قصص سيدنا سليمان
قصص سيدنا سليمان في القرآن
سليمان عليه السلام هو أحد أنبياء الله -عز وجل- الذين بعثهم للناس حتى يرشدونهم إلى عبادة الله -عز وجل- وترك عبادة كل ما سواه، وقد ذُكر سيدنا سليمان في كتاب الله -عز وجل- في عدد من القصص، وفيما يأتي ذكر لأهم القصص التي وردت عن سيدنا سليمان:
قصة سليمان مع النمل
كان لنبي الله سليمان عليه السلام قصة مشهورة مع النمل؛ وذلك عندما اقترب سليمان عليه السلام وجنوده من واد للنمل، فأخذت نملة بالنداء على بني جلدتها محذرة إياهم وآمرة لهم بالاحتماء؛ وذلك خوفاً من أن يدهسهم نبي الله سليمان عليه السلام وجنوده وهم لا يشعرون بذلك.
فسمع سليمان عليه السلام صوت تلك النملة وفهم كلامها الذي كان يحمل في طياته الرأي السديد، والذي كان فيه صالح لأمتها، فتبسم نبي الله سليمان عليه السلام، وظهرت عليه علامات الفرح والسرور نتيجة لما أطلعه الله -سبحانه وتعالى- عليه وخصه به دون غيره من النعم، وشكر الله تعالى على هذه النعم.
قال الله -سبحانه وتعالى-: (حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).
قصة سليمان مع الهدهد
إن قصة سيدنا سليمان مع الهدهد من القصص المشهورة لسليمان عليه السلام؛ حيث كان الهدهد جنداً من جنود سليمان عليه السلام، وفي أحد الأيام غادر دون أخذ الإذن من سيدنا سليمان، الأمر الذي جعل سليمان عليه السلام يتساءل عن سبب غيابه.
وهدَّد سليمان عليه السلام بعقاب الهدهد إن لم يكن له حجة قويمة تبرر سبب هذا الغياب، ليأتيه الهدهد بعد ذلك بخبر يهمه من مملكة سبأ، قال تعالى: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ* لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ).
قصة سليمان مع ملكة سبأ
أشرنا في القصة السابقة أن الهدهد غاب عن سيدنا سليمان -عليه السلام- دون إذنه، وأثناء غيابه كان قد اتجه إلى مملكة سبأ في اليمن وجاءه بأخبار تهمه عنها؛ قال تعالى: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)، أي أن الهدهد أثناء غيابه أحضر له خبر قوم بلقيس الذين كانو يعبدون الشمس من دون الله تعالى.
فأرسل إليهم سليمان كتاباً محذراً إياهم أن يظلوا على كفرهم وشركهم، إلى أن أتوا سليمان مسلمين مستسلمين له عليه السلام وقد آمنت معهم ملكتهم المعروفة باسم بلقيس، قال تعالى: ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).