قصص عن الاعتزاز بالإسلام
أول المعتزين بالإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم-
حاول أهل مكة ثني النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن دعوته إلى الإسلام بشتى الطرق، لكنه بقي ثاباً على دعوته، يأبى أن يتركها على الرغم من كل المغريات التي عرضوها عليه؛ فقد عرضوا عليه الملك، والسيادة عليهم، والمال، والنساء، لكنّه رفض كل نعيم الدنيا الذي جمع له، وتمسك بالدعوة؛ لأنه يرى أن الإسلام الذي يحمله أشرف وأعظم من كل ما عداه.
ولما يئست قريش من الترغيب انتقلوا إلى الترهيب، فذهبوا إلى عمه أبي طالب الذي كان يحميه من بطشهم، فطلبوا منه أن يطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتوقف عن بيان بطلان الشرك و الدعوة إلى التوحيد ، فلما أخبره عمه بما طلب منه قومه رفع بصره إلى الشمس وقال: هل تقدرون أن تشعلوا من الشمس شعلة نار؟ ما أنا بأقدر منكم على ترك ما بعث به.
وقد شاع نبأ هذه القصة في كتب السيرة بتفصيل آخر، حيث رد النبي -صلى الله عليه وسلم- على طلب القوم ووساطة عمه بقوله: (يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر - حتى يظهره الله أو أهلك دونه - ما تركته).
موقف ربعي بن عامر -رضي الله عنه-
كان ربعي بن عامر رسول قائد المسلمين إلى رستم ملك الفرس، فهيأ الفرس مكاناً مزيناً بكل ما في الدنيا من زينة من أجل بث الهزيمة في نفس ربعي، لكنه دخل بثيابه المتواضعة وسلاحه وفرسه، ودعاهم إلى الإسلام معتزاً به، وقال كلمات حفظها التاريخ له.
قال: "الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه، لندعوهم إليه".
موقف خُبَيب بن عدي -رضي الله عنه-
لما أسره الكفار وأرادوا قتله ثأراً لبعض قتلى غزوة بدر من المشركين استمهلهم ليصلي ركعتين قبل الشهادة، فركع ركعتين ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزعاً لزدت، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، ثم أنشد أبيات خلّدها التاريخ تنبض عزة بدينه وفرحا بإقباله على ربه:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً
- على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
- يبارك على أوصال شلوٍ ممزع
القصة ذكرها الإمام أحمد في المسند،وأصلها في صحيح البخاري.
موقف زيد بن الدَّثْنة -رضي الله عنه-
أسره الكفار مع خُبَيب الأنصاري -رضي الله عنهما- فاجتمع عليه كفار مكة لقتله، قال له أبو سفيان: "أنشدك الله يا زيد! أتحب محمداً الآن عندنا مكانك تضرب عنقه وأنت في أهلك؟ فقال: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً".