كم عدد أبواب الجنة وما أسماؤها
عدد أبواب الجنة
ذكر الله أنّ للجنة أبواباً حيث قال -تعالى-: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)، وجاء عدد هذه الأبواب في السنّة النبويّة في قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ)، وقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ).
ومن الإعجاز القرآنيّ في سورة الرحمن، قول الله -تعالى-: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، وقد تكرّرت هذه الآية إحدى وثلاثين مرّة في السورة، منها ثمانية وردت بعد ذكر وصف الجنّة ومن فيها، ثمّ جاءت ثمانية أخرى بعد وصف الجنّتين اللّتين دونهما، فمن سعى واجتهد لدخول الثّمانية الأولى دخل الثّمانية التي دونها، وهذه الأبواب الثمانية تتناسب مع الجنّة بسعتها وعلوّ مكانها ومكانتها.
أسماء أبواب الجنة
أسماء أبواب الجنة هي؛ باب الصلاة، وباب الجهاد، وباب الرّيان، وباب الصدقة، فعن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللَّهِ هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلَاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ ما علَى مَن دُعِيَ مِن تِلكَ الأبْوَابِ مِن ضَرُورَةٍ، فَهلْ يُدْعَى أحَدٌ مِن تِلكَ الأبْوَابِ كُلِّهَا، قالَ: نَعَمْ وأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ).
وأضاف بعض العلماء باب محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وهو باب التوبة، وباب الزّكاة، وباب الحجّ، وباب العُمرة، وباب الصّلة، وباب الكاظمين، وباب الرّاضين، والباب الأيمن الذي يدخل منه مَن دخل الجنّة بلا حساب .
أمّا مفتاح هذه الأبواب فهو شهادة أن لا إله إلّا الله، وأسنان هذا المفتاح الأعمال الصّالحة؛ من التّوحيد، وفعل ما أمر الله -تعالى- به، واجتناب ما نهى عنه.
صفة أبواب الجنة
- تقع أبواب الجنة تحت ظلال السيوف، فعن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ أبوابَ الجنةِ تحتَ ظلالِ السيوفِ).
- يكون لكلّ باب من أبواب الجنّة عمل خاص يُسمى به، فمثلاً؛ باب الرّيّان للصّائمين، وقد ورد ذلك في حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ) وباب الصّدقة للمتصدّقين، وباب الزّكاة للمزكّين، وباب التّوبة للتّائبين.
- يبلغ عرض أبواب الجنة مسيرة أربعين سنة، فعن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنَّ ما بيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِن مَصَارِيعِ الجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً)،