أشهر شخصيات اليونان القديمة
أشهر ملوك اليونان القديمة
من أشهر الملوك الذين عُرفوا بمكانتهم العسكرية والسياسية في اليونان:
الإسكندر الأكبر
وُلد إسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، وكان من الجنرالات المعروفة في الأوساط السياسية، فهو ابنُ ملك مقدونيا "فيليب الثاني"، ابنُ قائدٍ مَشهورٍ بالشجاعة، استطاع بواسطتها أن يُطوِّر مقدونيا ويجعل فيها قوةً عسكريةً هائلة، وبما أنّ إسكندر كان أميرًا فكان من السهل أن يلتقي بالفيلسوف اليوناني "أرسطو" ليتلقى على يديه علم الفلسفة ، فوضعَ في قلبهِ بذور التساؤل، حتى نما بداخله حب المعرفة والاستكشاف، فهو رجل عبقري في مجالات عديدة، عندما اغتيلَ والدُه كانَ يبلغُ من العُمر عشرين عامًا، فاعتلى عرشَ المُلكِ، وعزمَ على أن يمشي على خُطى والدهِ، فاستمرَّ في غزو الإمبراطورية الفارسية ليتوجّه حينها إلى بناء أكبر إمبراطورية في تاريخ العالم، ثم توفي في عام 356 قبل الميلاد.
بريكلس
وُلد بريكلس عام 429 قبل الميلاد، وكان جنرالًا؛ أي شخصيةً شهيرةً من شخصيات رجال الدولة، عاش في أثينا ، وعُرف ببراعتهِ في الخطابة والفنون، ثم ازدهرت أثينا في عصرهِ حتى سُمّي عصر حُكمهِ لها بالعصر الذهبي، أو عصر بريكلس، في ذلك الوقت لمعتْ الفنون في الأوساط الاجتماعية، وسادت الآداب والفلسفة وحرية التعبير عن الرأي، إذ سعى بريكلس إلى انغماس الشعب في أي شكل من أشكال الثقافة التي ينالها المرء من خلال الدراسة، فأصبحت أثينا في عصرهِ موطَنَ الفنانين العظماء، وموئلًا لكُتّاب المسرح والشعراء، وكبار الفلاسفة، وأمهر المهندسين المعماريين، وكذلك النّحاتين والرّسامين، كما شهدت أثينا في عصره بناء البارثينون المجيد الذي بقي مشهورًا حتى اليوم، فكان الفنّ يتبوَّأ أهميّة كبيرة في ذلك العصر، وقد توفي بريكلس عام 494 قبل الميلاد.
سولون
وُلد سولون عام 560 قبل الميلاد، وكان شاعرًا ورجُلًا سياسيًّا بامتياز، فقد أسّس حكومةً ديمقراطيةً في اليونان، يمكن القول إنّه المشرّع الأول الذي منحَ أحقّية الديمقراطية للشعب الذي يحكمه في أثينا، وبناءً على ذلك فإن العبودية التي سبقتْه وإساءة المعاملة التي كانت منتشرة قد حُدَّتْ بوجوده على رأس الحكم، فقد كانت قبلهُ حرية التعبير تُمنحُ فقط للنبلاء، أما عامة الشعب فلا يمتلكون هذا الحق، ولا يمكنهم إبداء الرأي السياسي، وفيما بعد انتخبه الناس ليكون حاكم أثينا القديمة، فنظَّم الخطط ووضع الأساس السليم لازدهار أثينا الاقتصادي والثقافي والعسكري، وتوفي عام 630 قبل الميلاد.
أشهر فلاسفة اليونان القديمة
تشتهر اليونان بأنها مكان ولادة الفلسفة، ومن أشهر الفلاسفة اليونانيين:
سقراط
سُقراط مُعلّم أفلاطون كما تقدّم، ولد عام 399 قبل الميلاد، ولا بد من إدراج اسمه بين الشخصيات اليونانية الأكثر تأثيرًا في التاريخ، فهو أكبر مؤسس للفلسفة الغربية، ومع أنّ سقراط له الفضل في تأسيس هذا العلم بالدرجة الأولى إلا أنه لم يترك كتاباتٍ تدل على معتقداته الفكرية وآثاره ومبادئه التي علَّمها لتلامذته، كما أنه اشتُهِر من خلال الحوارات التي نُقلت عن تلميذه أفلاطون، وقد أسهمت تلك الحوارات في تأسيس الفكر الأفلاطونيّ في مجال التعليم والأخلاق.
عُرف سُقراط بأنه مُدرّس للفكر و البصيرة ، وما يزال الأثر الذي نُقل عنه عبر تلامذته يؤثر تأثيرًا قيّمًا في مجال التعليم، كما أن طريقته في بث الفكر سُميت بالطريقة السقراطية، وهي الطريقة التي تتّبع طرح التساؤل بشكل مستمر، وتثمّن الحوار المفتوح لبناء حلول للموضوعات المعقدة، ومحاولة قيادة التلميذ ليصل إلى رؤاهُ الخاصة، ولكن في نهاية المطاف أصبح منهجه الفضولي سببًا لعدِّهِ ناقدًا مركزيًّا للقيادة الأثينية من ناحية الأخلاق والمجتمع، مما أدى إلى الحكم عليه بالإعدام بعد المحاكمة، وقد توفي في عام 470 قبل الميلاد.
أفلاطون
هو تلميذ سُقراط، وقد اشتُهر بأنه أبو الفلسفة والمعلم الأول لها، لكن اختلف المؤرخون في دقّة تاريخ مولده، إذ يمكن القول على الأرجح إنّه ولد عام 347 قبل الميلاد، وبدأ في أول أمرهِ تلميذًا ثمّ مؤسِّسًا للتعليم العالي في العالم الغربي، فقد اعتمدَ على إنشاء أكاديمية في أثينا ممّا عزز مكانته الاجتماعية وزاد من شهرته كشخصية مؤثرة في التقاليد الفلسفية عند الغرب، ولكن في الواقع يمكن القول إنه أسس الفلسفة السياسية، واستخدم في سبيل ذلك كل من الحوار والجدل كطرق معرفية للوصول إلى مجالات الفكر بمختلف أنواعها.
لم يكن أفلاطون الشخص الوحيد الذي شُغِل بالفلسفة في عصرهِ، وإنما أول من حدد معناها وهدفها وطرق السعي لتحقيق ذلك الهدف من خلال استكشاف الطريقة العلمية لذلك، ومع أنه استخدم سُقراط ـ مُعلّمه الأول ـ كوعاء للعديد من أفكاره إلا أنّه قدمَ بأفكارهِ توجُّهًا مؤطِّرًا حديثًا لدراسة الميتافيزيقا بالدرجة الأولى، ومن ثمّ مسائل الأخلاق والمعرفة والسياسة واللاهوت، توفي أفلاطون حسب إشارة العديد من المصادر عام 427 قبل الميلاد.
أرسطو
الفيلسوف الشهير أرسطو ولد عام 322 قبل الميلاد، وهو شخصية لم يعرف مثلها التاريخ، فلا تزال تتناول الأبحاث أقوالَه ودراساته عن النفس البشرية حتى يومنا هذا، إذ يُعدُّ ـ هو ومعلّمه أفلاطون ـ أبًا للفلسفة التي نشأت جذورها في الغرب، وفتحتْ أفكاره حول الميتافيزيقا والأخلاق والبحث المُمَنهج وطُرق المعرفة آفاقًا واسعة لانطلاق مئات الفلاسفة فيما بعد وبحثهم واجتهادهم في تطوير النظريات والتساؤلات التي أرسى قواعدها، ولا يمكن أن تُحدّ شخصية أرسطو بأنه فيلسوف فقط، بل كان عالِمًا بالكثير من العلوم كالفيزياء وعلم النفس والمنطق واللغويات وعلم الأحياء، كما كان كاتبًا يتميز بالبلاغة، ويعرف الكثير عن فن الموسيقى والشعر و المسرح ، ويكتب النظريات في السياسة والحكم، ففي رأيه كل المفاهيم المعرفية تستند في النهاية وترجع إلى الإدراك.
استفاد أرسطو من تدريسه لابن "فيليب المقدوني الثاني" الأمير "إسكندر" الشاب، بناءً على طلب والدهِ الذي أراد له أن يكون فاتحًا في المستقبل، وقائدًا عظيمًا يتميز بالحنكة والذكاء فيصنع المجد، إذ استطاع أرسطو أن يبلغ بشهرته جميع أنحاء العالم من خلال إنشاء مكتبةٍ له في المدرسة الثانوية، فكتب مئات الكتب التي حوَتْ شرحًا لأفكارهِ في مختلف العلوم، وخطَّها على لفائف البُردي، وكانت سببًا في انتشارِ اسمه في الأوساط الثقافية بعد تشرُّبها من قبل الأمير "إسكندر" الذي تهيَّأ ليكون قائدًا لإمبراطورية عظيمة يمتدّ نفوذها من اليونان إلى أراضي شمال غرب الهند. وقد توفي أرسطو عام 384 قبل الميلاد.
لقراءة المزيد عن الفلسقة اليونانية وفلاسفتها، انظر هنا: بحث حول الفلسفة اليونانية .
أشهر كتاب اليونان القديمة
عُرفتْ اليونان بفنّ الشعر وأدب الملاحم، ومن أبرز الأسماء التي لمعت في تلك المجالات:
هوميروس
يعد هوميروس كاتب الأدب الملحمي الأول، فهو من أكبر الشعراء والكُتّاب في عصرهِ، وُلد عام 750 قبل الميلاد على الأرجح، ولا توجد مصادر تذكر تاريخ ولادته أو وفاته بشكل حتمي، ومن أعظم إنجازاته الملحمتان اللتانِ تمكّن خلالهما من سرد تاريخ اليونان كاملًا: "الإلياذة، والأوديسّا"، إذ يصف في الإلياذة أحداث الحرب التي جرت بين اليونان وتروي، وتتحدث الأوديسّة عن المغامرة، وعن بطل الحرب وهو يعود إلى وطنه منتصرًا، ويعد هوميروس من أهم الشخصيات في الأدب اليوناني لكونه مؤلِّفًا لأول أدب معروف في البلاد الأوروبية، ويصف أفلاطون هوميروس بأنه قائد التعلم، وبعبارةٍ أخرى "المعلم الأول"، وقد أوردت بعض المصادر تعبيره عن ذلك بقوله: "المربي لجميع اليونان"، وقد قدّمتْ أعماله نماذجًا لفن الكتابة والطريقة المقنعة في الحديث
سوفوكليس
وُلد سوفوكليس عام 496 قبل الميلاد، وهو ابن صانع أسلحة ثريّ في "ديم كولونوس" قُرب أثينا، ويُعد مثل هوميروس من أهم الشخصيات في الأدب الملحمي، فقد كتبَ ما يُقارب 123 مسرحية خلال فترة حياته، ولم يصل منها إلى هذا اليوم سوى سبعِ مسرحيّاتٍ فقط أشهرها "الملك أوديب"، و"أنتيجون"، وبذلك لا بد من القول إنّ سوفوكليس من أحد المبتكرين الأساسيين في مجال المسرح ، حيث سعى إلى تطوير كتاباته المسرحية بإضافة أدوار تؤدي وظيفةً جوهرية في زيادة الصراع وتطوير الشخصيات و الحوار ، وإدخال المنطق ضمن المأساة اليونانية التي صوّرها في أعماله المسرحية
يوريبيدس
وُلد يوريبيدس في عام 480 قبل الميلاد، وهو واحدٌ من أشهر ثلاثة شخصيات عُرفت بالأدب التراجيدي بعد "إسخيلوس" و"سوفوكليس"، وهو بالإضافة إلى سقراط زعيمُ الفكر المَحكي، فقد كتب حوالي تِسعًا وخمسين مسرحيةً لم يصل منها إلى يومنا هذا إلا ثماني عشرة مسرحية، وهذا بحد ذاته يعدّ مأساةً بالنسبة للأدب اليوناني، لما في مسرحياته من جودة فنيّة، اشتُهر يوريبيدس بصُنع أبطال مسرحياته من خلال تحويل الأشخاص العاديين إلى أبطال في لحظة حاسمة داخل المسرحية، وذلك بتعرُّضهم لموقف معين يستدعي ذلك، مما جعل العديد من الكُتاب يتأثرون بكتاباته وينسجونَ منها ما يتوافق مع المدرسة الرومانسية أو الكوميديا، ومن الملاحظ أن شكسبير قد تأثر في مسرحيته عُطيل وبعض المسرحيات الأخرى بمؤلفات يوريبيدس إلى حد كبير .
أشهر فناني اليونان القديمة
من أكثر الرسّامين والنحّاتين شُهرةً في اليونان القديمة هي الشخصيات الآتية:
أجاثارشوس
وُلد أجاثارشوس في المئة قبل التي سبقت الميلاد في "ساموس" حسب ما أشارتْ المصادر، وهو رسّام تعلّم الرسم بنفسه ونال الشهرة الواسعة في أثينا، حاول إيصال فنّ رسم المشهد للعالم، فاقترح فكرة وضع الأجسام ضمن نطاق إضاءة الشمس لتظهر الظلال عليها بطريقة فريدة، والاستفادة من هذه الظلال في تكوين لوحات تتميز بأبعادها أو طابعها، ومن ثمّ سعى إلى دمج المنظور الواقعي في لوحاته على نطاق واسع، وقد نال الشهرة بعد أن رسم لوحة خلّابة لمآسي "أسخيلوس"، فتركت أعمالهُ بما فيها من سرعة الإنجاز وبراعة التصميم الكثير من الرهبة في قلوب الناس.
أبيليس
في جميع أنحاء اليونان القديمة وروما اشتُهر أبيليس بأنه الرّسام الأقدر على رسم الوجوه البشرية، فقد كان يحرص على دمج التجسيد البشري مع الرموز داخل لوحاته، حتى إنّ أحد الخبراء بهذه الموهبة وصف الرسم الذي برع به أبلس بأنه يشبه الشعر، حيث كانت رسوماته تنقل المُشاهد إلى عالَمٍ آخر بسحرها وجمالها وبراعة التصوير في ألوانها، إذ كان أبيليس بارعًا برسم الخطوط الرشيقة، وسيطرة بارعة على النسبة في قياسات الخطوط والألوان والتماثل في الأشكال والتباعد بين الأرقام، وقد كانت الجاذبية في رسوماته تأثر كلّ محبي الفن، حُفِظت لوحاته لفترة طويلة في منزل يوليوس قيصر، ثم فُقدتْ وضاعتْ، وكانت آخرها لوحة "أفروديت كوس"، حيث ماتت قبل أن يتم أبيليس اللوحة، وبقيت اللوحة غير مكتملة.
ألبروتوجينات
ألبرتوجينات واحدٌ من الرسّامين والنحّاتين المعروفين في اليونان والذين اشتُهروا برسم وتلوين لوحاتهم، ومع أنّه كان في مجال الرسم أفضل من مجال النحت إلا أن أعمالهُ لم تصلنا على الإطلاق، ولم يعرفها الدارسون فيما بعد إلا من خلال المراجع التي أشادت بها، والأوصاف التي تناولها الكُتاب في أثناء الحديث عن هذا الرسّام، كان ألبروتوجينات منافسًا لا يُستهان به لأبيليس، حتى احتدم بينهما التحدي فرسما خطًّا على القماش ذهابًا وإيابًا ليظهرَ الأكثر جدارة بينهما، فاعترف ألبروتوجينات لأبيليس بأنه كان الأبرع في الضربة الثالثة للفرشاة ، و من أشهر لوحات ألبروتوجينات: "بان، وأليكسندر، ولاليسوس" وغيرها الكثير.