أصغر دولة في العالم من حيث المساحة
دول العالم
يوجد في العالم 192 دولة تم اعتمادها من قبل هيئة الأمم المتحدة، تختلف كل واحدة منها عن الأخرى من حيث: طبيعة الأنظمة السياسية والاقتصادية، والموقع الجغرافي، وخصائص المناخ، والميّزات الجيوفيزيائية؛ فضلاً عن اختلاف البنية التحتية ومناطق جذب السياح ، كما تحتلف دول العالم في مساحتها، فمنها ما تبدو مساحته ضئيلة جداً مقارنة ببعض المدن؛ إذ يبلغ مجموع المساحة الكلّيّة لأصغر عشرة بلدان في العالم 1491.4 كيلو متر مربع، وهو ما يقل عن مساحة مدينة هيوستن في تكساس.
أصغر دولة في العالم
إنّ أصغر دولة في العالم من حيث المساحة هي الفاتيكان أو ما يُسمى بالأسقفيّة المقدسة، وتبلغ مساحتها 44. كم مربع، وهي دولة مستقلة ذات سيادة منذ عام 1929م. توجد الفاتيكان داخل العاصمة الإيطالية روما وتُعتبر مركز الكنيسة الكاثوليكية وموطن لأكبر كنيسة في العالم (كنيسة القديس بطرس)، وكلمة الفاتيكان تُطلق على المدينة والدولة، وتُستخدم للتعبير عن حكومة الفاتيكان أو البابا. تقع هذه الدولة على تل الفاتيكان في شمال غربي روما بالقرب من غربي نهر التيبر، ذات مساحة غير منتظمة الشكل، ويُحيط بها أسوار عالية، وتضم داخلها أفنية وحدائق ومباني ذات أنماط معمارية مختلفة.
اللّغة في الفاتيكان
وجود الفاتيكان داخل إيطاليا يوحي بأن معظم سكّان الفاتيكان يتحدثون الإيطالية، إلّا أنّ هناك بعض الأقلّيّات التي تتكلم اللغات الأوروبية المختلفة كالإسبانية، وتُستخدم اللغة اللاتينية لكتابة الوثائق الرسمية في الفاتيكان وللتواصل اليومي، في حين أنّ استخدامها اضمحلّ في أوروبا نظراً لتحدُّث معظم سكّان أوروبا الغربية بلغاتهم الأصلية.
الإدارة في الفاتيكان
البابا هو الحاكم المطلق للفاتيكان الذي يرأس جميع شؤونها الحكومية ويُفوّض سلطاته الدنيوية للآخرين، ويعطي الأولوية للمسائل الكنسيّة، كما أنّ لمدينة الفاتيكان محافظ تُشابه مسؤولياته تلك الموكلة لأيّ عمدة مدينة، ويشغل الكاردينال منصب أمين الدولة للشؤون الخارجية، بالإضافة إلى تنظيم الشؤؤون السياسية والكنسية.
يتولّى رئيس المحافل البابوية الإشراف على المحافل التي يُشارك فيها البابا وإدارته، أما ترتيب وتنسيق اجتماعات البابا والتشريفات الدبلوماسية فهي من مسؤولية رئيس البيت البابوي، ويدير الشؤون المالية للفاتيكان عدة أقسام تُطبّق مجموعة من القواعد والأمور المحددة، وبجانب وجود المحاكم المدنيّة ، يوجد في الفاتيكان المحكمة الرومانية المقدّسة التي ينصبّ تركيزها على القضايا الدينية، في حين أنّ القضايا الجنائية المدنيّة تُسلَّم أغلبها للقضاء الإيطالي، ويُشرف على البريد والهاتف وخدمات المياه والكهرباء ونظافة الطرق داخل الفاتيكان مجموعة من الهيئات الخاصة، كما يحتفظ الفاتيكان بوحدة عسكرية تسمّى الحرس السويسري مهمّتها حراسة البابا وسكنه بشكل دائم، بينما تتولّى رابطة القديس بطرس خدمات الشرطة اليومية، فضلاً عن أنّه لا يوجد للفاتيكان جيش أو أسطول بحري.
تضم الهيئة الدبلوماسية في الفاتيكان حوالي تسعين سفيراً بالإضافة إلى بعض المناصب الأخرى، ويُسمّى سفراء البابا باسم نونسيور في البلدان ذات الغالبية الكاثوليكية كإيرلندا والفيلبين وإسبانيا ، بينما يسمّون ببرونوسيوز في البلدان الأخرى كأمريكا وأستراليا وبريطانيا وأندونيسيا، في حين أنّ الدول لتي ليست لها علاقة رسمية مع الفاتيكان كجنوب أفريقيا والمكسيك، فيُطلق على مبعوثي البابا لديها لقب المُفوّضين أو المبعوثين الباباويين.
المَناخ في الفاتيكان
تتّصف الفاتيكان بالمناخ المعتدل، فهو ثلجيّ ماطر من شهر سبتمبر إلى شهر مايو، وحارّ وجاف في فصل الصيف الواقع بين شهر مايو وأغسطس، وهو السبب الذي يدفع السكان المحليين إلى مغادرة البلاد خلاله. إنّ أنسب الأوقات للسفر إلى الفاتيكان هو الفترة الممتدة بين شهري سبتمبر وأكتوبر؛ إذ تكون درجة الحرارة خلالها باردة جداً مع احتمالية سقوط زخات من المطر وانخفاض درجات الحرارة ليلاً.
تاريخ الفاتيكان
كان موقع هضبة الفاتيكان فيما مضى منتزهاً ومُدرّجاً للإمبراطور اليوناني نيرون، وقد مات العديد من النصارى الأوائل هناك، كما أنّه من المُعتقَد بأنّ القديس بطرس قد صُلِب في هذا المكان ودُفن فيه، وقام الباباوات ببناء الفاتيكان فوقه لاعتقادهم بأنّ هناك محراباً يقوم على مدخل القديس بطرس، وأقام الإمبراطور النصراني بازيليقا في ذات المكان الذي كان يُظنّ أنّ القديس بطرس مدفون فيه، وذلك في القرن الرابع ميلادي، ثمّ أنشئ قصر الفاتيكان ومباني أخرى بشكل تدريجي حول البازيليقا.
في العصور الوسطى لم تكن مدينة الفاتيكان هي المركز الرئيسي للباباوات بل كان قصر لاتيران في روما، وفي الفترة بين 1309م-1377م أقام الباباوات في أفينيون بفرنسا، وأثناء عودتهم كان قصر لاتيران محترقاً، فانتقلوا إلى الفاتيكان. بُنيت كنيسة القدّيس بطرس في بداية القرن السادس ميلادي فوق البازيليقا القديمة التي بناها قسطنطين، ومع تتابُع السنين سيطر الباباوات على منطقة في مركز إيطاليا سُميت بالدولة الباباوية، وفي عام 1870م وبعد سلسلة هزائم سياسية فقد البابا بيوس التاسع سلطته، واعتكف داخل الفاتيكان هو ومن معه، ورفض التعامل مع الحكومة الإيطالية، وفي عام 1929م وُقّعت معاهدة لاتيران التي تخلّى بموجبها البابا عن المطالبة بدولة باباويّة، وبالمقابل وافقت الحكومة الإيطالية على إقامة دولة مدينة الفاتيكان المستقلّة.
معالم الفاتيكان
كنيسة القديس بطرس
هي من أكبر الكنائس النصرانية في العالم، وهي ليست كاتدرائية كما يظن الكثيرون بل بازيليقا؛ أي كنيسة لها خصائص وَصِفات معينة يمنحها لها البابا، في حين أنّ الكاتدرائية هي كنيسة رئيسية لأسقف الأبرشية وتحتوي على مكتبه الرسمي.
قصر الفاتيكان
يتألف القصر من عدة مباني، ويتجاوز عدد غرفه الألف غرفة، ويوجد به أفنية مفتوحة يحيط بها العديد من المحاريب والمباني السكنية والمتاحف والقاعات، وتشغل مكاتب أمناء الدولة وصالات الاستقبال جزءاً من القصر، بينما تحتلّ متاحف الفاتيكان ومحفوظاته القسم الباقي.
متاحف الفاتيكان
تحتوي متاحف الفاتيكان على أجزاء ضخمة خاصة بالكتابات النصرانية والآثار الفرعونية والأترسكانية والفنون النصرانية الحديثة بالإضافة إلى وجود مجموعة نادرة من التماثيل كتمثالي أبولوبيلفيدير ولاكون، وتُزيِّن لوحات مايكل أنجلو السقف وحائطاً ضخماً في المحراب السيستيني، وتضم قاعات المتاحف ومحاريبها المتعدّدة أعمال لفنانين أمثال ليوناردو دافنشي ورفائيل وتيتان.
محفوظات الفاتيكان
في عام 1621م أمر البابا بول الخامس بإنشائها وتنظيمها من أجل حفظ السجلات الدينية والتاريخية المهمة، كالتقرير الأصلي لمحاكمة جاليليو سنة 1633م، ونصّ اتفاق نابليون عام 1801م، والالتماس الذي قدّمه البرلمان الإنجليزي عام 1530م؛ لإبطال زواج هنري الثامن من كاترين الأرغوانية؛ حيثُ أصدر البابا ليو الثالث عشر أمراً بفتح أبواب المحفوظات للباحثين والدارسين عام 1881م.