قصص عن الكذب في عهد الرسول
قصص عن الكذب في عهد الرسول
ورد في السنة النبوية الكثير من القصص التي تحثنا على التثبت من الأقوال وعدم الخوض في الكذب، وعلى التحلي بخلق الصدق والأمانة في القول والعمل، وفي أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- خير برهان على ذلك.
حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا). وفي هذا المقال سنذكر بعض القصص التي تحدثت عن الكذب في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يأتي:
قصة حادثة الإفك
كانت حادثة الإفك في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حيث إنّ المنافقين اتّهموا السيّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- بالفاحشة وطعنوا فيها، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا خرج إلى الغزو يقترع بين زوجاته ومن يخرج اسمها تخرج مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الغزوة، وخرج اسم السيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- في غزوة بني المصطلق فخرجت مع النبي وكانت قد نزلت آية الحجاب .
وكانت تجلس في الهودج حتى فرغ المسلمون من الغزوة، وعند اقتراب الرحيل ذهبت السيدة عائشة -رضيَ الله عنها- لقضاء حاجة لها وعندما عادت للجيش تفقّدت عقداً لها كان في صدرها فلم تجده فعادت حتى تبحث عنه، وفي هذه الأثناء كان الجيش قد غادر المكان وحمل هودج السيد عائشة ولم يعلموا أنّها ليست فيه.
وذلك لأنّها كانت قليلة اللحم حديثة السنّ، وعندما وجدت السيدة عائشة عقدها عادت إلى مكان الجيش فلم تجد أحداً فجلست تنتظر لعلهم يتفقدوها ويعودوا، فغلبها النوم وكان صفوان بن المعطل في وراء الجيش فعندما جاء وشاهد السيدة عائشة عرفها؛ لأنّه كان قد رآها قبل الحجاب فلم تتكلم معه بشيء وأخذها عائداً بها إلى المدينة المنورة.
واستغل المنافقون هذه الحادثة وبدأوا الطعن في زوج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولم تكن تعلم السيدة عائشة ما يدور حولها حتى لاحظت تغيّر النبي الكريم معها وعلمت بما يحصل حولها وبقيَ هذا الحال ما يقارب الشهر حتى أنزل الله -تعالى- براءتها في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
قصة مسيلمة الكذاب
بعث مسيلمة الكذاب كتاباً للنبي الأمين مع عبد الله بن النواحة وابن أُثال، يقول فيه: "من مسيلمة رسول الله، إلى محمد رسول الله، سلام عليك، أم بعد، فإنّي قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصفها ولكنّ قريشا قوم يعتدون".
وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- رداً على مسيلمة الكذاب مع الصحابي حبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري -رضي الله عنه- وقال له إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وهذه دلالة واضحة على ادّعاء مسيلمة الكذّاب النبوّة في عهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقام مسيلمة الكذاب بقتل الصحابي حبيب بن زيد.
واستمرّ مسيلمة الكذاب بكذبه وافترائه وإيذائه للمسلمين حتى بعد وفاة النبي الأمين، فبعث الصحابي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- جيشاً بقيادة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقتله في معركة اليمامة .