلغ ارتفاعه 361 متراً فوق سطح البحر، ويُعدّ هذا البركان واحداً من البراكين الموجودة على طول منطقة الحزام الناري في المحيط الهادئ، وهو من نوع البراكين الطبقية، إذ تكوّن نتيجة حركة الصفائح التكتونية فوق بعضها، وهو في حال نشاط وثوران منذ أكثر من مئة عام، ويُصنّف نمط ثورانه الذي قد يحدث عدّة مرّات في الساعة على أنّه ثوران سترومبوليّ (Strombolian) أو فولكاني (Vulcanian)، أي أنّ قوة انفجاره ذو مستوى منخفض نسبياً.
مخاطر البراكين
هناك العديد من المخاطر التي تترتّب على ثوران البراكين، ومنها:
- تدفّقات الحمم البركانية: (Lava Flows)، تُعدّ تدفّقات الحمم البركانية من الآثار الشائعة للبراكين ذات الانفجارات الأقلّ قوة، والتي تقلّ سرعتها غالباً عن 64كم/ساعة، ممّا يمنح البشر الوقت لإخلاء المنطقة، وبالتالي فإنّ خطرها على الأرواح البشرية يكون أقلّ نوعاً ما، إلّا أنّها يمكن أن تكون أكثر ضرراً على الممتلكات، إذ إنّها قد تدمّر كلّ ما يمرّ في طريقها.
- تدفّقات الفتات البركاني: (Pyroclastic Flows)، تُعدّ تدفّقات الفتات البركاني واحدة من أخطر الآثار البركانية، فقد تؤدّي إلى الموت نتيجة الاختناق أو الحرق، كما أنّها ذات سرعة كبيرة، ممّا يقلّل من فرصة نجاة وهروب البشر منها.
- الرماد البركاني: (Ash falls)، قد يشبه تساقط الرماد البركاني تساقط الثلوج، إلّا أنّه بالتأكيد أكثر تدميراً منها، فهو لا يذوب، إذ إنّ كثافته أعلى من كثافة الجزيئات الثلجية، ممّا يسبّب انهيار الأسطح والأسقف، كما يمكن أن تنتقل آثاره إلى مناطق بعيدة عن موقع حدوثه، وهذا بدوره يسبب تدمير النباتات، وإلحاق الضرر بالمحاصيل الزراعية لعدّة سنوات قادمة، كما قد يؤدّي إلى موت الحيوانات والماشية التي تتغذّى على النباتات المغطّاة بالرماد .
- انبعاث الغازات السامّة: (Poisonous Gas Emissions)، يشكّل بخار الماء النسبة الأكبر من بين الغازات المنبعثة نتيجة انفجار البراكين، إلّا أنّه قد ينبعث أحياناً بعض الغازات السامة التي يمكن أن تكون ذات آثار مدمّرة على الحياة، مثل: كلوريد الهيدروجين، وكبريتيد الهيدروجين، وفلوريد الهيدروجين، وثاني أكسيد الكربون، والكلور، والكبريت، إذ قد تسبّب بعض هذه الغازات موت الكائنات الحية عندما تدخل بشكل مباشر إلى أجسامهم من خلال استنشاقها، أو عن طريق تناول النباتات التي امتصّتها.
- التدفّقات الطينية أو اللاهار: (Lahars-Mudflows)، يمكن أن ترافق التدفّقات الطينية الثوران البركاني، وقد تحدث بعد سنوات عديدة منه، إذ تتشكّل هذه التدفّقات عندما تتجمّع المياه مع رواسب الرماد اللينة، وتأتي المياه عادة من ذوبان الثلوج والجليد أثناء انفجار البركان، أو بفعل هطول الأمطار.
- الانهيارات الأرضية والجليدية، وتدفّق الحطام: (Debris Avalanches, Landslides, and Debris Flows)، قد يزداد انحدار الجبال البركانية مع مرور الوقت نتيجة إضافة مواد جديدة وصهارة إليها، ممّا يؤدّي إلى حدوث انهيارات أرضية أو جليدية، أو تدفّقات للحطام والصخور، وذلك بسبب عدم استقرار هذه المنحدرات، وقد تحدث الانهيارات في وقت حدوث الانفجارات البركانية، أو في أوقات أخرى.
- الفيضانات: (Flooding)، يمكن للترسّبات الناتجة عن تدفّقات الحمم البركانية والفتات البركاني أن تسدّ أنظمة تصريف المياه نتيجة تجمّع المياه بكميات تفوق قدرة هذه الأنظمة، كما قد تسبّب البراكين في المناطق ذات المناخ البارد ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية، وهذا بدوره يؤدّي إلى اندفاع سريع للمياه، وبالتالي حدوث الفيضانات .
- التسونامي: (Tsunami)، قد تؤدّي بعض الأحداث المرافقة لثوران البركان إلى حدوث التسونامي ، كتدفّقات الفتات البركاني، والانهيارات الأرضية والجليدية التي تدخل البحار والمحيطات، وقد تصل أمواج تسونامي إلى بُعد مئات الكيلومترات عن البركان، ممّا يسبّب خسائر كبيرة في الممتلكات والأرواح البشرية.
- الزلازل البركانية: (Volcanic Earthquakes)، قد تحدث الزلازل البركانية أثناء أو قبل الثوران البركاني، وذلك نتيجة لحركة الصهارة داخل البركان، وعلى الرغم من أنّ معظم الزلازل البركانية صغيرة الحجم والتأثير، إلّا أنّ بعضها كبير بما يكفي لإحداث انهيارات أرضية أو جليدية، والتسبّب ببعض الأضرار في المنطقة المحيطة.
- تأثيرات على الغلاف الجوي: تسبّب حبيبات الرماد الناعمة وغازات الكبريت المنبعثة في الغلاف الجوي انعكاس أشعة الشمس، ممّا يؤدّي إلى انخفاض درجة حرارة الجوّ، وفي المقابل يمكن أن يتسبّب غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من البراكين في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي .