قلق الامتحان والتحصيل الدراسي وعلاجه عند الأطفال
قلق الامتحان لدى الأطفال
قد يعاني بعد الأطفال بعد الدراسة بجد للامتحان وفي يوم الامتحان نفسه من الشعور بالتوتر الشديد، وقد يؤدي ذلك الشعور إلى ظهور عدد من الأعراض كعدم القدرة على الإجابة عن بعض الأسئلة على الرغم من معرفة إجاباتها سابقاً، وفقدان القدرة على التركيز، والتشتت، والنسيان، وهي الحالة التي تُعرف بأنها حالة القلق من الاختبار التي يمكن تعريفها بأنها ذلك الشعور العصبي الذي يشعر به الأطفال أحيانًا عند الاقتراب من إجراء الاختبار وفي بدايته.
يجدر بالذكر هنا أنه ومن الطبيعي جداً الشعور بقليل من التوتر قبل الاختبار، إلا أن القلق غير الطبيعي من الاختبارات يكون أكثر حدة، وقد يكون قوياً لدرجة أنه قد يتعارض مع التركيز في الامتحان أو الأداء فيه كما ذُكر سابقاً؛ إذ يمكن أن يؤدي القلق الشديد من الامتحان إلى حدوث ألم في المعدة، أو صداع، وقد يشعر البعض بالارتجاف أو التعرق، أو الشعور بسرعة ضربات القلب، وفي بعض الأحيان وفي بعض الحالات قد يسبب القلق الشديد فقدان الطالب لوعيه أو التقيؤ.
أسباب قلق الامتحان لدى الأطفال
بشكل عام يتمثل القلق عادة برد الفعل السلبي عند توقع حدوث أشياء يخشى الفرد حدوثها عادة، وهو يؤثر على الجسم والعقل؛ إذ يؤدي الشعور بالقلق إلى إفراز هرمون الأدرينالين الذي يسبب عدداً من الأعراض الجسدية؛ مثل التعرق، وخفقان القلب، وسرعة التنفس، وبشكل عام ينتج القلق عادة عن التركيز على الأشياء السيئة التي قد تحدث؛ ففي حالة قلق الامتحان مثلاً يمكن لبعض الأفكار السلبية لدى عقل الطالب مثل: "ماذا لو نسيت كل ما درست؟"، أو "ماذا لو كان الاختبار صعبًا جدًا؟" أن تؤدي إلى حدوث القلق الشديد، وبشكل عام كلما زاد تركيز الطفل على الأشياء السلبية التي يمكن أن تحدث زادت حدة وقوة الشعور بالقلق لديه، وهو ما قد يؤدي إلى تشتت التفكير وتقليل التركيز أثناء قراءة الأسئلة، وبالتالي الأداء السيئ في الاختبار.
علاج قلق الامتحان لدى الأطفال
النوم الجيد وأخذ قسط كافٍ من النوم
يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى قلق الأطفال في يوم الاختبار، لذلك يجب على الآباء التأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم والراحة في الليلة السابقة للاختبار، إضافة إلى ضرورة الحرص على تقديم وجبة فطور غنية بالبروتين مثل البيض أو الشوفان للطفل صباحاً في يوم الاختبار نفسه.
التحدث مع الاطفال عن القلق
قد يساعد حديث الآباء مع الأطفال حول القلق، وتوضيح أنه من الطبيعي له أن يشعر بالقلق والتوتر كرد فعل طبيعي قبل الامتحان على تخفيف التوتر لدى الطفل، كما أن تشجيع الطفل على ممارسة بعض الأنشطة المشابهة ليوم الامتحان وأجوائه على تخفيف قلقه؛ مثل إعطائه لورقة فيها عدد من الأسئلة، وتحديد وقت له لإنهائها؛ أي محاكاة أجواء الامتحان تماماً، كما أن تذكير الطفل بالوقت الطويل الذي قضاه بالفعل في الدراسة، والجهد الذي بذله قبل الامتجان قد يساعده على الشعور بثقة أكبر.
زيادة ثقة الطفل بنفسه
على الآباء تذكير أبنائهم دائماً أن النجاح لا يعني دائماً تحقيق نتائج مرتفعة في الاختبارات، ولا النتائج المثالية، فالتحضير الجيد للامتحان هو بحد ذاته مثال على النجاح، لذلك على الآباء في حل بذل الطفل لجهد كبير في التحضير للامتحان امتداح ذلك، مما قد يساعد على تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتخفيف توتره وقلقه من الامتحان عندما يدرك أنه قد استعد جيداً له.
مساعدة الطفل في الدراسة
على الآباء التأكد من وجود مكان مريح للدراسة، وسؤال الطفل عما إذا كان بحاجة إلى مساعدة في مراجعة الاختبار، كما يمكن للآباء تقديم أفكار عملية قد تساعد الأطفال على المراجعة والدراسة، مثل وضع جدول زمني، إضافة إلى ضرورة تشجيع الطفل على التفكير في أهدافه ومستقبله، ومدى ارتباط الامتحانات والإعداد الجيد لها وعدم الخوف منها بها.