قصة يأجوج ومأجوج
من هم يأجوج ومأجوج؟
يأجوج ومأجوج قومٌ من الناس حصرهم الرجل الصالح ذو القرنين بين جبلَين، وبنى عليهم سداً؛ حمايةً للعباد من شرّهم وكيدهم، ويكون خرجوهم من ذلك السدّ علامةً من علامات الساعة الكبرى، فيُفسدون في الأرض إلى أن يأذن الله -تعالى- بموتهم جميعاً فيُرسل عليهم النغف فيموتون موتةً واحدةً.
قصة يأجوج ومأجوج
ذُكرت قصة يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، قال -تعالى-: (حَتّى إِذا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ وَجَدَ مِن دونِهِما قَومًا لا يَكادونَ يَفقَهونَ قَولًا*قالوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا*قالَ ما مَكَّنّي فيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعينوني بِقُوَّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَبَينَهُم رَدمًا*آتوني زُبَرَ الحَديدِ حَتّى إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتوني أُفرِغ عَلَيهِ قِطرًا)، فالآيات السابقة تبيّن أنّ قوم يأجوج ومأجوج كانوا أهل فسادٍ وشرٍّ، حتى جاء ذو القرنين وهو رجلٌ صالحٌ وكان ملكاً في زمانه، فاشتكى أهل تلك البلاد شرّ القوم، وطلبوا منه أن يبني سدّاً بينهم وبين القوم ليحميهم منهم، فاستجاب الملك لطلبهم وأقام سداً عظيماً من حديدٍ بين جبلَين، ثمّ أذاب عليه النحاس حتى أصبح أكثر قوةً وتماسكًا، فانحصر شرّهم عن العباد، وذكر الله -تعالى- بقاء قوم يأجوج ومأجوج محصورين بالسّد إلى وقتٍ يعلمه -سبحانه-، قال -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا).
ورد في السنّة النبويّة ما يدلّ على أنّ السدّ الذي حُصر فيه قوم يأجوج ومأجوج ما زال قائماً، وأنّه يمنعهم من إفسادهم في الأرض، ومِن حرصهم على هدمه فإنّهم يخرجون في كلّ صباحٍ لحفره حتى إذا كادوا أن يهدموه أخّروا الحفر لليوم الذي يليه، فيأتون إليه فيجدون أنّ الله -تعالى- أعاده أقوى ممّا كان عليه، حتى يأذن الله بخروجهم؛ فإن كان كذلك حفروا حتى إذا قاربوا على الانتهاء قال أميرهم ارجعوا إليه غداً فستحفرونه، فيرجعون إليه فيجدون حفرهم كما تركوه فيُكملون حفرهم ويخرجون فيتملّكون أسباب القوة ويتفوقون فيها على سائرالناس، وذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ خروجهم يكون في آخر الزمان، وأنّه علامةٌ من علامات الساعة الكبرى، قال: (لن تقومَ السَّاعةُ حتَّى يكونَ قَبْلَها عشْرُ آياتٍ: طُلوعُ الشَّمسِ مِن مَغْرِبِها، وخُروجُ الدَّابَّةِ، وخُروجُ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ).
ذكر الله -تعالى- في كتابه ما يدلّ على كثرة قوم يأجوج ومأجوج وسرعة خروجهم، قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ)، ثم يرسل الله تعالى عليهم دودًا يخرج فيقتلهم ثمّ يبعث طيوراً تحملهم وتذهب بهم إلى حيث شاء، ثمّ يحجّ المسلمون بعد هلاك قوم يأجوج ومأجوج، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لَيُحَجَّنَّ البَيْتُ ولَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ).
صفات يأجوج ومأجوج
ذُكر سابقاً أنّ قوم يأجوج ومأجوم مفسدون في الأرض، كما أنّهم رجالٌ أقوياء جداً لا يُمكن لأحدٍ قتالهم لكثرتهم أيضاً، أمّا عن صفاتهم الخَلقية فقد ورد في السنّة أنّهم عراض الوجوه صغار العيون، وجوههم مدورة، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النّبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقاتِلوا قومًا صِغارَ الأعيُنِ، عِراضَ الوُجوهِ، كأنَّ أعيُنَهم حَدَقُ الجَرادِ، كأنَّ وُجوهَهمُ المَجانُّ المُطْرقةُ، يَنتَعِلونَ الشَّعَرَ، ويَتَّخِذونَ الدَّرَقَ حتى يَربُطوا خُيولَهم بالنَّخلِ).