قصص استعداد الصحابة لرمضان
قصص استعداد الصحابة لرمضان
شهر رمضان المبارك شهر الغفران والرحمة شهر نزول القرآن العظيم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، حرص المسلمون قديما على تعظيمه و تزكية النفوس عند استقباله؛ طمعا في كسب أجره واغتنام ثوابه، وفيما يأتي نماذج لقصص عن استعداد الصحابة لرمضان:
تحرّي الصحابة هلال رمضان
كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحرصون على رؤية هلال شهر رمضان، فيخرجون في الليل؛ أملاً في رؤيته؛ فترى نفوسهم مُشتاقةٌ إليه، وقلوبهم الطاهرة مُقبلةٌ عليه، وتحرّي الهلال إنّما يكون من باب الشوق إلى شهر رمضان المبارك، وهو من السُّنَن الواردة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
إنارة الصحابة للمساجد وإقامة التراويح
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستعد لرمضان فينير المساجد بضوء القناديل، فكان أول من أدخل الإنارة إلى مساجد المسلمين، وجمع أمير المؤمنين -رضي الله عنه-الناس على صلاة التراويح ، فكان أول من جمع الناس على صلاة التراويح بالمساجد في رمضان.
وأنار المساجد بالأنوار وبتلاوة القرآن؛ حتى دعا له الإمام علي -رضي الله عنه- بسبب ذلك، فخرج علي بن أبي طالب في أول ليلة من رمضان والقناديل تزهر وكتاب الله يتلى في المساجد، فقال: "نور الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نورت مساجد الله بالقرآن".
حرص الصحابة على الإكثار من الدعاء
كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحرصون أشدّ الحرص على الاستعداد لشهر رمضان استعداداً حقيقيّا، ومن النماذج العملية على ذلك ما يأتي:
- أنهم كانوا يتوجّهون إلى الله بالدعاء ستّة أشهرٍ أن يُبلّغهم الله -سبحانه- رمضان، ثمّ يدعونه ستّة أشهرٍ أخرى أن يتقبّل منهم صيامهم، وطاعاتهم، وعباداتهم، فبذلك يكون العام لديهم كأنّه كلّه شهر رمضان.
- أنه ورد عن الصحابة -رضوان الله عليهم- العديد من الأدعية في الاستعداد لشهر رمضان، فكان يدعو به عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- قائلاً: "اللهمَّ زِدْنا ولا تَُنقُِصْنا وأَكرِمْنا ولا تُهِنَّا وأَعطِنا ولا تَحرِمْنا وآثِرْنا ولا تُؤثِرْ علينا وارضَ عنَّا وأَرضِنا".
- وكان من دعاء أُسيد بن أبي طالب: "اللهمَّ أحسنْ عاقبتَنَا في الأمورِ كلِّها، وأجرْنَا منْ خِزْيِ الدنْيَا وعذابِ الآخرةِ"، بالإضافة إلى دعاء الحسين بن علي -رضي الله عنهما-: "اللَّهمَّ اهدِنا فيمَنْ هدَيْتَ وعافِنا فيمَنْ عافَيْتَ وتولَّنا فيمَنْ تولَّيْتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيْتَ وقِنا شرَّ ما قضَيْتَ إنَّك تَقضي ولا يُقضَى عليكَ إنَّه لا يذِلُّ مَن والَيْتَ تبارَكْتَ وتعالَيْتَ".
إكثار الصحابة من قراءة القرآن الكريم
كانت عادة صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مدارسة القرآن الكريم حفظاً وتعلماً وعملاً، ومن النماذج ما يأتي:
- ذكر سلمة بن كهيل أنّ شهر شعبان شهر القُرّاء، وكان حبيب بن أبي ثابت يقول في بداية شهر شعبان: "هذا شهر القُرّاء".
- كان عمرو بن قيس يُفرّغ نفسه لقراءة القرآن.
- كان زُبيد اليامي يجمع الصحابة -رضي الله عنهم-؛ يتنافسون في تلاوة القرآن الكريم، وخَتْمه أكثر من مرّةٍ.