قصيدة عن الوطن
قصيدة: ولي وطن آليت ألا أبيعه
يقول ابن الرومي:
ولي وطن آليت ألّا أبيعه
- وألّا أرى غيري له الدهر مالكاً
عهدتُ به شرخُ الشبابِ ونعمة
- كنعمةِ قومٍ أصبحوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ
- مآربُ قضّاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكروا أوطانهم ذكرَّتهمُ
- عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذالكا
فقد ألفته النفسُ حتى كأنّهُ
- لها جسدٌ إِنْ بانَ غودرتُ هالكا
قصيدة: موطن الإنسان أمٌّ
يقول إبراهيم الغزي:
:موطنُ الإِنسانِ أمٌ
:فإِذا عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
:وطنٌ ولكنْ للغريبِ
:وأمةٌ ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ
:يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها
:أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ
:يا موطناً عاثَ الذئابُ بأرضهِ
:عهدي بأنكَ مربضُ الآسادِ
:ماذا التمهلُ في المسير كأنّنا
:نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ
:هل نرتقي يوماً وملءُ نفوسِنا
:وجلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ
:هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا
:ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ
:واهاً لأصفادِ الحديدِ فإِنّنا
:من آفةِ التفريقِ في أصفادِ
قصيدة: اختلاف النهار والليل ينسي
يقول أحمد شوقي:
اختلاف النهار والليل ينسي
:::اذكرا لي الصبا، وأيامَ أنسي
وصِفا لي مُلاوةً من شبابٍ
:::صُورت من تصوّرات ومسِّ
عصفت كالصبا اللعوبِ
:::ومرت سنةً حلوةً ولذة خلس
وسَلا مصرَ: هل سلا القلب عنها
:::أو أسا جرحَه الزمان المؤسّي؟
كلّما مرّت الليالي عليه
:::رقّ والعهد في الليالي تقسّي
مستطارٌ إذا البواخر رنت
:::أولّ الليل أو عوت بعد جرس
راهب في الضلوع للسفن
:::فطن كلما ثرن شاعهن بنقس
يا ابنة اليم، ما أبوك بخيلٌ
:::ما له مولعاً بمنع وحبس؟
أحرام على بلابله الدوح
:::حلال للطير من كلّ جنس؟
كلّ دارٍ أحقّ بالأهل إلّا
:::في خبيثٍ من المذاهبِ رجسِ
نَفَسي مرجل، وقلبي شراع
:::بهما في الدموع سِيري وأرسي
واجعلي وجهك الفنار ومجراك
:::يد الثغر بين رملٍ ومكسِ
وطني لو شغلت بالخلد عنه
- نازعتني إليه في الخلد نفسي
وهفا بالفؤادِ في سلسبيل ظمأٌ
- للسواد من عينِ شمسِ
شهدَ الله، لم يغبْ عن جفوني
- شخصه ساعةً ولم يخلُ حسي
يصبحُ الفكرُ والمسلة ناديه
- وبالسرحة الزكيّة يُمسي
وكأنّي أرى الجزيرة أيكاً
- نغمت طيره بأرخم جرس
هي بلقيسُ في الخمائل صرحِ
- من عباب، وصاحب غير نكس
حسبها أنْ تكون للنيل عرساً
- قبلها لم يُجنَّ يوماً بعرسِ
لبست بالأصيل حلة وشي
- بين صنعاء في الثياب وقَسِّ
قدّها النيل، فاستحتْ، فتوارتْ
- منه بالجسر بين عريٍ ولُبس
وأرى النيلَ كالعقيقِ بواديه
- وإنْ كان كوثر المتحسي
ابن ماء السماء ذو الموكبِ الفخم
- الذي يحسر العيون ويُخسي
لا ترى في ركابه غير مُثن
- بخميلٍ، وشاكر فضل عرس
وأرى الجيزة الحزينة ثكلى
- لم تفق بعد من مناحةِ رمسي
أكثرت ضجّة السواقي عليه
- وسؤال اليراع عنه بهمسِ
وقيام النخيل ضفرن شعراً
- وتجردن غير طوقٍ وسلس
قصيدة: سكبت أجمل شعري في مغانيها
يقول حبيب الزيودي:
سكبت أجمل شعري في مغانيها
- لا كنتَ يا شعر لي إنْ لم تكن فيها
هذي بلادي ولا طولٌ يطاولها
- في ساحة المجد أو نجم يدانيها
ومهرة العربِ الأحرارِ لو عطشتْ
- نصب من دمنا ماءً ونرويها
يا أيّها الشعر كنْ نخلاً يظلّلها
- وكنْ أماناً و حباً في لياليها
وأيّها الوطن الممتدّ في دمنا
- حباً أعز من الدنيا وما فيها
بغير كعبتك الشماء ما وقفت
- هذي القصائدُ أو طافت معانيها
هذي صفاتك إني إذ أُعدّدها
- على الأنام فإني لست أحصيها
وأيّها الأوفياء الحافظونَ على
- عهوده البيض آتيها وماضيها
كنتم قناديله في ليلة فإذا
- مادت به الأرضُ أصبحتم رواسيها
لكم أزفُّ أناشيدي وإنّ بها
- من حبكم عبقاً بالنورِ يذكيها
هذي بلادي بها الأحرارُ قد طلعوا
- أقمار حقٍ أضاءت في دياجيها
وعطّروا بالدم القاني مدائنها
- وزيّنوا بأمانيهم بواديها
وعلّموا الناس أنّ الموت أُغنية
- كان الشهيد بإيمانٍ يغنّيها
ولو تطول دروب الفتح نحن على
- قلوبنا وعلى الأهداب نمشيها
إنا رفعنا لك الراياتَ عاليةً
- وحسبنا أنّنا كنا سواريها
وحسبنا أنّنا في البر نحملها
- بين الضلوع ولم نخذل أمانيها
وهذه الأرضُ لو من قلّةٍ هلكت
- فنحن بالحب لا بالمال نحييها
قصيدة: بلادي أحبك فوق الظنون
يقول الشاعر مفدى زكريا:
بِلادِي أُحِبُّكَ فَوْقَ الظُنُون
:::وَأَشْدُو بِحُبِّكَ فِي كُلِّ نادِي
عَشَقْتُ لِأَجْلِكَ كُلَّ جَمِيلٍ
:::وَهِمْتُ لِأَجْلِكَ فِي كُلِّ وادِي
وَمِنْ هامَ فِيكَ أَحَبَّ الجَمالَ
:::وَأَنَّ لامَهُ الغَشْمَ قالَ بِلادِي
لِأَجْلِ بِلادِي عَصَرَت النُجُوم
:::وَأَتَرَعْتُ كَأْسِي وَصَغَتْ الشَوادِي
وَأَرْسَلْتُ شَعْرِي يَسُوقُ الخُطَى
:::بِساحِ الفُدَى يَوْمَ نادَى المَنادِي
وَأَوْقَفَت رَكَبَ الزَمانِ طَوِيلًا
:::أَسْئِلَةٌ عَنْ ثَمُودَ وَعادَ
وَعَنْ قِصَّةِ المَجْدِ مِنْ عَهْدِ نَوْحِ
:::وَهَلْ أَرَمُّ هِيَ ذاتُ العِمادِ؟
فَأَقْسَمَ هذا الزَمانُ يَمِينًا
:::وَقالَ بِلادِي دُونَ عِنادٍ
وَقالُوا هَجَرَتْ رُبُوعَ البِلادِ
:::وَهِمْتُ مَعَ الشَعْرِ فِي كُلِّ وادِي
أَجَلْ..قَدْ بَعُدْتُ لِأَزْدادَ قُرْبًا
:::وَيَلْهَبُ حُبُّ بِلادِي فُؤادِي
أَرَى فِي كِيانِ بِلادِي ذاتِي
:::بِكُلِّ اِعْتِزازٍ وَكُلُّ اِعْتِدادٍ
وَما زِلْتُ عَنْها بَدَنِيّاً القُلُوبَ
:::سَفِيرُ القُلُوبِ بِدُونِ اِعْتِمادِ
بِلادِي بِلادِي الأَمانُ الأَمانُ
:::أُغَنِّي عَلاكَ بِأَيِّ لِسانٍ؟
جَلالُكَ تُقَصِّرُ عَنْها اللَغَى
:::وَيَعْجَزُ فِيكَ سحْرُ البَيانِ
وَهامَ بِكَ الناسُ حَتَّى الطُغاةِ
:::وَما اِحْتَرَمُوا فِيكِ حَتَّى الزَمانِ
إليك صَلالَتِي وَأَزَكَّى سَلامِي
:::بِلادِي بِلادِي الأَمانُ الأَمانُ
قصيدة: يا سائلًا عن موطني وبلادي
يقول الشاعر حمود بن عبد الله بن محمد الغانم:
يا سائِلًا عَنْ مَوْطِنِي وَبِـلادِي
- وَمُفَتِّشًا عَنْ مَوْطِنِ الأَجْدادِ
وَطَنِي بِهِ البَيْتُ الحَرامُ وَطَيِّبَةُ
- وَبِهِ رَسُولُ الحَقِّ خَيْرَ مَنادِي
وَطَنِي بِهِ الشَرْعُ المُطَهَّرُ حاكِم
- بِالحَقِّ يُنْهِي ثَـوْرَةَ الأَحْقادِ
وَطَنِيٌّ عَزِيزٌ فِيهِ كُـلَّ مَحَبَّةٍ
- تَعْلُو وَتَسْمُو فَوْقَ كُلِّ سَوادِ
وَطنِي يَسِيرُ الخَيْرَ فِي أَرْجائِهِ
- وَيَعُمُّ رَغْمَ بَراثِنِ الحَسادِ
قَوْمٌ بَغْوا وَتَجَبَّرُوا فِي أَرْضِنا
- وَرَمُوا بِسَهْمِ المَوْتِ قَلْبَ بِلادِي
لكِنَّها رَغْمَ المَصاعِبِ هامَّةً
- تَعْلُو بِدَعْوَةٍ مَعْشَرَ العِبادِ
مُسْتَمْسِكِينَ بِدِينِهِمْ وَتَوَجَّهُوا
- للهُ ذِي الإِكْرامِ وَالأَمْجادِ
أَنْ يَحْفَظَ الشَعْبُ الكَرِيمُ وَأَرْضَهُ
- وَيَدِيمُ أَمْنَ الدِينِ وَالأَجْسادِ
وَيَرُدُّ كَيْدُ الكائِدِينَ بِنَحْرِهِم
- وَيُعِيدُ مَنْ ضَلُّوا لِنَهْجِ الهادِي