قصص من السيرة النبوية على جبر الخواطر
قصص من السيرة النبوية على جبر الخواطر
تعد عبادة جبر الخواطر عبادة عظيمة؛ فينال المسلم بها رضا الله -تعالى-، وينال الأجر العظيم يوم القيامة، وعبادة جبر الخواطر نوعٌ من أنواع الصدقة ، فلا تقتصر الصدقة على إعطاء الأموال، وإنما تتعداها للتخفيف عن الناس أوجاعهم، ومشاركة الناس في الأفراح والأحزان، قال الرسول الكريم: (والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)، فمن سار بين الناس بجبر الخواطر، أدركته عناية الله في وقت المخاطر.
قال -تعالى-: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً﴾، قال ابن كثير: "إذا حضر الفقراء من القرابة الذين لا يرثون، واليتامى والمساكين، قسمة مال جزيل، فأمر الله -تعالى- أن يرضخ لهم شيء من الوسط؛ يكون برا بهم، وإحساناً إليهم، وجبرًا لكسرهم"، وثبت في السيرة النبوية العديد من الشواهد على جبر الخواطر، ومراعاة المشاعر، ومن ذلك ما يأتي:
قصة تعزية طفل بوفاة عصفوره
عندما ذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- في زيارة لبيت أهل أنس بن مالك -رضي الله عنه- كان يجد صبياً في البيت حزينًا؛ لأن عصفوره قد مات، فقال له مواسياً: (يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟).
قصة الرسول الكريم مع الصحابي زاهر
زاهر بن حرام رجل من أهلِ الباديةِ، كان يُهدي إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- الهديَّةَ؛ فيُجهِّزُه رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا أراد أنْ يخرُجَ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (إنَّ زاهرًا بَادِينَا ونحنُ حاضِروه، فأتاه النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وهو يبيعُ متاعَه فاحتضَنه مِن خلْفِه، والرَّجُلُ لا يُبصِرُه فقال: أرسِلْني، مَن هذا؟ فلمَّا عرَف أنَّه النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- جعَل يُلزِقُ ظهرَه بصدرِه...).
(فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: مَن يشتري هذا العبدَ؟، فقال زاهرٌ: تجِدُني يا رسولَ اللهِ كاسدًا، قال: لكنَّك عندَ اللهِ لَسْتَ بكاسدٍ، أو قال: بل أنتَ عندَ اللهِ غَالٍ)،وكان هذا التصرف من النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه الكثير من جبر الخواطر حين مازح الصحابي زاهر -رضي الله عنه- وأثنى عليه.
زواجه -صلى الله عليه وسلم- بحفصة بنت عمر
عندما انتهى زواج حفصة بنت عمر ، مر عمر بعثمان فقال له: هل لك في حفصة؟ وكان عثمان قد سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يذكرها؛ فلم يجبه، فأخبر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلّى الله عليه وسلم-: (هل لك في خير من ذلك؟ أتزوّج أنا حفصة، وأزوّج عثمان أمّ كلثوم).
وسائل جبر الخواطر
إن لجبر الخواطر وسائل عديدة، وسنذكر منها ما يأتي:
- دعوة الفقراء إلى الأفراح والولائم، وإظهار البهجة عند حضورهم.
- زيارة من لا يزار؛ لفقره.
- الشراء من بائع فقير؛ بنية الصدقة.